هل لدى الحكومة فرصة أم فكرة؟

إستوقفني اليوم الإستماع على شاشة التلفزيون الأردني لمقابلة مع د. رايه خليفات عن موضوع الفرق بين "الفرصة والفكرة” في ريادة الأعمال، وبدوري دارت في مخيلتي فكرة كتابة مقالة موجهة لدولة الرئيس، وللبحث عما يجول في جعبتة من فرص أو أفكار للنهوض بواقع الوضع الإقتصادي الحالي، وخصوصا بأنه قد أصبح الأقرب لنبض الشارع، ودليل ذلك جولاته الميدانية المعلنة وغير المعلنة على المحافظات وآخرها اليوم في محافظة اربد، فالرجل يبدو بلا شك صاحب (مبادرة) قد تقوده الى فرص أو أفكار محددة.

الحقيقة بأن الفرصة مرهونة بالزمن أي (وقتية لحظية) وفيها عنصر المغامرة لأنها تبحث عن أفكار في السوق، بينما الفكرة لديها مقام واسع للتحرك ضمن محددات يحكمها الكادر الوظيفي وتطويع البيئة المحيطة، وكذلك البيئة الداخلية (مثلا) لفريق الرئيس وما تحتويه من مكنونات مغيبة أو ظاهرة، ومدى قدرتها على اتخاذ أو التنسيب له بقرار أو قرارات جريئة خارج الصندوق، مما يعني بأن الفكرة تبحث عن سوق كما المبادرة.

شخصيا، لا أرى تلك الصفة لدى العديد من فريقه، وبالتالي فإن مجال التقدم في الأفكار الإبداعية سيكون بطيئا، مما يعني بأن دولته قد يلجأ لاحقا الى جراحة قد تكون (مؤلمة) بعيدا عما توارثه من إرث سابق لحكومات طابعها وطريقة تفكيرها تقليدي بحت، وهي على ما يبدو تلك العلامة الفارقة في إحداث التغيير المنشود.

دولة الرئيس، بقي أن أقول بأنه حبذا لو قامت أحد المراكز البحثية في الجامعات الأردنية في البحث عن مدى تنفيذ الحكومات السابقة لكتب التكليف السامي (تحديدا) لشموليته، على غرار تلك الخطط والإستراتيجيات التنفيذية المفصلة للوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، وحبذا أيضا لو كان ذاك التقييم سنويا، ومع أن كتاب التكليف السامي لحكومتكم هو خارطة طريق عام مقيد لكم، فأنصحك بالبحث عن الفرص المتاحة ضمن ذاك التكليف، فقد تحدث تغييرا (مؤملا) في قادم من الأيام قد طال انتظاره!.