اختتام أعمال المؤتمر متعدد الأقاليم التحضيري للقمة العالمية للإعاقة
الوقائع الإخبارية: بحضور سمو الأمير مرعد بن رعد، كبير الأمناء، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة اختتمت اليوم الخمس أعمال المؤتمر متعدد الأقاليم التحضيري للقمة العالمية للإعاقة 2025.
وأشار أمين عام المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور مهند العزة، خلال كلمته في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر، إلى أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في سبيل دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحقيق تغييرات إيجابية ملموسة في حياتهم، وساهم في تبادل الخبرات التي تسهم في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم الكامل في المجتمع.
بدورها، ذكرت الأمين العام المساعد في جامعة الدول العربية، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية الدكتورة هيفاء أبو غزالة، أن المجموعة العربية عقدت اجتماعها صباح اليوم، وبعد مشاورات مهمة مع الجهات المنظمة للقمة، طرحت الدول العربية عددًا من الالتزامات المهمة لمواصلة جهودها لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، موضحة ضرورة التأكيد على تنحية الصراعات والسياسات عن وصول الدعم الإنساني والاجتماعي لجميع الأشخاص، وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تزداد أعدادهم على مدار الساعة خلال فترة النزاعات.
وقالت أبو غزالة، إن جامعة الدول العربية ودولها الأعضاء أكدوا على مواصلة تنفيذ مبادرة العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل دوري، والتطلع إلى عقدها في إطار من التعاون العربي الدولي، وبما يعزز الاستفادة منها دولياً، وأن جامعة الدول العربية ستعرض الالتزامات العربية اللازمة خلال أعمال القمة للتشاور حول إمكانية تنفيذ هذا المقترح.
وأشارت إلى ضرورة مواصلة الجهود لتنفيذ التصنيف العربي للأشخاص ذوي الإعاقة على المستوى الوطني، بوصفه أول تصنيف يأخذ في الاعتبار، اعتمادًا على التصنيف الطبي، الأبعاد الاجتماعية والمجتمعية والبيئية المحيطة بالشخص ذي الإعاقة، وصولاً إلى قواعد بيانات مدققة تمكن من رسم السياسات الناجحة التي تحقق المصلحة الفضلى للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأوضحت أبو غزالة أنهم خلال الاجتماع قدموا العديد من الالتزامات، تتعلق بالتعليم والحماية الاجتماعية المتكاملة والصحة، وعددًا من الأمور التي تمس حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن الدول الأعضاء وجامعة الدول العربية والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ستضع التزاماتها تفصيليًا أمام القمة.
من جهتها، قالت رئيس المديرين الخاص بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة والتكافل الاجتماعي - الوزارة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية الألمانية الدكتورة آنيت تبارة، إن أهم نتائج المؤتمر هي أنه لم يتناول فقط المشاكل والتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، بل اتخذ خطوة حاسمة إلى الأمام لتطوير حلول وأهداف ملموسة تشير إلى الطريق نحو مستقبل شامل.
وأشارت إلى أن إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة هو أكثر من مجرد التزام سياسي، وأنه حق من حقوق الإنسان، ويجب أن تتاح لهم الفرصة للتطور وفقًا لقدراتهم واهتماماتهم، وأن ينظر لهم باعتبارهم جزءًا من مجتمع يزدهر بالتنوع والدعم المتبادل.
وأكدت تبارة، أنه يتعين على الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية أن تعمل معًا لتحقيق مجتمع شامل، يشرك الأشخاص ذوي الإعاقة في عمليات صنع القرار، وذلك بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
من جانبه، قال المدير التنفيذي بالوكالة للتحالف الدولي للإعاقة خوسيه فيرا، إننا في التحالف نسعى لأن يصبح عالمنا شاملاً للجميع، وأن يحصل الأشخاص ذوو الإعاقة على حقوقهم كاملة، موضحًا أن الأسباب كثيرة للعمل على تغيير حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتناول المؤتمر على مدار يومين متتالين، خلال جلسات حوارية، شارك فيها أكثر من 300 ممثل وممثلة عن منظمات دولية وجهات حكومية عربية وإقليمية ودولية، ومؤسسات مجتمع مدني وأكاديميين وخبراء ونشطاء في قضايا حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة، سبل تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصاديًا، ودور الحكومات والمجتمعات المحلية في توفير فرص العمل والخدمات اللازمة، وبحث موضوع الحماية الاجتماعية والتأكيد على أهميتها وتقديم التزامات لتعزيزها.
وفي موضوع التعليم الدامج والعيش المستقل، ناقش المشاركون سبل تحسين جودة التعليم الدامج وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلبة، والتركيز على حق الأشخاص ذوي الإعاقة في العيش المستقل، وتوفير الخدمات اللازمة لتحقيق ذلك.
وتباحث المشاركون حول موضوع المرأة ذات الإعاقة، والتحديات التي تواجهها، وأهمية تعزيز حقوقها، وسبل حماية الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الكوارث الطبيعية والأزمات.
وعُقدت على هامش المؤتمر جلسات جانبية ناقشت دور القطاع الخاص في تقديم التزامات للقمة العالمية وضمان الحقوق في السياحة الدامجة، وموضوع التمييز المبني على النوع الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة، والصحة الجنسية والإنجابية، وحق تكوين أسرة، والمشاركة في الحياة العامة وعمليات صنع القرار، وكيف يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة التأثير على المشهد السياسي وصنع القرار بالكامل، وكيفية إشراك الشباب ذوي الإعاقة بشكل فعّال في عملية التشاور وتقديم الالتزامات للقمة المقبلة، وكيف يمكن لمنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في الدول العربية تعزيز الالتزام من خلال آليات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وعرض المشاركون في ختام المؤتمر أبرز التوافقات حول الالتزامات التي يمكن تقديمها في القمة العالمية للإعاقة 2025، بهدف تعزيز مكانة الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين حياتهم.