هيئة تنظيم قطاع الاتصالات ومنظمة "رايب إن سي سي" تنظمان الطاولة المستديرة الثامنة لتعزيز التعاون الإقليمي في حوكمة وبنية الإنترنت

الوقائع الاخبارية:استضافت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بالتعاون مع منظمة "رايب إن سي سي"، السجل الإقليمي للإنترنت في أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا الوسطى امس الثلاثاء النسخة الثامنة من اجتماع الطاولة المستديرة للإنترنت المخصصة لمناقشة البنى التحتية الرقمية والسياسات العامة للانترنت في الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، بمشاركة وفوداً حكومية رفيعة المستوى، بما في ذلك وزراء الاتصالات وتقنية المعلومات ورؤساء ومدراء من الهيئات الناظمة العربية من 7 دول عربية.

ركز اجتماع هذا العام، الذي أقيم تحت عنوان "تعزيز بنية الإنترنت والحوكمة لمستقبل رقمي مرن في الدول العربية"، على التحديات والفرص المتعلقة ببناء إنترنت مستدام وآمن في الدول العربية. وهدف الاجتماع الى استكمال مباحثات ومناقشات طاولة دبي المستديرة العام الماضي والتي تشمل تعزيز التعاون والشراكة في تطوير البنية التحتية الرقمية للإنترنت ومناقشة سياسات وحوكمة الإنترنت.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات المهندس بسام فاضل السرحان أهمية الجهود المشتركة لدعم الاقتصادات الرقمية في المنطقة قائلاً: "ان بناء بيئة شاملة وتعاونية أمر ضروري لتحقيق الوعود التي يقدمها الإنترنت، حيث تمثل الطاولة المستديرة الثامنة للحكومات والهيئات الناظمة العربية منصة حيوية لتبادل الأفكار وتعزيز البنية التحتية للإنترنت في المنطقة العربية. لقد برزت الأردن كدولة رائدة في تبني بروتوكول الإنترنت الإصدار السادس (IPv6)، حيث تفوقت شبكاتنا على أداء IPv4، مما وضع المملكة ضمن الدول المتقدمة عالميًا في سرعات الإنترنت. وإن تعاوننا مع منظمة "رايب إن سي سي" يسهم بشكل كبير في دعم وتعزيز أمان الإنترنت، وخلق فرص للنمو الاقتصادي من خلال تقنيات حديثة مثل IPv6 والجيل الخامس.

من جانبه، اشار هانز بيتر هولن، المدير التنفيذي والمدير العام لمنظمة "رايب إن سي سي" إلى التقدم الحاصل في المنطقة في تطوير شبكات الانترنت، وقال:" نحن في عمان نواصل الحوار والبناء على النقاشات السابقة، مركّزين على تعزيز مرونة الإنترنت وأمنه في المنطقة العربية. لقد شهدت المنطقة هذا العام تقدمًا ملحوظًا في نشر بروتوكول الإنترنت الإصدار السادس (IPv6) وأمن التوجيه الشبكي (RPKI). هذه التطورات لا تساهم فقط في تعزيز الاتصال والتعاون، بل تحفز النمو الاقتصادي وتشجع الابتكار.

وأكد الدكتور خالد والي، الوزير المفوض ومدير إدارة تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات في جامعة الدول العربية، على الفجوة الرقمية بين الدول العربية في المجال الرقمي معلقا": إن التحول الرقمي في الدول العربية يتطلب بنية تحتية قوية ومتطورة، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا خاصة للدول التي تعاني من ضعف في البنية التحتية والفجوة الرقمية. في جامعة الدول العربية، نعمل بتناغم مع منظمة 'رايب إن سي سي' لدعم الدول العربية في تطوير بنيتها التحتية الرقمية وتنفيذ الأجندة الرقمية العربية. وقد أثمر تعاوننا مع المنظمة عن نجاحات هامة، لا سيما في دعم ونشر استخدام بروتوكول الإنترنت الإصدار السادس وتعزيز أمن الشبكات.

ودعا معالي الدكتور واعد عبدالله باذيب، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن خلال كلمته، أن اليمن ورغم الظروف الصعبة التي خلفتها الحرب المستمرة منذ عشر سنوات، يسعى لتحقيق قفزة نوعية في قطاع الاتصالات. وأشار إلى الإنجاز المتمثل في إطلاق خدمات ستارلينك للإنترنت الفضائي كأول دولة عربية تقدم هذه الخدمة، معبراً عن تطلعات اليمن لتحقيق السلام والتنمية المستدامة في القطاع الرقمي. وقال:" ان التحول السريع و المتغيرات الاقتصادية العالمية و التطور الكبير و المتسارع التي يشهدها قطاع الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات يتطلب منا بذل المزيد من الجهد و التعاون المشترك لتحقيق النجاح المنشود لجميع بلدان و دول المنطقة العربية."

من جهتها، استعرضت المهندسة كرستين عريضة، عضو مجلس الإدارة ومستشار رئيس الجهاز للشؤون الاستراتيجية، الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في جمهورية مصر العربية جهود الدولة في تهيئة البنية التحتية حيث اطلقت خدمات الجيل الخامس الشهر الماضي ترسيخاً لتطبيق الثورة الصناعية الرابعة. وأكدت ان الادارة المصرية حرصت على نقل المعرفة واستخدام التكنولوجيا تجنباً للازدواجية والمشاركة بالمحافل الدولية ولا سيما فعالية المنتدى العالمي للإنترنت الذي سيعقد بديسمبر بالرياض.

من جانبه، اكد المهندس عبد الرحمن المرزوقي، المدير العام بالإنابة لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال كلمته على أهمية الإنترنت كعصب رئيسي للتنمية الاقتصادية مثمناً جهود هيئة الاتصالات في الأردن لعقد هذا الحدث. وأشار المهندس عبد الرحمن إلى ريادة دولة الإمارات في تطوير البنية التحتية للاتصالات منذ 25 عاماً، حيث وضعت استراتيجية شاملة لإنشاء مدينة متخصصة بالإنترنت والاستثمار في تقنيات المستقبل. كما أوضح: "حددنا في الإمارات ثلاث أولويات رئيسية على مستوى الدولة، وكان القطاع الرقمي في مقدمتها لما له من أهمية في دعم الاقتصاد والتخطيط المستقبلي وتمكننا من تحقيق مراتب متقدمة في مجالات مثل الجيل الخامس، الألياف الضوئية، الحوسبة السحابية، وبناء مراكز البيانات،

وأشار عمر بن عبدالله القتبي، نائب الرئيس لقطاع تنظيم الاتصالات في هيئة تنظيم الاتصالات بسلطنة عمان الى أن الاجتماع يمثل منصة حيوية للتواصل وتبادل التجارب بين الحكومات لمعالجة تحديات العصر الرقمي. واستعرض القتبي مبادرات عمان الرقمية، بما في ذلك البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي الذي يركز على تسريع الحكومة الذكية، وتعزيز المجتمع الرقمي، ورقمنة الأعمال.

بدوره، شدد المهندس محمد عبد الله النعيمي، مدير إدارة التكنولوجيا وأمن الشبكات، هيئة تنظيم الاتصالات، البحرين على أهمية تعزيز بنية الإنترنت وحوكمتها لتحقيق استدامة رقمية واقتصادية في المنطقة. وأشاد النعيمي بالتعاون الإقليمي بين الهيئات، مثنيًا على دور الأردن في استضافة الحدث وجهود هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الأردنية ومنظمة رايب ان سي سي.

وقال بيوتر سترزيفسكي، عضو المجلس التنفيذي لمنظمة رايب إن سي سي، في ختام الجلسة الافتتاحية أن التحول الرقمي الذي تشهده المنطقة العربية يوفر فرصًا هائلة إلى جانب تحديات كبيرة. في منظمة "رايب إن سي سي"، نلتزم بدعم هذا التحول من خلال تعزيز التعاون، ومشاركة الخبرات، وتقديم حلول عملية لضمان إنترنت آمن وشامل.

وساهم خبراء "رايب إن سي سي" في نقاشات اجتماع الطاولة المستديرة، حيث استهل الدكتور شفيق شيا والمهندس هشام ابراهيم مشاركتهم في الجلسة الاولى بمناقشة آفاق التعاون مع الحكومات، وعرض التحديات التي تطرقت إليها النسخة السابعة من اجتماع الطاولة المستديرة إلى جانب الخطوات المتخذة خلال العام استجابةً لهذه التحديات. كما تطرقوا الى الجهود التي تبذلها منظمة "رايب ان. سي. سي"، مشيرين إلى الدعم والجهود والمبدرات التي تقدّمها والتي تشمل توفير برامج دعم متخصصة لمختلف الدول، وقدّم المهندس جاد الشام، المدير الإقليمي للبرامج لدى منظمة "رايب إن سي سي"، أبرز البيانات والاتجاهات الإقليمية، بما في ذلك نشر بروتوكول عناوين الإنترنت (IPv6)، والبنية التحتية للمفتاح العام (RPKI)، وأمن التوجيه الشبكي، ونقاط تبادل الانترنت والاتصال البيني. كما سلط الضوء على التقدّم الذي أحرزته دول عربية عدّة منذ اجتماع الطاولة المستديرة السابق في نشر واستخدام بروتوكول عناوين الإنترنت (IPv6) وأمن التوجيه الشبكي.

وتناولت الجلسة الثانية أحدث المبادرات والتطورات في مجال حوكمة الإنترنت والسياسات العامة، حيث تم استعراض محطات بارزة مثل WSIS+20، GDC، ITU، NetMundial، The Summit of the Future، و IGF. وشهدت النقاشات تبادل قصص النجاح والجهود المبذولة عربياً، مع التركيز على التحديات التي تواجه الدول في الانخراط الفعّال بهذه المبادرات. وأبرز المشاركون الدور المحوري للتعاون العربي وأهمية صياغة سياسات استشرافية متكاملة لتعزيز بيئة رقمية آمنة ومستدامة. كما تخلل الجلسة حوار مفتوح لاستكشاف آليات جديدة للتعاون الإقليمي بين الحكومات وأصحاب المصلحة وفرص تعزيز مكانة الدول العربية على الساحة العالمية لحوكمة الانترنت.