نيويورك تايمز: اغتيال نصر الله ينقل الصراع في المنطقة إلى المجهول
الوقائع الإخبارية: يدفع استشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله النزاع في الشرق الأوسط إلى جبهة جديدة، فسواء أضعفت وفاته الجماعة اللبنانية الوكيلة عن إيران أم قادت لعمليات انتقامية، فهذا أمر غير معروف.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها إن" تصعيد إسرائيل ضد حزب الله وقتل الزعيم اللبناني بعد تسوية ثلاثة مجمعات سكنية وضع إيران أمام جبهة جديدة، فطالما استخدمت طهران الحزب وحركة حماس وانصار الله في اليمن كـ"واجهات لكي تقاتل إسرائيل نيابة عنها".
وأضافت "لو أضعفت إسرائيل واحدا من أهم أرصدة إيران في المنطقة، فستشعر بأنها ليست مهددة بشكل كبير وستزيد من الضغوط على إيران لاتخاذ قرار بالرد".
وأوضحت أنه "رغم اللهجة الشاجبة التي صدرت من إيران، وعدم انتقامها لمقتل زعيم حركة حماس في طهران الشهر الماضي إلا أن تقاعسها عن الرد قاد عدد من المحللين للقول إن إيران لا تريد مواجهة شاملة مع إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى "رد خامنئي على مقتل الزعيم اللبناني ودعوته المسلمين حول العالم لدعم المقاومة في لبنان"، وأن العملية أثارت "شكوكا حول الجهود الدبلوماسية الأمريكية، فحتى اليوم الذي فجرت فيه إسرائيل مجمعات سكنية في بيروت كانت إدارة بايدن إلى جانب عدد من الوسطاء تعمل على اتفاق يحل المعركة التي مضى عليها 11 شهرا بدون أي نجاح".
وأوضحت أن الهجوم "عمل على دفع نتنياهو الذي ألقى خطابا يوم الجمعة أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة وقال فيه نحن ننتصر، وقبل أن تسقط القابل على بيروت في لطمة لجهود وقف إطلاق النار".
وفي أول تعليق له على عملية الجمعة، قال نتنياهو إن إسرائيل "صفت الحساب" مع رجل قال إنه لم يكن "إرهابيا بل الإرهابي".
وذكرت الصحيفة أن "قرار إسرائيل ضرب نصر الله الذي كانت تعرف ومنذ عدة أشهر بمكان وجوده، قررت ضربه بعد معرفتها أنه سينتقل لمكان جديد، وقتل في الغارة الجوية قياديا في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال عباس نيلوفرشان، الذي تولى مهمة قيادة العمليات العسكرية في لبنان وسوريا".
وأضافت أن "مقتل نصر الله وهو شخصية بارزة بين القوى المعادية لإسرائيل في الشرق الأوسط، وجه ضربة موجعة للحزب الذي قاتل إسرائيل لعدة عقود"، قائلة إنه "لعب دور الزعيم الديني والإستراتيجي والقائد الأعلى".
وبدأت المواجهة الحالية في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وبعد يوم واحدة من هجمات حماس ضد إسرائيل.
وأدى القتال لتشريد أكثر من 150,000 شخصا من الطرفين، ولكن استشهاد الزعيم اللبناني لم ينه القتال، وفي يوم السبت أصر المسؤولون الإسرائيليون ومن حزب الله على مواصلة الحرب، حيث أستأنفت إسرائيل غاراتها ضد لبنان.
وقاد نصر الله الحزب منذ عام 1992 حيث أشرف على تطوره كقوة عسكرية وسياسية ذات حضور في البرلمان اللبناني، وأدت الأخبار عن استشهاد نصر الله إلى صدمة وحزن بين اللبنانيين في بيروت ومناطق أخرى في لبنان والمنطقة، فيما احتفل آخرون من المعادين لحزب الله، بحسب الصحيفة.