الأميرة دانا فراس: أهمية مراعاة المواقع الأثرية والتاريخية في المدن الذكية

الوقائع الإخبارية : أكدت سمو الأميرة دانا فراس الرئيس الفخري لجمعية حماية البترا، رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء، ضرورة مراعاة المواقع الأثرية والتاريخية في التخطيط العمراني لدى التحول إلى المدن الذكية.

وأضافت سموها خلال كلمتها في ندوة "مشروع مدينة عمان الذكية”، التي نظمها منتدى الابتكار والتنمية الأردني أول من أمس، إن التراث هو ما يميزنا كأمة، وهو الذي يعطينا هويتنا الفريدة بين الأمم، في ظل التحول الرقمي والتكنولوجي.


وأكدت سموها أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة فعالة في حماية وتعزيز التراث، من خلال توثيقه ونشر الوعي حوله، مشيرة إلى أن هناك فرصا كبيرة يمكن استغلالها، مثل السياحة الثقافية، واستخدام التكنولوجيا لجذب السياح وتعريفهم بتراثنا، والتعليم والتوعية، من خلال تطوير تطبيقات ومواد تعليمية تساهم في نشر الوعي بين الأجيال الشابة.


من جهته، اكد أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة، أن التحول الإلكتروني ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو وسيلة لتحسين جودة الحياة للمواطنين. 
وأضاف الشواربة: "بدأنا في عام 2008 مشروع التحول الإلكتروني، وكان الهدف هو تسهيل الخدمات على المواطنين، وتقليل الإجراءات البيروقراطية”.


وأوضح أنه بحلول عام 2018، نجحت الأمانة في تحويل جميع خدماتها إلى إلكترونية بنسبة 100%، لتصبح أول مؤسسة وطنية تحقق هذا الإنجاز.


واستعرض الشواربة إستراتيجية الأمانة للاعوام 2022 – 2026، مؤكدا أن تطويرها تم بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك الجامعات ومراكز البحث. 

وأشار إلى أن الإستراتيجية تستند إلى أربعة محاور رئيسية هي: تحسين نوعية الحياة، من التركيز على تقديم خدمات عالية الجودة، وتسهيل الوصول إليها، مؤكدا أن الهدف هو جعل عمان مدينة ملائمة للعيش والعمل، والثاني هو النمو الاقتصادي الذكي، من خلال خلق فرص عمل في القطاعات التقنية، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، والثالث هو البيئة الذكية، إذ يتم التركيز على الاستدامة، ومكافحة التغير المناخي، وتحسين جودة الهواء والمياه، والرابع هو الحوكمة الذكية، عبر تعزيز الشفافية، والمشاركة المجتمعية، وتحسين كفاءة الإدارة.

واستعرض الشواربة مشروع الباص سريع التردد (BRT)، الذي يمثل نقلة نوعية في نظام النقل العام في عمان، موضحا أن المشروع يهدف إلى تقليل الازدحامات المرورية، وتحسين تجربة التنقل للمواطنين، كما تحدث عن أنظمة الدفع الإلكتروني والتتبع في وسائل النقل العام.

وتحدث الشواربة عن مشروع الرقابة الإلكترونية للمدينة، مشيرا إلى مشروع تركيب كاميرات ذكية لمراقبة المرور وتحسين السلامة المرورية، بالإضافة إلى جمع البيانات لتحسين التخطيط الحضري. 

وتحدث الدكتور الشواربة عن التحديات التي تواجه الأمانة في تحقيق رؤية المدينة الذكية ومنها، مقاومة التغيير، موضحا أن بعض الموظفين والمواطنين قد يقاومون التغيير نحو الرقمنة، مؤكدا أهمية بناء قدرات الموظفين وتدريبهم، والتوعية بأهمية التحول الإلكتروني.

وشدد على ضرورة حماية البيانات والمعلومات من الاختراقات والهجمات الإلكترونية، مشيرا إلى أن الأمانة تعمل على تطوير أنظمة أمنية متقدمة.

وتحدث في الندوة الخبير المعماري المختص بالتنمية الحضرية المهندس طارق عثامنة،  وفيليب لوغل، المخطط الحضري في شركة "إيسا إنترناشيونال إشتات باو” في ألمانيا، حيث قدم المتحدثان شرحا مفصلا لنموذج الأماكن المركزية في التخطيط الألماني، والذي يعتمد على توزيع الخدمات والموارد بشكل متوازن بين المدن والقرى، مما يقلل الحاجة للتنقل إلى المدن الكبرى.

وأشارا إلى أن هذا النموذج يعزز من الاكتفاء الذاتي للمراكز الصغيرة، ويحسن من جودة الحياة للسكان.
كما تحدثا عن مبادرات الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي، مثل زيادة المساحات الخضراء واستخدام الطاقة المتجددة، والتخطيط للتكيف مع تأثيرات التغير المناخي.

وتناولت المختصة في تطبيقات المدن الذكية المهندسة بشرى الزرعيني، أهمية جمع البيانات، مقدمة شرحا عن كيفية استخدام تقنيات عد الزوار (Footfall Counting) لفهم حركة الناس في المدينة، ما يساعد في التخطيط الحضري وإدارة الموارد بشكل أفضل. 
وأشارت إلى أن البيانات هي مفتاح لتحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكدة أن جميع التقنيات المستخدمة تحترم خصوصية الأفراد، وتتوافق مع القوانين.

من جهته، أكد مؤسس منتدى الابتكار والتنمية الأردني الدكتور محمد الفرجات، أن التقدم لا يأتي إلا من خلال التعاون وتبادل المعرفة، إذ نتطلع لرؤية عمان تتألق في سماء المدن الذكية، مزدانة بتراثها وثقافتها، مرتكزة على قيمها الراسخة، تجمع بين أصالة التراث وحداثة التكنولوجيا.