لماذا تتعمد إسرائيل استهداف موظفي ومباني «الأونروا» هل لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين؟
الوقائع الإخبارية : أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، ارتفاع عدد ضحاياها من الموظفين في قطاع غزة إلى 220 قتيلا في الغارات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مباني ومؤسسات تابعة للوكالة الأممية.
وشن الجيش الإسرائيلي قصفا على مدرسة «الجاعوني» التي تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الأربعاء الماضي، مما أدى لمقتل 18 فلسطينيا، و6 من موظفي الوكالة الأممية، وهى المرة الخامسة التي يستهدف الطيران الإسرائيلي تلك المدرسة.
والأونروا هى وكالة تابعة للأمم المتحدة تأسست في أعقاب حرب عام 1948 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين، وتقدم خدمات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي، والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح.
وفي ظل غياب حل للقضية الفلسطينية ومسألة اللاجئين الفلسطينيين، عملت الجمعية العامة وبشكل متكرر على تجديد ولاية الأونروا، وكان آخرها تمديد عمل الأونروا حتى 30 يونيو 2026.
ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، تعرض 85% من المباني المدرسية في غزة للقصف أو التدمير، ومدارس الأونروا ليست استثناء من ذلك، فتعرض ما يقرب من 70 % من مدارس الوكالة للقصف، بعضها تعرض للقصف عدة مرات، وهي الآن بحاجة إلى إعادة إعمار أو إعادة تأهيلها لتعمل من جديد، وذلك بحسب بيان رسمي لوكالة «الأونروا».
وفي شهر يوليو الماضي وافق البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» على مشروع قانون يصنف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» منظمة إرهابية ويقترح قطع العلاقات معها، وذلك بعد محاولات تشويه متعددة شنتها إسرائيل للنيل من صورة الوكالة، وحث للدول الغربية على قطع منحها التي تقدم للوكالة الأممية بزعم تورطها في أحداث 7 أكتوبر ومن بعد إيوائها لعناصر من حماس.
ويؤكد المتحدث باسم الأونروا، أن المنظمة الأممية تعرضت لـ 464 حادث واعتداء على مبانيها والأشخاص الموجودين داخلها منذ بدء الحرب، وتأثرت 190 منشأة مختلفة تابعة للأونروا بسبب الذخائر وتعرضها لتدخل مسلح من قبل الجيش الإسرائيلي، وقتل مالا يقل عن 563 نازحا يلوذون بملاجئ الأونروا، وأصيب 1790 آخرون.
ويوضح أنه منذ بدء الحرب استفاد ما يقرب من 700 ألف نازح، بما في ذلك أكثر من 450 ألف طفل، من عمليات الدعم النفسي والاجتماعي التي تقدمها الوكالة الأممية، وقدمت لنحو 1500 ناجية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ودعم أكثر من 18 ألف من ذوي الإعاقة.
وأمام تزايد محاولات إسرائيل استهداف مؤسسات ومدارس «الأونروا» كشف خبراء وسياسيون، عن دور الأونروا داخل الأراضي الفلسطينية وما تقدمه من خدمات للاجئين الفلسطينيين، وسبب إصرار إسرائيل على تشوية صورة الوكالة واستهداف مدارسها ومؤسساتها وموظفيها.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني علي وهيب، أن الحرب التي تمارس على قطاع غزة والتي اقتربت من عامها الأول لم تشهد الإنسانية مثلها من قبل من تدمير وقتل، كانت وكالة «الأونروا»، صاحبة دور كبير في حياة الفلسطينيين، وفي الأراضي الفلسطينية، واستمرار خدماتها في مناطق العمليات في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وسوريا ولبنان.
ويوضح الكاتب الفلسطيني، أن الوكالة الأممية تتعرض منذ بداية العدوان الإسرائيلي لهجمة شرسة تمارسها إسرائيل على هذه الوكالة لمحو القضية الفلسطينية والقضاء على الشعب الفلسطيني، فهي بحكم دورها الكبير بمثابة شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على خدماتها ومساعداتها الغذائية والنقدية، واستمرار استهدافها هو جزء من حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل على قطاع غزة للشهر الثاني عشر.
ومع اتساع عمليات التدمير في القطاع تحولت مدارس «الأونروا» من ملاذات آمنة لتعليم الأطفال الذين يعيشون تحت الحصار إلى ملاجئ مكتظة بالنازحين، حتى كشف تقرير للوكالة أن 95 بالمئة من هذه المدارس التي تم قصفها كانت تستخدم كملاجئ للنازحين، ومن بينهم العديد من الأطفال والنساء وكبار السن.
وكشف الكاتب الفلسطيني، أن إسرائيل لا تريد وجود الأونروا ولا تريدها أن تمارس عملها في الأراضي الفلسطينية، ولا تريد أي أحد يقدم يد العون للشعب الفلسطيني، في ظل تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف مؤسسات الأونروا، ومنذ بدء العدوان تم استهداف 70% من مدارس ومراكز الأونروا، كان آخرها استهداف مدرسة الجاعوني، حيث راح ضحيتها 18 فلسطينيا، و6 من موظفي الاونروا، ليرتفع عدد موظفي الوكالة الأممية الذين قتلوا أثناء هذه الحرب إلى 220 موظفا.