حوارية حول واقع الدراية الإعلامية في عصر الذكاء الإصطناعي
الوقائع الاخبارية:ناقشت الجلسة الحوارية الثالثة، ضمن مؤتمر الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية، الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" بالشراكة مع وزارة الاتصال الحكومي "، واقع الدراية الإعلامية والمعلوماتية في عصر المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي"،.
وأجمع المحاورون خلال الجلسة التي حضرها وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، وأمين عام الوزارة الدكتور زيد النوايسة ، على ضرورة إيجاد ضوابط محددة لحرية الذكاء الاصطناعي وتقييده ضمن لوائح تتوافق والخصوصيات البشرية وعدم انتهاكها، وفهم مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على وجهة الدراية الإعلامية من خلال محاربة المعلومات المضللة، وتعزيز قدرات المتعاملين معه وتدريبهم، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي يتأثر بكمية البيانات الكثيرة والمعقدة مثلما يتأثر بها الإنسان الطبيعي .
وأشارت ميسرة الجلسة، مديرة (IREX) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ،فرانشيسكا شيرياكي، إلى أن دور المؤثرين وصناع المحتوى، يتركز من خلال التعريف بكيفية ربط الذكاء الإصطناعي بالدراية الإعلامية والمعلوماتية، ودعم التفكير النقدي ومحاولة كشف المعلومات المضللة والمغلوطة .
وأوضحت أن الإتجاه الحديث في الدراية الإعلامية والمعلوماتية، التوجه نحو استخدام الذكاء الإصطناعي في تحسين عملية التعامل مع المعلومات، ويمكن للأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي مساعدة الأفراد في تحليل البيانات الكبيرة، واكتشاف الأنماط، وتحديد الأخبار المضللة، ويتطلب هذا فهماً للأساسيات التقنية المرتبطة بالذكاء الإصطناعي وتطبيقاته في مجال الإعلام.
وقال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، المهندس سامي سميرات، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتوفرة حاليا هي فقط بداية لعصر الثورة الرقمية المستقبلية، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي يسيطر على نماذج اللغة الكبيرة والتكنولوجيا العميقة والأنظمة المحوسبة الفاعلة، وبالتالي نحن أمام ثورة صناعية كبيرة تسهم في تقدم الدول، واستحداث وظائف وبرامج جديدة، وإنتاج قطاعات وصناعات جديدة، مؤكدا أن من أهم التحديات التي تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي هي الاحتماليات الكبيرة لانتشار المعلومات المغلوطة التي تصل أحيانا إلى ما نسبته 65 بالمئة.
وأضاف أن الألعاب الرئيسية المستخدمة بشكل واسع وكبير اليوم، هي نتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولا يوجد أي تدخل بشري بها، لذلك اصبح من الواجب أن نفكر أبعد من الأمس ومعرفة كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي لتعزيز تقدم المجتمع ، كون هذه التطبيقات تفتح فرصا كبيرة في مجالات التطور التكنولوجي وتوفير حياة أفضل للمجتمعات.
وأشار سميرات إلى مخزن الأدوية الذي افتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس الثلاثاء ويعتبر واحدا من 15 منشأة لتخزين الأدوية في المملكة، إذ يعتبر المخزن من أكبر سلاسل التوريد والبرمجة اللوجستية الذي تم من خلاله تطبيق نظام ذكاء اصطناعي لإدارة المخزون بشكل صحيح، ولتعزيز وزيادة كفاية المواطنين من الأدوية، يقوم بتوقّع كميات الاستهلاك، وكميات الأدوية التي استهلكت بناء على بيانات مستقبلية، ويقوم بطلب عدد من الأدوية التي شارفت كمياتها على الإنتهاء من خلال تزويده بأسماء الأمراض السارية والموسمية .
بدوره، أشار الخبير في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي والرئيس التنفيذي لشركة جاسا سيفك، يردوليت رحمة الله، إلى ضرورة إدماج الشباب مع الخبراء والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة لنقل الخبرات والتجارب المفيدة لهم، وتعليمهم كيفية التعامل مع تطبيقاته والاستفادة منها بالنطاقين التجاري والصناعي وتطبيقه في اتخاذ القرار.
وأضاف" أن تعزيز مهارات التفكير النقدي هو أحد الاتجاهات الحديثة في التعامل مع المعلومات الرقمية، إذ أصبح من الضروري تعلم كيفية تحليل المحتويات بشكل ناقد، وتقييم موثوقية المصادر، واكتشاف الأجندات الكامنة وراء المعلومات المقدمة، وهذا الاتجاه يسهم في التصدي لانتشار الأخبار المضللة والمعلومات الزائفة التي باتت تشكل تحديًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي".
بدورها، أكدت الرئيس التنفيذي لمنظمة جالاكسي الأردن ،ريما دياب، ضرورة تمكين وإكساب المرأة والشباب في المناطق النائية بالمهارات التي يحتاجونها مستقبلا من خلال التكنولوجيا والمبادرات الصغيرة التي تقوم على جمع الحواسيب وأجهزة الكمبيوتر المستخدمة وتقديمها لطلاب المدارس في المناطق النائية، وتعليمهم طرق استخدامها .
وقالت إنه بحلول عام 2025 ستصبح 40 بالمئة من الوظائف مؤتمتة عبر الذكاء الاصطناعي، لذلك أصبح من الضروري التفكير بكيفية منح وإكساب القطاعات التعليمية والصحية المهارات الحديثة، بعد اكتشاف وجود فجوات كبيرة بين نظام التعليم وأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث يتم ملء هذه الفجوات من خلال التدريب على أنظمة البرمجة وعمل دورات مجانية لهم خصوصا في المناطق النائية.
وأشارت إلى الصناعات التكنولوجية القائمة حاليا في العالم مثل صناعة روبوتات تستخدم في عمليات التفاعل التعليمية، وتقوم بإعادة الطلبة المنقطعين عن التعليم للمدارس وتكيفهم مع الواقع الافتراضي، حيث أصبح الطموح مواكبة هذه الصناعات وإدخالها للأردن من خلال التعاون مع المختصين والمعنيين في كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة.
من جانبها، عرضت أستاذة علم الاجتماع الإعلامي وتكنولوجيا المعلومات في فرنسا، ديفينا فراو ميغس، عبر خاصية الاتصال المرئي، تطورات الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه لإنتاج الإعلام والأخبار المتداولة، حيث أصبح ينتج صورا ونصوصا تفتقر للدقة والمصداقية ولا تعتمد على الواقع مثل إنتاجه للألعاب الرقمية والترفيهية، لذلك اصبحنا نشاهد الكثير من الأخبار الزائفة التي يتداولها الناس بشكل كبير، ما أثر على القيمة الإعلامية وجعلها تفقد مصداقيتها .
وأشارت إلى أن الاتجاهات الحديثة تتركز في كيفية تنمية مهارات إدارة الهوية الرقمية وحماية الخصوصية، حيث يتعين على الأفراد معرفة كيفية حماية معلوماتهم الشخصية على الإنترنت، وفهم المخاطر المحتملة المرتبطة بالإنتهاكات الأمنية وحقوق الملكية الفكريةـ وينبغي عليهم أيضًا أن يكونوا قادرين على إتخاذ إجراءات لتأمين حساباتهم الرقمية، وأن يكون لديهم القدرة على تحديد حدود واضحة لمشاركة البيانات الشخصية.
وبينت أن مهارات واتجاهات الدراية الإعلامية والمعلوماتية تشهد تحولات كبيرة، لذا وجب علينا مواكبة التطورات التكنولوجية والمجتمعية، وهذا بدوره يستلزم تعزيز هذه المهارات استعدادا للتعلم والتكيف مع الاتجاهات الجديدة، بما يساعد الأفراد على التعامل بفعالية مع التحديات التي يفرضها العالم الرقمي المعاصر في ظل هذا الفيض الهائل من المعلومات، بطريقة واعية وناقدة ،إضافة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام والمجتمع ككل، لضمان بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المعلوماتية الحديثة.