وزير الزراعة: تجربة الأردن في تحقيق الأمن الغذائي وقت الأزمات نموذج يُحتذى به
الوقائع الإخبارية: قال وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، إن تجربة الأردن في تحقيق الأمن الغذائي وسط الأزمات تعتبر نموذجا يحتذى به.
وأوضح الحنيفات خلال رعايته افتتاح المؤتمر الاقتصادي للأمن الغذائي الذي نظمته جمعية الإخاء الأردنية العراقية تحت شعار "رؤية مستقبلية.. جهود مشتركة”، أن انعقاد المؤتمر جاء في وقت يواجه فيه عالمنا، وخاصة الأردن، تحديات وأزمات مناخية متعددة تؤثر على الأمن الغذائي وتزيد من صعوبة توفير غذاء كاف وآمن ومستدام للأفراد والمجتمعات في جميع الأوقات، إضافة للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، الذي يعد تهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي ويضعف جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.
وتحدث الحنيفات عن تعامل الأردن عبر تاريخه الحديث مع موجات كبيرة من اللجوء جعلته من بين الدول التي تستضيف أكبر نسبة من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد السكان، حيث يستضيف نحو 3.7 ملايين لاجئ من 49 دولة، منهم 1.3 مليون لاجئ سوري، يقطن حوالي 10بالمئة منهم في مخيمات اللجوء، بينما ينتشر الباقون في المجتمعات المحلية المضيفة.
كما يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في الأردن المسجلين لدى "الأونروا” نحو 2.4 ملايين لاجئ، حتى نهاية العام الماضي، الأمر الذي نتج عنه انعكاسات سلبية متزايدة على مساعي الأردن نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأكد أن الأردن يقدم للاجئين كافة الرعاية والخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والتعليم على الرغم من موارده المحدودة، الأمر الذي أدى الى زيادة الضغط الكبير على الموارد الغذائية والمائية الشحيحة، كما أدى تحويل جزء من مصادر المياه لأغراض الشرب لانعكاس سلبي على الإنتاج الزراعي والمزارعين.
وأضاف الحنيفات أن الأردن شرع بقيادة وتوجيه جلالة الملك عبد الله الثاني، مبكرا باتخاذ الإجراءات اللازمة للتحوط وتقليل الآثار السلبية على مستوى الأسر والمجتمعات المحلية والاقتصاد الوطني بشكل عام، والتي ساهمت بشكل مباشر في تحسين منعة واستدامة الأمن الغذائي في الأردن، إذ شكلت استجابة الأردن وتعامله مع الأزمات نموذجا يحتذى به من حيث توفير مخزون غذائي كاف لفترة طويلة وعدم إرباك حلقات سلاسل الإنتاج والصادرات.
وأكد أن الأردن قام بجهود مكثفة واتخذ خطوات وإجراءات لتوفير الغذاء الكافي والصحي لكل السكان في كل الأوقات وشملت هذه الإجراءات تبني المفهوم الشامل للأمن الغذائي والذي يؤكد أن الإنتاج المحلي يشكل أحد مكونات تحقيق الأمن الغذائي، والذي يشمل أيضا التجارة وسلاسل الإمداد والتخزين والتصنيع والأسواق ونوعية وسلامة الغذاء وحوكمة الأمن الغذائي وغيرها.
وأشار إلى أن الأردن تمكن من تحقيق نسبة جيدة من الاكتفاء الذاتي الغذائي وصلت إلى 61.24 بالمائة عام 2021، إضافة الى تحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي للعديد من المجموعات السلعية مثل الخضار والفواكه واللحوم والدواجن والبيض وزيت الزيتون والحليب، بالرغم من الزيادة الكبيرة في أعداد السكان نتيجة أزمات اللجوء وتناقص كميات المياه العذبة المتوفرة للزراعة .
ونوه الحنيفات بالجهود المستمرة في العمل على أن يكون الأردن مركزا إقليميا ومرصدا اقليميا للأمن الغذائي، مشيرا إلى أن تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030 تتطلب إجراءات استراتيجية لتسريع وتيرة العمل والتقدم خاصة وأنه لم يتبق الا 6 سنوات على تحقيق الأجندة، وفي هذا الإطار فإننا نتطلع الى بناء شراكات جديدة في سبيل تحقيق أهدافنا المشتركة في مجال تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، بما يخدم البشرية جمعاء، إضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي والتكامل الاقتصادي وتطوير وتسهيل التجارة البينية بين الدول.
وأكد الحنيفات أن تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030 يتطلب إجراءات استراتيجية عاجلة وبناء شراكات جديدة لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، مما يساهم في تحسين الظروف المعيشية للبشرية جمعاء.
من جهته، أكد وزير الزراعة العراقي الدكتور عباس المالكي ،التزام العراق بالمشاركة بالمؤتمرات والفعاليات مع الأردن ودول الجوار، مشددا على أهمية الأمن الغذائي لاستقرار الشعوب.
وفي كلمتها، أوضحت رئيسة جمعية الإخاء الأردنية العراقية شنكول قادر، أن المؤتمر يتماشى مع الرؤية الملكية لتعزيز الأمن الغذائي، مشيرة إلى ضرورة إصلاحات تنظيمية لتحسين كفاءة أسواق الغذاء.
بدوره، أشار ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في الأردن، المهندس نبيل عساف، إلى أن الأمن الغذائي يمثل تحديا عالميا، مؤكدا أن تحقيقه يتطلب جهودا موحدة لبناء مستقبل مستدام.
كما أكد القنصل العراقي أحمد الجربا، أن العالم، وخاصة منطقتنا، يمر بظروف غاية في التعقيد والخطورة بسبب الحرب على غزة ولبنان، وتأثير ذلك على الأمن الغذائي في المنطقة.
وأضاف الجربا: "نأمل أن يقدم هذا المؤتمر معالجات لهذه المخاطر والمشاكل، وذلك في إطار الجهود الدولية والمحلية، لتقديم يد العون لأهلنا في غزة ولبنان وضمان أمنهم الغذائي ومساعدتهم على الوصول إلى الحياة الكريمة المنشودة.”