تدريب المعلمين.. اهتمام ملكي لتعليم عالي الجودة

الوقائع الإخبارية :    يحظى المعلمون في الأردن بدعم ملكي مستمر لتعزيز قدراتهم وتطوير عطائهم في بناء الأجيال القادمة خاصة في ظل التحديات التعليمية العالمية وتطور المناهج ووسائل التعليم ويتجلى هذا الدعم في توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، بضرورة تقديم تدريب عالي الجودة للمعلمين، سواء قبل أو أثناء الخدمة، ليكونوا قادرين على مواكبة التطورات المعرفية والتكنولوجية التي تشهدها العملية التعليمية.

ويأتي برنامج تدريب المعلمين، الذي يندرج ضمن البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي (2023-2025)، كإحدى ركائز هذا الاهتمام، حيث يهدف إلى تمكين المعلمين وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع المناهج المتطورة.

ويسعى هذا البرنامج إلى تدريب 14 ألف معلم ومعلمة قبل الخدمة في سبع مواد دراسية مختلفة، فيما يستهدف برنامج التدريب أثناء الخدمة تدريب نحو 40 ألف معلم بحلول العام الدراسي 2026-2027.

ويساهم برنامج تدريب المعلمين ما قبل الخدمة في شمول 14 ألف معلم ومعلمة بالتدريب على 7 مواد دراسية، فيما يهدف البرنامج أثناء الخدمة، إلى تدريب نحو 40 ألفا مع نهاية العام الدراسي 2026-2027.

وأشار رئيس الجمعية الأردنية للعلوم التربوية ووزير التعليم العالي الأسبق، الدكتور راتب السعود، إلى أن اهتمام جلالة الملك بالتعليم انعكس على الإنجازات التي حققتها المدارس والجامعات الأردنية.

وأوضح أن جلالته وضع خارطة طريق واضحة لتطوير قطاع التعليم، بدءاً من نشر الثقافة الحاسوبية، وصولاً إلى تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول، وضم رياض الأطفال إلى مراحل التعليم الأساسي، إضافة إلى الاهتمام بتدريب المعلمين.

التأهيل المستمر للكوادر التعليمية، وفق السعود، هو حجر الأساس في بناء نظام تعليمي قادر على مواكبة الانفجار المعرفي والتطورات السريعة في التكنولوجيا والمناهج.

من جهته، قال مدير إدارة دارة الإشراف والتدريب التربوي في وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد المومني، إن الوزارة تسعى عبر تدريب المعلم إلى بناء قدراته وتعزيز مهارات التدريس، باعتبار مهنة التعليم تحتاج كفايات وظيفية، وفي هذا المجال تقوم الوزارة وبالتعاون مع الشركاء والداعمين بتنفيذ برنامج الدبلوم العالي لأعداد المعلمين قبل الخدمة

وأضاف أن هذا البرنامج ينفذ في 4 جامعات (الأردنية ومؤتة والهاشمية واليرموك)، وقد تخرج من البرنامج، ما يزيد على 3 آلاف معلم ومعلمة تم ابتعاثهم من خلال الوزارة والتحقوا بالعمل، إضافة إلى عدد آخر من الدارسين على نفقتهم الخاصة، تم تعيينهم في مختلف المديريات.

وأوضح أن المبتعثين على نفقة الوزارة يتم تعيينهم فور تخرجهم، وأما الدارسون على النفقة الخاصة فتعطى لهم الأولوية في التعيين من خلال الإعلان المفتوح، كما ان الحصول على الدبلوم العالي لأعداد المعلمين سيكون شرطا أساسيا للتعيين خلال السنوات المقبلة.

وأكد أن الوزارة وضعت ميثاق مهنة التعليم، الذي يشمل مدونة للسلوك وأخلاقيات المهنة، إضافة إلى المعايير الوطنية لتنمية المعلمين مهنياً، وبناءً على هذه المعايير، تم تطوير منهاج التنمية المهنية الذي يتضمن مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية لتلبية احتياجات المعلمين، والتي تم تحديدها من خلال دراسات دورية.

وأشار إلى أن الوزارة تقوم أيضاً بتنفيذ العديد من البرامج التدريبية بالتعاون مع مزودي الخدمة المعتمدين، حيث تم تعديل تعليمات رتب المعلمين لربط الحوافز بالأداء، حيث يُشترط للترقية الحصول على عدد معين من الساعات التدريبية واجتياز الامتحان المقرر، مع حوافز تتراوح بين 35 بالمئة و75 بالمئة من الراتب الأساسي عند الترقية.

كما تم تطوير وثيقة الإشراف التربوي واستحداث 8 مسميات جديدة، من بينها "أخصائي تنمية مهنية"، حيث تسعى الوزارة إلى تعزيز دور المدرسة كوحدة أساسية للتطوير من خلال تنفيذ برامج تدريبية لا مركزية في المدارس.

وقال المومني، إن عدد المعلمين الذين تم تدريبهم وصل إلى حوالي 45 ألف معلم ومعلمة في 2022، وفي عام 2023، ارتفع العدد لنحو 50 ألف معلم، فيما بلغ العدد منذ بدء العام الحالي 55 ألف معلم، وذلك ضمن مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية، بما في ذلك البرامج الإلزامية مثل برنامج المعلمين الجدد والقيادة التعليمية، بالإضافة إلى البرامج الاختيارية.

وفقًا لتصريحات الجهات المانحة والقائمة على التدريب، يُعتبر برنامج إعداد المعلمين قبل الخدمة في الأردن "بريستيج" نقلة نوعية في تأهيل المعلمين قبل دخولهم الميدان التدريسي، حيث تم نقل مسؤوليات البرنامج من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين إلى جامعات (الأردنية، واليرموك، والهاشمية، ومؤت)، اتعزيز التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والتربوية.

ويمتاز البرنامج كونه نتاج شراكة استراتيجية جمعت بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وعدة جهات رئيسية، تشمل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، حيث تعتبر تلك الشراكة الطموحة أساسًا لجهد تحويلي في مجال التعليم، من خلال برنامج إعداد المعلمين قبل الخدمة في الأردن الذي يهدف إلى تغيير مشهد إعداد المعلمين على مستوى المملكة.

ويعد البرنامج خطوة مهمة نحو تحسين جودة إعداد المعلمين في الجامعات الأردنية، إذ يسعى إلى تزويد المعلمين الطموحين ببرنامج شامل ومتكامل يتضمن أحدث الممارسات التربوية وأدوات التعليم الحديثة، ويشمل البرنامج تدريبًا معمقًا في مجالات التدريس التفاعلي، إدارة الصفوف الدراسية بكفاءة.

إلى جانب ذلك، يعزز البرنامج من تعاون الجامعات لضمان تقديم هذه البرامج التعليمية على أيدي أعضاء هيئة تدريس مؤهلين ومدربين على أساليب التعليم الحديثة ويتم العمل بدقة على وضع آليات ومعايير تضمن تخريج كفاءات عالية قادرة على تلبية احتياجات النظام التعليمي الأردني المتطور.

من جهته، أكد المستشار التربوي فيصل تايه، أن تدريب المعلمين وتعزيز مستوياتهم المهنية يحظى باهتمام الملك، الذي يؤمن بأن مهنة التعليم تعتبر مهنة عظيمة تحتاج إلى نمو مهني متواصل، مشيرا إلى أن تأهيل المعلمين يُعد حجر الأساس لمشروع إعداد جيل من المعلمين المتمكنين.

ولفت إلى التركيز على إنشاء نظام تدريبي متكامل ومرن يجمع بين التأهيل قبل الخدمة وإدماج المستجدين والتنمية المهنية أثناء الخدمة، لإحداث تغييرات في مهارات المعلمين تمكنهم من استخدام أساليب تدريس حديثة، ضمن الاتجاهات العصرية مع ضرورة ملاحقة التطورات العلمية والتربوية والتقنية .

ودعا إلى ضرورة تكثيف الجهود نحو تحسين برامج التدريب والتأهيل لرفع مستوي الأداء والتأهيل لاكتساب المزيد من المهارات الأساسية في مجال التخصص والنمو المهني لخلق بيئة تعليمية وتدريبية فاعلة، بتعرض المعلم فيها لشتى العلوم الإنسانية والمفاهيم الاجتماعية التي تشتمل على المواد التربوية.