متقاعدون عسكريون: خطاب العرش دعم للجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة التحديات

 
الوقائع الاخبارية: عكس خطاب العرش السامي، الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني أمام مجلس الأمة اليوم الاثنين، رؤية واضحة تجاه دور القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في تعزيز الاستقرار وحماية الوطن.

وأكد عدد من الخبراء العسكريين المتقاعدين أن الخطاب حمل إشادة واضحة بدور القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في حماية الحدود وحفظ الأمن الداخلي، مما يسهم في ترسيخ الاستقرار وتحفيز التنمية.

وأشاروا في مقابلات مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم إلى تقدير جلالته لدور الخدمات الطبية الملكية في العمل الإنساني بفلسطين، واصفين الخطاب بأنه شامل ومؤكد لأهمية التحديث السياسي ودعم جلالته للجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة التحديات.

وقال مدير عام الخدمات الطبية الملكية ومستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة سابقًا، اللواء المتقاعد الطبيب عادل الوهادنة: "في خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك اليوم، كانت الإشادة بدور القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية بارزة، حيث أكد جلالته أهمية جهودهم الكبيرة في حماية الحدود والحفاظ على الأمن الداخلي. هذه المؤسسات تمثل الدرع الحصين للأردن، ليس فقط في مواجهة التحديات الأمنية، بل في ترسيخ الاستقرار الذي يشكل أساسًا للنمو الاقتصادي والاجتماعي".

وأكد أن هذا الاستقرار هو ما يهيئ بيئة جاذبة للاستثمارات ويعزز التنمية المستدامة التي تخدم مصلحة الشعب وتطلعاته المستقبلية، مشيرًا إلى أن التزام القوات المسلحة والأجهزة الأمنية يعكس عمق الانتماء والوفاء للمملكة، ويؤكد دورها الحاسم في حماية الوطن ودعمه على مختلف الأصعدة.

وفي سياق العمل الإنساني، أضاف الوهادنة: "جاء تقدير جلالة الملك للخدمات الطبية الملكية ليبرز دورها البارز في تعزيز رسالة الأردن الإنسانية، خاصة في فلسطين، من خلال تقديم الرعاية الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأكد أن الخدمات الطبية الملكية تُجسد روح التضامن التي تميز المملكة، مؤديةً واجبها الإنساني في أصعب الظروف. كما تسهم هذه الجهود في تخفيف معاناة الأشقاء، وتؤكد التزام الأردن بنهج العطاء غير المحدود الذي يعكس رؤية جلالة الملك في دعم الإنسانية والسلام عبر الحدود، مما يعزز مكانة الأردن كداعم أساسي للاستقرار الإقليمي والعمل الخيري المستدام.

وقال مدير الأمن العام السابق، اللواء المتقاعد العين فاضل الحمود، إن خطاب جلالة الملك كان شاملًا وجامعًا، وحمل العديد من الرسائل المهمة التي تناولت الشأنين الداخلي والخارجي، واصفًا إياه بأنه "خطابٌ قلت حروفه وكبرت معانيه".

وأشار الحمود إلى أن من أبرز الرسائل التي تضمنها الخطاب تأكيد جلالته على أن المجلس يشكل انطلاقة لرؤية التحديث السياسي، التي حرص جلالته على تنفيذها، مع التركيز على دور الأحزاب في تفعيل المسار السياسي، بالإضافة إلى التشديد على أهمية تمكين المرأة والشباب في العملية السياسية.

وأضاف أن جلالة الملك أكد في خطابه الدور المحوري للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في حفظ الأمن الداخلي وحماية الحدود، خصوصًا مع تصاعد محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود باستخدام أساليب متطورة، مشددًا على أهمية الدعم المستمر لهذه المؤسسات الوطنية.

وأشار إلى التحية والتقدير التي وجهها جلالة الملك لجند الوطن الذين يواصلون العمل بكل تفانٍ لحماية الوطن والمواطن.
وأوضح الحمود أن القوات المسلحة، وبتوجيهات من جلالة الملك، كانت في طليعة الجهود الإنسانية لتقديم المساعدات للأشقاء في غزة، إذ كسرت الحصار وأوصلت المساعدات عبر الجو والبر، بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة.

وأكد حرص جلالة الملك على موقف الأردن الثابت في دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين، وعلى الدفاع عن حق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في قدس العروبة، وهو المصطلح الذي أطلقه جلالته ليؤكد عروبة القدس وأهميتها للأمة.

وأشار الحمود إلى أن دعم القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية واجب وطني على كل مواطن شريف، مؤكدًا ضرورة العمل بكل عزيمة لتوفير كافة الموارد والاحتياجات التي تضمن نجاح مهامهم الجسيمة في حماية الوطن وصون أمنه واستقراره.

بدوره، أكد مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، اللواء الركن المتقاعد هلال الخوالدة، أن جلالة الملك في خطابه ركز، كعادته، على محاور أساسية وثوابت وطنية تشمل الوضع الداخلي والاقتصاد الأردني والحياة السياسية، إلى جانب الدور المحوري للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

وأشار الخوالدة إلى تأكيد جلالته على أهمية الدور الكبير الذي تؤديه القوات المسلحة الأردنية، سواء في حماية الوطن من التهديدات الخارجية أو دور الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن الداخلي.

وأضاف أن جلالة الملك شدد على ضرورة الاستمرار في تحديث وتطوير هذه المؤسسات لضمان بقائها قوية وحامية لاستقلال الوطن في مئويته الثانية، معززةً بقيم التضحية والولاء.

وتطرق الخوالدة إلى إسهامات القوات المسلحة في دعم الأشقاء الفلسطينيين، حيث أشار جلالته إلى المستشفيات الميدانية المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مثل المستشفيات في رام الله ونابلس وشمال غزة، وخان يونس، إلى جانب مرافق متخصصة، كمستشفيات الولادة ومراكز الأطراف الاصطناعية.

وأشاد الخوالدة بدور الأردن الرائد في عمليات الإغاثة، إذ نفذت القوات المسلحة الأردنية أول عملية إنزال جوي لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك الإمدادات الغذائية والطبية، عبر الجو والبر.

وأوضح أن الدعم الأردني المستمر ألهم العديد من الدول لتقديم مساعداتها للفلسطينيين من خلال الأراضي الأردنية، ما يعكس مكانة المملكة ودورها المحوري في الإغاثة الإنسانية.

ولفت إلى ما ذكره جلالة الملك في خطابه أمام مجلس الأمة، مشيرًا إلى أن أبناء وبنات الوطن من نشامى القوات المسلحة هم مصدر فخر واعتزاز، وأن جلالته يوجه بشكل دائم الحكومة ومجلس الأمة لدعم وتحديث هذا القطاع الوطني المهم.

كما شدد الخوالدة على تقدير جلالة الملك للجهود الجبارة التي تبذلها القوات المسلحة، ووصفها بأنها تمثل أصحاب الهمم العالية والعقيدة الصادقة، مشيرًا إلى استعدادها الدائم للتصدي لمختلف التهديدات، بما في ذلك الميليشيات على الحدود الشمالية وعمليات التهريب والتسلل، سواء للأسلحة أو المخدرات.

وأكد أن توجيهات جلالة الملك المستمرة، التي تحمل معاني الدعم الكبير، تسهم في رفع معنويات القوات المسلحة، المعروفة بصدقها ووفائها للوطن.

وأضاف أن جلالته يحرص على توجيه الحكومة ومجلس الأمة لضمان استمرار هذا الدعم، بهدف تعزيز استقلال الوطن وأمنه واستقراره، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة والحروب التي تؤثر على المنطقة، خاصة مع التطرف الحكومي الإسرائيلي والاعتداءات المستمرة على الأشقاء في فلسطين.

وختم الخوالدة حديثه بالإشادة بالرؤية الملكية الثابتة نحو دعم القوات المسلحة، مؤكدًا أن جلالته لا يفوّت أي خطاب أو توجيه إلا ويجدد تأكيده على أهمية هذه المؤسسة الوطنية كحامية للاستقلال وصمام الأمان للأردن في ظل الظروف الإقليمية المعقدة.