"الدبلوماسية العلمية": أردنيون يتدربون بسويسرا لمعالجة تحديات مناخية

الوقائع الاخبارية :  تطرح مبادئ الدبلوماسية العلمية حلولاً ومبادرات لمعالجة التحديات العالمية التي تشهدها العديد من الدول على صعيد التغيرات الًمناخية والبيئية والغذائية، وبعيداً عن الأنماط والمنهجية التقليدية المتبعة حالياً.


ورغم أن تطبيق مفهوم الدبلوماسية العلمية لم يكن منذ زمن بعيد جداً، والذي ظهر لأول مرة في عام 2010، الا أن الحاجة لفهم التطور التكنولوجي والعلوم والتأثيرات السلبية لها على استدامة الكوكب والأفراد كان واحداً من بين الأهداف التي تعمل سويسرا لنقلها الى الأردن، وبالتعاون مع شباب وأكاديميون أردنيين، بهدف تبني الحكومة الأردنية حلولاً للعديد من المشكلات التي تواجه المجتمعات فيها.

فمن خلال انخراط باحثين وأكاديميين أردنيين في برامج تدريبية وعلمية في مؤسسات ومراكز بحثية سويسرية فإن ثمة محاولات يجري اختبارها، وبالاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة تساعد في حل مشكلات تواجه الأردن في وقتنا الحالي.

ويقوم في الوقت حالي ثلاثة أكاديميين وباحثين من جامعة الأميرة سمية العمل ومن خلال العمل مع علماء في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في سويسرا (سيرن) باختبار منهجية تعتمد على الحوسبة الكمومية في معالجة مشكلة الازدحام في الأردن.

وخلال جولة اعلامية تنفذها السفارة السويسرية في عمان لعدد من الصحفيين والمؤثرين الأردنيين الى سويسرا، بهدف ابراز إنجازاتها الرائد في الابتكار والتكنولوجيا والاستدامة ومبادراتها في مجال "التكنولوجيا من أجل الخير"، والعلاقة التي تربطها مع الأردن في هذا المجال، تؤكد الأستاذ المساعد في قسم علم البيانات في جامعة الاميرة سمية سيرين عطياني على أن "استخدام مبادئ الميكانيكية الكمية في الحوسبة بات أمراً ملحاً، حيث يعمل باحثون وعلماء في سويسرا على التوصل الى خوارزميات تتيح استخدام هذه التكنولوجيا مستقبلاً". 

و"يمكن استخدام هذه المنهجية لتطوير خوارزميات تساعد في حل مشكلة الازدحام في الأردن، التي لها تأثيرات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، والتي تلعب كذلك دوراً في التغيرات المُناخية، ولا سيما عند الحديث عن الانبعاثات الصادرة من المركبات التي تعمل على الوقود الأحفوري"، وفقا لها.

و"تقوم فكرة التقليل من الازدحام المروري في مدن المملكة، فإن فكرة استخدام الحوسبة الكمية تقوم على تقليل فترات الوقوف على الإشارات الضوئية، لإتاحة الفرصة أمام المركبات للسير على الطرقات بشكل أسرع وفي وقت قليل"، بحد قولها.

وأعربت عطياني عن "أملها أن يتم اختيار هذا المشروع من قبل المنظمة لتنفيذه، في ضوء أن تكلفة استخدام الحوسبة الكمومية عالية في حال قررت الحكومة تنفيذه بشكل مستقل، ودون التعاون مع الشركاء الدوليين في هذا المجال".  

والحوسبة الكمومية هي مجال متعدد التخصصات يشمل جوانب علوم الكمبيوتر والفيزياء والرياضيات التي تستخدم ميكانيكا الكم بهدف حل المشكلات المعقدة بسرعة أكبر من أجهزة الكمبيوتر التقليدية. يشمل مجال الحوسبة الكمومية بحوثًا حول الأجهزة وتطوير التطبيقات. أجهزة الكمبيوتر الكمومية قادرة على حل أنواع معينة من المشكلات بسرعة أكبر من أجهزة الكمبيوتر التقليدية من خلال الاستفادة من التأثيرات الميكانيكية الكمية، مثل التراكب والتداخل الكمي.

وأكدت ممثلة مؤسسة جنيف للعلوم والدبلوماسية الرائدة (GESDA) ماريك هود، خلال اجتماع عقدته للمشاركين في الجولة أمس، على أن "الاستفادة من العلوم المتاحة من قبل الدبلوماسيين وصناع القرار، وقادة الأعمال لتقديم حلول للحاضر والمستقبل للتحديات التكنولوجية، وتحويلها الى فرص، وتوسيع دائرة المستفيدين منها، يعد أمراً هاماً".

وشددت على أن "الحوار بين صناع القرار والدبلوماسيين ومؤسسات المجتمع المدني يهدف الى خلق فهم مشترك حول التكنولوجيات الحديثة، وكيف يمكن تطوير الأفكار والحلول، ومعالجة التحديات العالمية".

وهذا لا يكون الا من "خلال ترجمة هذه الفرص الى عمل ونشر المبادرات والمشاريع ذات التأثير العالمي، والتي تحتاج الى الشراكات المبتكرة، ومشاركة المواطنين على حد سواء"، تبعاً لها.

وتمتلك المؤسسة "خريطة للمحتوى الالكتروني لمشاركته مع الدبلوماسيين من بينها الحوسبة الكمية التي تعطي حلولاُ للعديد من التحديات المنُاخية، وكيف يمكن التكيف مع أزمة المُناخ، وكذلك مع المشكلات اتي تهدد الأمن الغذائي". 

ولا يقتصر الأمر على ذلك بل إن "هنالك حاجة لفهم التطور التكنولوجيا والعلوم خلال الـ25 عاماً القادمة، والتي يحتمل أن يكون لها تأثيرات سلبية على البشر واستدامة الكوكب، مما يتطلب وضع منهجية عمل وحلول لهذه المشكلات التي من المتوقع أن تطرأ مستقبلاً".

ولأن التكنولوجيا لا تعد مهمة في تحقيق الاستدامة وتحسين سبل معيشة الأردنيين فقط، بل كذلك في حياة اللاجئين فإن جامعة جنيف ومن خلال برامجها التعليمية فإنها تسخر التعليم والابتكار والتكنولوجيا لخدمة اللاجئين في مخيم الأزرق في الأردن.

وتمكن نحو 302 لاجئ في المخيم الاستفادة من برنامج انزون (InZone)، والذي ساهم في اكسابهم مهارات تساعد في تبني أساليب مبتكرة للتعليم العالمي في المجتمعات المتضررة من النزاعات والأزمات الإنسانية، وفق ما أدلى به المدير الأكاديمي للبرنامج ولمركز الدراسات الإنسانية عن بعد البروفسور كارل بلانشيت، وممثل العلاقات العامة في الجامعة أنطوان جينوت.

ويأمل القائمون على البرنامج أن يتم اخراط العاملين الأردنيين في مثل هذه البرامج، وهنالك حوار يجري مع. الحكومة، ولا سيما بعد ترجمة كافة المواد التعليمية للغة العربية.

وبالإضافة الى زيارة تلك المؤسسات فإن الصحفيين والمؤثرين المشاركين في الجولة الإعلامية، التي ستستمر لمدة أربعة، سيتمكنون من الالتقاء بعدد من المسؤولين في المنظمات الأممية، وعدد من المؤسسات الفيدرالية والخاصة العاملة في مجال تبنيي التكنولوجيات التي تُسهم في مواجهة تحديات البيئة والتغير المُناخي وغيرها.