واقعية "الصقور" تذهل آسيا.. المونديال "مهر" الجماهير.. وصالح بفريق النجوم

الوقائع الإخبارية : استحق المنتخب الوطني للناشئين تحت 18 عاما بكرة السلة، عبارات الإشادة والاستحسان على ما قدمه في بطولة آسيا بحلوله في المركز الرابع، ليقطع تذكرة الذهاب إلى مونديال سويسرا 2025، للمرة الثانية في تاريخه بعد انجاز العام 1995.

وتأهل "صقور الناشئين" إلى نهائيات كأس العالم للشباب تحت 19 عاما، والتي تقام في مدينة لوزان السويسرية بالفترة من 28 حزيران "يونيو" إلى 5 تموز "يوليو" المقبلين، إلى جانب منتخبات، أستراليا ونيوزيلندا والصين عن قارة آسيا.

وظفرت أستراليا بلقب البطولة القارية للمرة الثانية في تاريخها بعدما فازت بقسوة على نيوزيلندا بفارق 63 نقطة (96-33)، والأخيرة حلت في مركز الوصافة، فيما تقلدت الصين الميدالية البرونزية بفوزها على المنتخب الوطني بنتيجة (84-63).  

وشهدت بطولة آسيا فوارق كبيرة في مستوى المنتخبات المشاركة من حيث القوة والمستوى والتاريخ والعراقة والإمكانات المادية وقوة المسابقات المحلية وزخم النجوم المحترفة، وحتى يكون الحديث منطقيا، فإن تحقيق حلم "الصقور" في الوصول إلى "مونديال سويسرا" عوض الإخفاق الفني في التعاطي مع مباراتي أستراليا والصين وترك ذكرى طيبة في نفوس النقاد والمحللين، الذين يرون هذا المنتخب أمل المستقبل، مع المزيد من الرعاية والاهتمام، فيما يرى آخرون أن الخسارة أمام "الكنغر" و"التنين" لها مبرراتها، من بينها الإرهاق البدني لضغط المباريات، إلى جانب امتلاك أستراليا فريقا يضم نخبة المواهب في أوروبا والتي تفوق إمكانيات آسيا.   

وبعیدا عن العاطفة، فإن الأرقام تشیر إلى نواح إیجابیة كثیرة في مسیرة المنتخب الوطني خلال البطولة القارية، التي خاض فيها 7 مباريات، خسر في 3 منها أمام نيوزيلندا (62-71) وأستراليا (42-94) والصين (63-84)، مقابل فوزه في 4 مباريات أمام الفلبين (62-56) وأندونيسيا (82-59) وقطر (91-85) وكوريا الجنوبية (73-69)، مسجلا 475 نقطة بمتوسط 67.8 نقطة لكل مباراة، فيما استقبلت سلته 518 نقطة وبمتوسط 74 نقطة في المباراة الواحدة.

وعلى مستوى الأرقام، يعد سيف الدين صالح أعلى اللاعبين فاعلية من جانب "الصقور" بمعدل 19، يليه هادي الشامي بمتوسط 12.3 وروحي الكيلاني بمعدل 11.1، كما يعد صالح أفضل مسجل بمتوسط 16.9 نقطة، يليه الكيلاني بمتوسط 10 نقاط والشامي بمعدل 9.4 نقطة لكل مباراة.

وفي المتابعات الناجحة، يمتلك صالح المعدل الأعلى بين لاعبين المنتخب الوطني بـ10.9 متابعة، يليه الشامي بمعدل 8.9 متابعة والكيلاني بمعدل 5.1 متابعة، والأخير يعد الأفضل في التمريرات الحاسمة بمتوسط 5.6 تمريرة، يليه عمر حجازي بمعدل 2.6 تمريرة وحمزة شعبان بمعدل 2.3 تمريرة، في الوقت الذي يمتلك فيه عمر سلمان أفضل نسبة تسجيل من خارج القوس بنسبة نجاح 46.9 % (15 من 32).

أبو عطا: التأهل للمونديال نتاج التخطيط الصحيح  
وقال المهندس نبيل أبو عطا أمين السر العام للجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة: "نسخر مواردنا في الاتحاد لتطوير أبنائنا اللاعبين واللاعبات وليس هاجسنا آراء المشككين، استضافة بطولة آسيا تمثل قرارا اتحاديا واعيا هدفه ضمان دعم الجمهور، وتجنيب لاعبينا عناء السفر والحصول على أفضلية الأرض".

وأضاف أبو عطا في معرض رده على استفسارات (الغد): "التأهل إلى كأس العالم ليس محض صدفة، عقدنا العزم على إيصال المنتخب إلى مونديال سويسرا والتخطيط لذلك بدأ منذ تشكيل منتخب تحت 16 عاما ومشاركته في بطولة آسيا بالدوحة العام الماضي، ولم نشكك يوما بقدرة صقورنا الشباب على التحليق".

وتابع: "كان لاعبونا بعمر التاسعة وحتى الحادية عشر منذ استلامنا مسؤولية إدارة شؤون اتحاد كرة السلة، وانتهجنا خطة لمضاعفة عدد المباريات في الفئات العمرية وإطالة عمر الدوريات جميعها، واستحدثنا فئات وفرقا جديدة، ونظمنا دوري المدارس والجامعات لنصل حدود 800 مباراة في موسم واحد، ووقعنا اتفاقيات دعم خاصة لأندية الشمال المفرخة للأجيال للتركيز على الفئات العمرية، وكل هذا أتى أكله اليوم".

واستطرد: "سعينا بجهد غير مقرون لنضمن تمثيل عدد من اللاعبين للمنتخب الوطني، ومن بينهم هادي الشامي، الذي كان مطمعا للنيوزيلنديين، وسيف الدين صالح الذي فضل أيضا تمثيل منتخب بلده وكان من أفضل خمسة لاعبين على مستوى آسيا وكان لصقورنا المغتربين إضافة نوعية  إلى جانب لاعبينا الذين حصلوا على رعاية من مدربين في فرق أنديتهم المحلية أهلتهم لمستوى التنافس الذي شهدناه والذي ما زال علينا العمل لتطويره، ولا يخفى علينا الملاحظات الفنية على صقورنا الشباب خلال المباريات وهو أمر متوقع بهذه المرحلة العمرية، وعلى جميع المدربين في منظومة السلة العمل معا بالانسجام مع مدير دائرة المنتخبات الوطنية مروان معتوق لمعالجته ".

وفيما يتعلق بالجهاز التدريبي للمنتخب الوطني الذي يضم المدير الفني وسام الصوص ومساعديه هيثم طليب وزيد عباس، أشار إلى: " أن لدينا جهازا فنيا وطنيا ذا كفاءة عالية، إضافة إلى مدربي المهارات واللياقة والتغذية والعلاج الطبيعي، وكلهم رافقوا المنتخب طوال الوقت، لتحضيره بالشكل الأمثل حسب إعداد مباريات التحضير التي توفرت".

وأضاف: "الجهاز الفني صار مستقرا ويعمل على مدار العام ضمن نظام موحد يشمل جميع منتخبات الفئات بالإضافة للأول، وعلينا تقدير جهود لجنة المنتخبات وبالأخص رئيس الاتحاد محمد عليان، الذي أصر على توفير الاستمرارية والاستقرار وتشكيل الكوادر من أفضل المواهب القادرة على صناعة الفارق، وهو أمر لا يتوفر لدى كثير المنتخبات في دول أكبر وأثرى، التحدي الآن أصبح على كاهل الفريق الفني في كيفية متابعة اللاعبين وتطبيق نظام اللعب الموحد ونراهن أن المشجعين الغيورين سيشاهدون الفرق"، مؤكدا أن الاتحاد القادم بات مطالبا بتوفير الدعم المالي والمتابعة الحثيثة لتنفيذ خطة إعداد منتخب سيبرع الآن بوضعها كادرا فنيا واداريا واكب أمثل مراحل التخطيط لمشاركة الصقور في كأس العالم 2023.

أما في الشأن التنظيمي، فقال: " إن لدينا كادرا احترف تنظيم البطولات القارية بكفاءة وبلا عجز مالي في صندوق الاتحاد، وعليه أصبح الأردن واجهة الاستضافات الآسيوية بعدما حظينا بثقة الاتحاد الدولي، قياسا بما يلمسون من حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة"، مؤكدا أن توالي الاستضافات يساهم في ترويج الأردن سياحيا، لافتا: "لأول مرة نستضيف مباريات كأس آسيا في مدينتين هما عمان والسلط وباستعمال أربع ملاعب تدريبية، ورغم تقديم نسخة استثنائية من بطولة آسيا تنظيميا ولوجستيا إلا أن تحسين البنية التحتية المتهالكة لملاعب السلة وضرورة امتلاك الاتحاد لصالة جديدة بالإضافة إلى تخصيص صالة الأمير حمزة حصرا لنشاط السلة، صار واجبا وضرورة ملحة من أجل الاستمرار".

ويفتخر أبو عطا بأن استضافة البطولة الآسيوية أتاحت للاعبين واللاعبات الصغار في مراكز الصقور الواعدة الذي تأسس منذ العام 2021، حضور مباريات ذات مستوى فني عال والحصول على مصدر إلهامهم للسير على خطى الصقور في المستقبل.

يذكر أن م. نبيل أبو عطا وخلال خدمته لكرة السلة متطوعا كأمين للسر منذ العام 2003، كان شاهدا على كتابة فصول تاريخ السلة الأردنية ومهندس التأهل أربع مرات إلى كأس العالم من إجمالي خمس مرات تأهلت فيها منتخباتنا الوطنية إلى مونديال كرة السلة على صعيدي الرجال والشباب.

صالح ضمن فريق نجوم آسيا

تواجد لاعب مساعد ارتكاز المنتخب الوطني سيف الدين صالح، ضمن التشكيلة المثالية لبطولة آسيا إلى جانب الأستراليين إيميت أداير وجاكوب فورفي وتاماتوا إسحاق والصيني تشانغ بويوان.

ويأتي تواجد سيف الدين صالح في فريق البطولة، بعدما حقق متوسطا مزدوجا بمعدل 16.9 نقطة و10.2 متابعة ناجحة في المباراة الواحدة، في الوقت الذي ظفر فيه الأسترالي إيميت أداير بجائزة أفضل لاعب في البطولة "MVP".
الصوص يصنع مجده

ويعد المدير الفني للمنتخب الوطني وسام الصوص، أول مدرب محلي يقود "الصقور" للتأهل إلى نهائيات كأس العالم في مناسبتين، حيث صعد بالمنتخب الأول للرجال إلى مونديال العام 2023 في الفلبين واليابان وأندونيسيا "استضافة مشتركة" ومونديال الشباب العام 2025 في سويسرا، إلى جانب مساهمته لاعبا في تأهل المنتخب الوطني للرجال إلى كأس العالم 2010 في تركيا.