الأردن يسابق الزمن لإنقاذ "الأونروا" من مخططات التصفية

الوقائع الاخبارية : يكثف الأردن والسويد من التحضيرات لمؤتمر دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الذي سينظمه البلدان لحشد الدعم السياسي والمالي للوكالة على هامش اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي، فيما أكد خبراء أن المؤتمر يعقد في ظل محاولات إسرائيل اغتيال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتصفيتها سياسيا، والذي هو جزء من مخططها لتصفية القضية الفلسطينية.


ويبحث المؤتمر، وفق مراقبين، الإستراتيجيات والخطط المستهدفة ضمان توفير الدعم اللازم للوكالة في ظل تواصل العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة، وحصار قدرة الوكالة على القيام بدورها في الضفة الغربية، ولتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية لأكثر من 5.7 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس، ووفق تكليفها الأممي.

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، إن الأردن يحشد، بالتنسيق مع السويد، جهودا دبلوماسية لتنظيم المؤتمر، حيث تبذل المملكة جهودا كبيرة لدعم الوكالة، من خلال العمل المشترك مع الشركاء الدوليين، لحشد الدعم السياسي والمالي اللازم لتمكين الوكالة من الاستمرار بتقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي لتستمر في تقديم خدماتها الصحية والتعليمية للاجئين.

وتابع الحجاحجة أن الأردن يعول على المؤتمر، في اعتماد إستراتيجيات وخطط فاعلة لضمان استمرار دعم الوكالة لإدامة خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في المجالات الصحية والتعليمية والإغاثية، في ظل محاولة إسرائيل اغتيال الوكالة الأممية وتصفية القضية الفلسطينية، موضحا ان هذا المخطط بات العالم يدركه بشكل أكبر، ومن هنا نرى أن كثيرا من الدول، رغم كل الاتهامات التي كيلت إلى الوكالة، ورغم كل المحاولات التي تمت من أجل تصفية الوكالة، مستمرة في دعم الأونروا.

وقال إن المؤتمر يعقد والأوضاع ما تزال تتفاقم بشكل مأساوي في قطاع غزة، فيما تبقى قدرة الأونروا على القيام بواجبها في غزة محدودة جداً بسبب المعوقات التي تفرضها قوات الاحتلال عليها.

وأضاف: "يهدف الأردن من عقد المؤتمر إلى وضع المجتمع الدولي في مواجهة الحقيقة، وهي أن الأونروا لا تملك ما تحتاجه من إمكانيات وموارد مالية للقيام بواجبها وفق تكليفها الأممي، وبالتالي هناك ضرورة للعمل على حشد الدعم المادي لها".

وعمل الأردن والسويد معا في السنوات الأخيرة لحشد الدعم السياسي والمالي للأونروا، حيث نظما منذ العام 2018 عدة مؤتمرات واجتماعات دولية أسهمت بشكل رئيس في تقليص العجز في موازنتها.

من جهته، أكد عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة الدكتور محمد فهمي الغزو، أن الأردن استطاع من خلال الدبلوماسية النشطة إقناع الكثير من الدول في المنطقة وخارجها بالوقوف مع الأونروا، لأن المملكة تؤمن بإنسانية الوكالة وبأهمية دورها ليس فقط في مساعدة الشعب الفلسطيني وتوفير التعليم والخدمات الصحية له، ولكن أيضا في بناء المستقبل الفلسطيني وإبقاء الأمل الفلسطيني، والحفاظ على قضية اللاجئين التي قد تمثل قضية أساسية في الصراع مع إسرائيل.

وتابع: "تمكن الأردن العام الماضي من حشد دعم سياسي واضح للوكالة من كثير من الدول، وتبدى ذلك في التصويت على تجديد ولاية الوكالة، كما يتبدى ذلك في استمرار الكثير من الدول، ليس فقط بتقديم الدعم لكن بالتأكيد على دور الأونروا وأهميته أيضا".

وزاد: "اليوم، يرى الأردن أن الحاجة لدعم الوكالة الأممية أكبر، وبالتالي فإن الهدف من المؤتمر تعجيل التحرك الدولي بشكل كبير لأن كل يوم تعجز فيه الوكالة عن القيام بدورها سيعاني الفلسطينيون بشكل أكبر".

ويرى الغزو، أن العالم اليوم أمام مخطط إسرائيلي لتصفية الوكالة في إطار مخطط أكبر لتصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر تنبه له الأردن مبكرا، ويواجهه بجهد دبلوماسي يعري من خلاله السردية الإسرائيلية في هذا الإطار، عبر جهد مدعوم من كثير من الدول للحفاظ على عمل الوكالة وحماية القضية الفلسطينية، انطلاقا من اقتناع دولي راسخ بأن تجسيد الدولة الفلسطينية وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني هو السبيل الوحيد للمستقبل الآمن، ومستقبل السلام في المنطقة.

ومنذ 11 عاما، تواجه "الأونروا" نقصا في التمويل، وفي كل عام يرحل النقص إلى العام الذي يليه، رغم توجيه النداءات والمناشدات في بداية كل عام لجمع 1.6 مليار دولار من أجل برامجها وعملياتها واستجابتها الطارئة في سورية ولبنان والضفة الغربية -التي تشمل القدس الشرقية- وقطاع غزة والأردن.

بدوره، أكد الدكتور علاء حمدان الخوالدة، أن الأردن والسويد مستمران بالعمل والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين في حشد الدعم لعقد مؤتمر دعم (الأونروا) الذي ستنظمه المملكة والسويد لحشد الدعم السياسي والمالي للوكالة على هامش اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي، في إطار جهودهما لضمان استمرار المجتمع الدولي بتقديم الدعم المالي اللازم للوكالة لتتمكن من الاستمرار بعملها إلى حين حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق المرجعيات والقرارات الدولية.

وشدد الخوالدة على ضرورة تنويع مصادر تمويل الوكالة في إطار مبدأ التشاركية في حمل الأعباء، ودعوة المانحين لتقديم تعهدات متعددة السنوات والالتزام بها، مضيفا إن "الأردن يدرك تماما أهمية الدور الذي تقوم به الأونروا، والذي لا يمكن الاستغناء عنه، وأهمية الدعم الذي تقدمه الدول المانحة لمساعدة الملايين من اللاجئين الفلسطينيين".

وتابع: "الأردن يعي مدى حاجة الوكالة اليوم لهذا الدعم أكثر من أي وقت مضى، وبأنها تحتاج إلى تمويل مستدام وواضح على المدى الطويل لضمان استمرارها في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين".