المعايطة تتحدث في منتدى الرواد عن تجربتها في السفر والترحال

الوقائع الإخبارية:    - أقام منتدى الرواد الكبار، يوم السبت ندوة بعنوان "رحالة من بلدي"، للكاتبة غادة المعايطة، وادار الندوة المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، وحضرها جمهور من رواد المنتدى، ومديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت: نسعد بأن نستضيف الكاتبة الأستاذة غادة المعايطة، صاحبة الكلمة الطيبة والروح المحلقة في أرض الله الواسعة، للحديث عن تجربتها في السفر والترحال وما شاهدته من معالم مهمة في البلدان التي زراتها والعبر التي استقتها من السفر وقد دونت ذلك في بعض كتبها وعلى صفحتها على الفيس بوك.

وأشارت البشير إلى أن أدب الرحلات عرف قديماً ومن أشهر الرحالة أبن بطوطة إذ أن السفر يطلع الإنسان على بلدان وتضاريس مختلفة وعادات وثقافات الشعوب مما يجعله يكّون نظرة للعالم أعمق ويوسع الأفاق.

من جانبها شكرت غادة المعايطة منتدى الرواد ومديرته، قائلة إن المتدى يحرص على إثراء المشهد الثقافي والاجتماعي وتعميم الثقافة المجتمعية والارتقاء بالوعي والفكر الانساني لمزيد من العطاء والابداع والتطور، مبينة أنها تتحدث أولا عن جذور شغفها بالسفر والترحال، وثانيا تتحدث فيها عن الفائدة وما تعلمته من السفر، حيث قامت بعرض العديد من الصورة من بعض الدول التي زرتها المعايطة وكان آخرها النمسا والتشيك وهنغاريا وألمانيا.

ثم تحدثت المعايطة عن والدها الذي كان كما قالت "كان رحمه الله حاكما اداريا في (الشونة الشمالية، والرمثا وطولكرم)، وكنا نتنقل معه كاسره، على الرغم من صغر سني في تلك الفترة فإني اذكر الكثير من التفاصيل. وصولا الى عام 1967، عام النكسة وضياع فلسطين، ونسال الله تعالى ان يرد سائر فلسطين وأقصانا الى المسلمين والصلاة فيه".

وعن بدايتها مع التجويل الخيالي فقد أشارت المعايطة أنها بدأت فكرة التجويل مع مقرر دراسي في مادة اللغة الإنجليزية بعنوان "حول العالم في ٨٠ يوم"، لجون فيرن، وقصص قصيرة من الاساطير اليونانية، لافتة إلى أن كتاب "حول العالم في ٢٠٠ يوم"، لانيس منصور، وكان "اطلس العالم"، وكان لا يغادرني، وكنت احرص على تصفحه ويتسع الخيال، وتصبح الكلمة والصورة واقع وازور بعض الدول.

ثم تحدثت المعايطة عن دور المطالعة والقراءة في اثراء خيالها قالت: لقد كان للمطالعة دورا في اثراء هذا الخيال فقد حصلت على المرتبة الاولى على مستوى الجنوب في مسابقة أوائل المطالعين والمرتبة التاسعة على مستوى المملكة في امتحان الثانوية العامة بفرعها الادبي، لا أصل الى النافذة الثانية وحصولي على بعثة للدراسة في جامعة الكويت قسم اللغة الإنجليزية، والاقامة في سكن طالبات الذي كان يضم معظم الجنسيات العربية مع حرصي على التواصل وعدم الانكفاء فكانت حصيلة ثقافية عربية.

وضمن مواد التخصص سحرتني رواية الكاتب الأيرلندي جيمس جويس "صورة للفنان في شبابه".

وأوضحت المعايطة انها كانت ترافق زوجها الأكاديمي في الجامعة الاردنية في سفره للمشاركة في مؤتمرات علمية، وكانت تحرص على زيارة الوجهات الاهم وتدوين اليوميات. ومن هنا كما قالت بدأت فكرة أدب الرحلات تتوسع عندها، مشيرة إلى مقولة الامام الشافعي "وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج هم، واكتساب معيشة، وعلم، وادأب، وصحبة ماجد"، فالسرف هو من وسائل الترفيه عن النفس وتحسين الصحة النفسية.

وتحدثت المعايطة عن تجاربها مع السفر، مبينة أن السفر "يجعلنا نعيش خارج منطقة الراحة الخاصة بنا، ويجمعنا بأشخاص مختلفين ومواقف غير معتادة، ويعزز قدرتنا على التعاطف مع الاخر وفهمه واستيعابه، وهو العيش في تجارب معينة وثقافات مختلفة تجعلك مسلحاً بمعلومات أكثر دقة عن الحضارات المختلفة مقارنة بما قد تعرفه من قصص قد سمعتها عن غيرك.

وخلال تعاملك مع الثقافات المختلفة وفهمها دون أن تتقبل بالضرورة كل ما فيها، ستصبح أكثر لطفاً وأقل ميولاً للحكم على غيرك، مشيرة إلى أن السفر يساعد في تعزيز الثقة، لأنه يجبرنا على عيش مواقف فيها تحدٍ لأنفسنا، ما يضطرنا إلى الثقة بغيرنا أو بالغرباء القادمين من كل ثقافات العالم، كما انه يعزز الإيمان بالإنسانية بشكل عام، ويعزز شعورنا بأننا نشارك العالم مع غيرنا، ونتشارك الكثير من الأهداف والاهتمامات المشتركة التي نسعى لها سوية. الاستثمار في السفر هو استثمار في ذاتك، والعالم كتاب، وأولئك الذين لا يسافرون يقرأون فقط صفحة واحدة.