أكفان غازية حول المجرات.. باحثون يلتقطون صورة مدهشة

الوقائع الاخبارية : نجح فريق من علماء الفلك في التقاط أول صورة مفصلة لأكفان الغاز الضخمة التي تحيط بالمجرات، مما يكشف عن رؤى جديدة للمادة غير المرئية التي تشكل معظم الكون.

وباستخدام جهاز تصوير الشبكة الكونية "كيك"، المثبت على تلسكوب كيك في مرصد "ماونا كيا" في هاواي، تمكن الباحثون من تصور أكفان الغاز المراوغة التي تمتد لمسافة 100 ألف سنة ضوئية تقريبا خلف المجرة، والتي كان يُعتقد سابقًا أنه من المستحيل رؤيتها.

وفي الدراسة التي نُشرتها دورية "نيتشر أسترونومي"، يصف الفريق البحثي، أكفان الغاز، بأنها سحب غازية شاسعة ومنتشرة، تتكون في المقام الأول من الهيدروجين والهيليوم، وتحتوي على ما يصل إلى 90٪ من المادة الطبيعية في الكون، أكثر بكثير من النجوم الساطعة التي نربطها عادةً بالمجرات.

وبينما كان من المعروف أن هذه الأكفان الغازية موجودة منذ عقود، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التقاط صورة لها بتفاصيل مبهرة.

وتقول نيكي نيلسن، الأستاذة في جامعة أوكلاهوما والباحث الرئيسي بهذا الإنجاز: "معظم الكون لا يتكون من النجوم التي نراها، يتكون من هذه الأكفان الغازية الضخمة التي تعمل مثل الضباب الخفي المحيط بالمجرات، ولقد شعرنا بسعادة غامرة لرؤية أن مخاطرتنا قد أثمرت عندما التقطنا هذه الصورة المذهلة لكفن الغاز".

وجاء الاكتشاف بعد ليلة من مراقبة ما يبدو أنه مساحة فارغة حول مجرة بعيدة، واستخدم الفريق جهاز تقطيع الصور الذي تم تطويره حديثًا، وهو جهاز خاص مصمم لالتقاط الضوء الخافت للغاية، وأظهرت البيانات الناتجة توهج غاز الهيدروجين والأكسجين في منطقة أكبر بعشر مرات من المجرة المرئية.

 

وكان أحد أكثر النتائج إثارة هو أن الانتقال بين المجرة وكفن الغاز الخاصة بها ليس سلسا، بل مفاجئا، مثل التحول المفاجئ من مدينة صاخبة إلى ريف فارغ.

ولا يزال العلماء يحققون في سبب توهج الغاز، ويمكن أن يكون ذلك من تصادمات تيارات الغاز سريعة الحركة أو الضوء فوق البنفسجي الهارب من النجوم والثقوب السوداء داخل المجرة.

وتقول نيكي نيلسن: "هذه الأكفان الغازية ليست رائعة في حد ذاتها فحسب، بل إنها تخبرنا كثيرا عن كيفية نمو المجرات وتفاعلها مع محيطها، فإذا كانت مجرتنا درب التبانة بها كفن غازي مماثل، فقد يكون هناك تفاعل بالفعل مع الطفن الغازي لمجرة أندروميدا المجاورة لنا".

وتضيف أن "هذا الاكتشاف يمثل قفزة كبيرة إلى الأمام في فهم توزيع المادة الطبيعية في الكون، مما يجعل العلماء أقرب إلى الكشف عن البنية الخفية للكون".