جنرال روسي سابق يكشف دوافع إسرائيل الخفية من حربها في غزة ولبنان

الوقائع الإخبارية :  أدلى المدير السابق لدائرة التعاون الدولي في وزارة الدفاع الروسية الجنرال ليونيد إيفاشوف بسلسلة من التصريحات حول الوضع في الشرق الأوسط لبرنامج "قصارى القول” عبر RT عربية.

وقال الجنرال ليونيد إيفاشوف: "ما تقوم به إسرائيل هو مجرد عملية خاصة جزئية، تنفذها في ظل الأوضاع العالمية الشاملة من أجل تغيير النظام العالمي وتقليص عدد سكان الأرض، ودعم التوتر أو الحفاظ عليه في منطقة الشرق الأوسط الكبرى. ومن المهام الملقاة على عاتق إسرائيل إطلاق حرب واسعة، وغالبا ما تكون ذرية، في هذه المنطقة، إن إسرائيل تواجه عدة مسائل، وهذه المسائل ليست محلية بحتة، بل هي قضايا تتعلق بالعالم بأسره. فهي ليست مقتصرة على دورة إسرائيل فقط، بل تمثل مسائل تتعلق بالمافيات العالمية الكبرى التي تسعى للحفاظ على الوضع العالمي في حالة من الاستعباد. هذه هي المهام التي تقوم بها إسرائيل، وهي بالطبع ليست سوى مجموعة رائدة تخريبية تشمل المافيا العالمية”.


وأضاف: "يمكن الحديث عن الإبادة، لكنها إبادة عرقية. هذا ما كان يمارسه هتلر وأتباعه خلال الحرب العالمية الثانية. لقد أُعلنت الآن حرب عالمية كبرى ضد العالم الإسلامي، وليس فقط ضد العالم الإسلامي. ويجب أن ندرك أن إسرائيل لا تقاتل خصومها بوسائل الحرب العادية، بل تتعامل معهم وفقاً للمبادئ اليهودية”.

وتابع: "في هذه السنة، منذ بضعة أشهر، قام الرابّين أو الحاخام إلياهو مالي، رئيس مدرسة يشيفه "شيرة موشي” في يافا، بإدلاء تصريحات مثيرة للجدل. ومن المثير للاهتمام أن أحدا من أعضاء الحكومة الإسرائيلية لم ينأَ بنفسه عن تصريحاته. فهو يؤكد أن الحرب مع حماس ينبغي أن تسير وفقا للوصايا الدينية، ويقوم بشرحها وتفسيرها. من التعاليم الدينية أنه يجب على الإنسان أن يبقى على قيد الحياة، ويقصد بذلك مواطني فلسطين. ينبغي أن يرتكز كل شيء على التعاليم التي تقول: "من يمكن أن يقتلك في النهار، اقتله في الصباح. كما أنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن النساء اللواتي يمكن أن يلدن إرهابيين هن من الأهمية بمكان. أقتل الطفل لأنه قد يصبح عدوا لإسرائيل، وأقتل الشيخة لأنها قادرة على حمل السلاح. هذا هو تصريحه حول المبادئ. وإسرائيل فعلا لا تلتزم بأي مبادئ دولية، بل تلتزم بهذه المبادئ المبتدعة الدينية وتحارب الجميع. بجميع الوسائل المتاحة لها، وهذه إبادة عرقية. بينما كان هتلر يقوم بتمييز بين قوميات معينة، وفقا للمبادئ الدينية الإسرائيلية، فإن أعداء إسرائيل هم كل من ليسوا يهودا، ويطبقون عليهم هذه المبادئ. الدينية، وهي أخطر من المبادئ النازية”.


وحول هذه المسألة قال الجنرال الروسي: "أمر جيد أن يقوم ممثل إسرائيل بانتقاد الأمين العام للأمم المتحدة بشدة، فقط لأنه اتخذ موقفًا يمكن اعتباره دبلوماسيا أو مسالما.

ولم يتهم إيران أو حماس أو العرب عمومًا، بل لم يتهمهم على الإطلاق، ولم يبرر أفعال إسرائيل. أي أن الإسرائيلي يعاني من ضغوطات غير مبررة. بالإشارة إلى جميع أعضاء المجتمع الدولي، والذين يقدر عددهم بنحو 200 دولة في الأمم المتحدة، يتجاهل مجلس الأمن قواعد السلوك والتقييم، ويعلن أنها مجرد هراء. ولا أذكر في تاريخ الأمم المتحدة أن دولة واحدة، عدد سكانها 10 ملايين نسمة، قد أعلنت عن شخص غير مرغوب فيه. إن الأمين العام للأمم المتحدة يمثل المجتمع الدولي وجميع الدول. إنه قمة الوقاحة، لكن هذا لا يزعجني كثيرا، لأن إسرائيل بلا شك لا تعترف بأي حدود أو عواطف في خرق القواعد الدولية والأخلاقية. أما بالنسبة للعالم الإسلامي، ونواته العالم العربي، فقد ظلوا صامتين ولم يدينوا إسرائيل، ولم يطالبوا بطردها من الأمم المتحدة.

فهناك المادة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على أن الدولة التي تخرق بانتظام مبادئ وروح ميثاق الأمم المتحدة يجب أن تُطرد بناءً على ترشيح من مجلس الأمن. ولم يطرح أحد هذه المسألة، وهنا تكمن المأساة، ليس في أن إسرائيل تتسم بالوقاحة، فقد كانت كذلك منذ تأسيسها.


لذا، فإن الحديث هنا يدور حول العالم العربي الذي ينبغي أن يكون نواة لترسيخ مبدأ ميثاق الأمم المتحدة”.