ليس هناك متسع للكلام
على مدار أكثر من عام، هو عمر العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي تطور نحو اعتداءات متواصلة في مدن الضفة الغربية جميعها، ثم إلى شن عدوان مفتوح على لبنان، ظل الأردن ممسكا بخريطة طريق حقيقية تقود إلى الخروج من دوامة العنف والتصعيد، وذلك بالعودة إلى جذور الصراع، والمتمثل بوجود الاحتلال بوجهه القبيح، ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة، وبآماله في دولة مستقلة على خطوط الرابع من حزيران، وقابلة للحياة.
الرؤية الأردنية لم تكن وليدة المواجهة الأخيرة التي أعقبت أحداث السابع من أكتوبر للعام الماضي، بل هي حصيلة الخبرة التي كونها خلال عقود طويلة من الصراع، ظل فيها منحازا لمصلحة المنطقة وأمن وسلام شعوبها، وهو ما لا يمكن تحقيقه بوجود بؤرة دائمة للتوتر وإطلاق النزاعات، والمتمثلة بوجود الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية.
ما بعد المواجهة الأخيرة، تعامل الخطاب الأردني مع الأولويات، والتي رأى أنها تتمحور حول إنهاء العدوان الإسرائيلي فورا على قطاع غزة، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية لسكان القطاع الذين يعانون اليوم واحدة من أقسى الأوضاع الكارثية الإنسانية بصعوبة الحصول على الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية، بعد أن شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا غير مسبوق في التاريخ الحديث، وارتكب جرائم حرب وتطهيرا عرقيا، أعقبها بحصار على كامل القطاع. كما حذر بشدة من أن التصعيد يمكن أن يجر المنطقة بكاملها إلى حرب شاملة تطال الجميع.
في خطابه أمس، أمام القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، أعاد جلالة الملك التذكير بخريطة الطريق الأردنية التي تستدعي وقفا فوريا للعدوان، والتعامل السريع مع الوضع الإنساني في القطاع من خلال إطلاق جسر إنساني لإيصال المساعدات يكسر الحصار وينهي الكارثة الإنسانية.
التصعيد في الضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة، وما يقوم به المستوطنون المتطرفون، هي أعمال لا تخدم التهدئة، وتجر إلى صراع طويل الأمد، لذلك نبه الملك إلى ضرورة مواجهة هذا التصعيد، والذي يضعف فرص السلام، كما أنه يبعد من آمال إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، طالما استمر الاستيطان غير الشرعي يقضم الأراضي.
العدوان على لبنان، ما كان ليكون لولا فشل المجتمع الدولي في التصدي للتجاوزات الإسرائيلية، والتي منحت ضوءا أخضر للاستمرار في الممارسات العدوانية والسياسات التوسعية، خصوصا بوجود حكومة يمينية متطرفة لا ترى أي خطوط حمراء في أي قرار تتخذه. ومن هنا، طالب الملك بضرورة دعم سيادة لبنان وأمنه، ووقف الحرب عليه، وتوفير كل ما يحتاجه الشعب اللبناني من مساعدات.
إن ما تعاني منه منطقتنا اليوم، هو نتاج طبيعي لتراخي العالم وعدم عدالته في النظر إلى المظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني، والذي فقد أرضه، وتم تهجيره إلى قارات العالم جميعها، من دون أن يمثل مثل هذا الأمر دافعا للمجتمع الدولي من أجل العمل على إنصافه وتحقيق حلمه بدولة تلم أبنائه.
اليوم، يضع الملك جميع ملفات المنطقة على الطاولة، مذكرا أن أساس عدم الاستقرار هو عدم قدرة المجتمع الدولي على حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ويدعو بشدة إلى إيجاد أفق سياسي حقيقي لهذا الموضوع، فهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
حتى اليوم، ورغم قتامة المشهد الإقليمي، لم يفقد الأردن إيمانه بقدرة المجتمع الدولي على تصويب الأوضاع، لذلك يدعو جلالة الملك إلى انتهاج جميع سبل الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتشعب. وأيضا، فإن جلالته يخاطب اجتماع الدول العربية والإسلامية في الرياض، عالما بالقوة الحقيقية لهذه المنظمة، ويعرف بأن في مقدورها استخدام أوراق ضغط كثيرة لوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى مستحقيها.
اليوم، لم يعد هناك متسع للكلام من أجل الكلام والمواقف الرمادية، كما يؤكد الملك، فالمنطقة تحتاج إلى مواقف جادة وواضحة، قبل أن ينزلق الجميع إلى صراع لن ينجو منه أحد.
ما بعد المواجهة الأخيرة، تعامل الخطاب الأردني مع الأولويات، والتي رأى أنها تتمحور حول إنهاء العدوان الإسرائيلي فورا على قطاع غزة، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية لسكان القطاع الذين يعانون اليوم واحدة من أقسى الأوضاع الكارثية الإنسانية بصعوبة الحصول على الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية، بعد أن شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا غير مسبوق في التاريخ الحديث، وارتكب جرائم حرب وتطهيرا عرقيا، أعقبها بحصار على كامل القطاع. كما حذر بشدة من أن التصعيد يمكن أن يجر المنطقة بكاملها إلى حرب شاملة تطال الجميع.
في خطابه أمس، أمام القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، أعاد جلالة الملك التذكير بخريطة الطريق الأردنية التي تستدعي وقفا فوريا للعدوان، والتعامل السريع مع الوضع الإنساني في القطاع من خلال إطلاق جسر إنساني لإيصال المساعدات يكسر الحصار وينهي الكارثة الإنسانية.
التصعيد في الضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة، وما يقوم به المستوطنون المتطرفون، هي أعمال لا تخدم التهدئة، وتجر إلى صراع طويل الأمد، لذلك نبه الملك إلى ضرورة مواجهة هذا التصعيد، والذي يضعف فرص السلام، كما أنه يبعد من آمال إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، طالما استمر الاستيطان غير الشرعي يقضم الأراضي.
العدوان على لبنان، ما كان ليكون لولا فشل المجتمع الدولي في التصدي للتجاوزات الإسرائيلية، والتي منحت ضوءا أخضر للاستمرار في الممارسات العدوانية والسياسات التوسعية، خصوصا بوجود حكومة يمينية متطرفة لا ترى أي خطوط حمراء في أي قرار تتخذه. ومن هنا، طالب الملك بضرورة دعم سيادة لبنان وأمنه، ووقف الحرب عليه، وتوفير كل ما يحتاجه الشعب اللبناني من مساعدات.
إن ما تعاني منه منطقتنا اليوم، هو نتاج طبيعي لتراخي العالم وعدم عدالته في النظر إلى المظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني، والذي فقد أرضه، وتم تهجيره إلى قارات العالم جميعها، من دون أن يمثل مثل هذا الأمر دافعا للمجتمع الدولي من أجل العمل على إنصافه وتحقيق حلمه بدولة تلم أبنائه.
اليوم، يضع الملك جميع ملفات المنطقة على الطاولة، مذكرا أن أساس عدم الاستقرار هو عدم قدرة المجتمع الدولي على حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ويدعو بشدة إلى إيجاد أفق سياسي حقيقي لهذا الموضوع، فهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
حتى اليوم، ورغم قتامة المشهد الإقليمي، لم يفقد الأردن إيمانه بقدرة المجتمع الدولي على تصويب الأوضاع، لذلك يدعو جلالة الملك إلى انتهاج جميع سبل الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتشعب. وأيضا، فإن جلالته يخاطب اجتماع الدول العربية والإسلامية في الرياض، عالما بالقوة الحقيقية لهذه المنظمة، ويعرف بأن في مقدورها استخدام أوراق ضغط كثيرة لوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى مستحقيها.
اليوم، لم يعد هناك متسع للكلام من أجل الكلام والمواقف الرمادية، كما يؤكد الملك، فالمنطقة تحتاج إلى مواقف جادة وواضحة، قبل أن ينزلق الجميع إلى صراع لن ينجو منه أحد.