عقاقير إنقاص الوزن .. سلاح ذو حدين!

الوقائع الإخبارية :  يسعى الكثيرون إلى التخلص من الوزن الزائد باستخدام عقاقير متخصصة، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن لهذه العقاقير تأثيرات قد تكون عكسية على المدى البعيد.

العقاقير وتأثيرها العكسي
أوضحت الأبحاث أن العديد ممن يعتمدون على الأدوية لفقدان الوزن غالبًا ما يستعيدون الوزن الذي فقدوه بعد التوقف عن تناولها، بل وربما يكتسبون وزنًا إضافيًا. تجربة أرتميس باياندور، مضيفة طيران تبلغ من العمر 41 عامًا من إلينوي، تسلط الضوء على هذا التحدي. فقد فقدت حوالي 6.8 كغ باستخدام عقار "أوزمبيك"، لكنها سرعان ما استعادت وزنها مع زيادة إضافية قدرها 7.26 كغ بعد التوقف عن استخدامه.

تفسير علمي للانتكاس
أكدت دراسة حديثة أن هذه الظاهرة ليست نتيجة لتغيرات في نمط الحياة فقط، بل ترتبط بعوامل بيولوجية. أظهر فريق بحث سويسري أن الخلايا الدهنية في الجسم تمتلك "ذاكرة" بيولوجية تدفع الجسم إلى العودة إلى حالته الأصلية حتى بعد فقدان الوزن.

من خلال تحليل الخلايا الدهنية لأشخاص يعانون من السمنة وآخرين يتمتعون بوزن صحي، توصل الباحثون إلى وجود تغييرات جينية دائمة لدى الأشخاص المصابين بالسمنة. تؤثر هذه التغيرات على طريقة استخدام الطاقة وتخزينها في الجسم، مما يقلل من نشاط عملية التمثيل الغذائي ويزيد من صعوبة الحفاظ على الوزن المفقود.

دور التغيرات الجينية
أوضح البروفيسور فرديناند فون ماين، من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، أن هناك آلية جزيئية تجعل الجسم يقاوم فقدان الوزن. وتؤثر هذه الآلية على الجينات، التي تعمل كتعليمات بيولوجية تُحدد وظائف الجسم. هذه الجينات قد تخضع لتغيرات كيميائية نتيجة عوامل بيئية، مثل النظام الغذائي في الطفولة، أو التعرض للتوتر والصدمات النفسية.

فعالية العقاقير بين الواقع والتحدي
رغم أن أدوية مثل "أوزمبيك" و"أوويغوفي" أثبتت فعاليتها في تعزيز فقدان الوزن من خلال محاكاة إشارات الشبع في الجسم، إلا أن الدراسات تشير إلى أن النتائج ليست دائمة. أبحاث أجرتها جامعة نورث وسترن أظهرت أن معظم المرضى الذين توقفوا عن استخدام هذه الأدوية استعادوا نحو ثلثي الوزن الذي فقدوه.

خلاصة
بينما تقدم عقاقير إنقاص الوزن أملًا للكثيرين، إلا أن الحفاظ على النتائج يتطلب تغييرات شاملة في نمط الحياة، مع فهم أعمق للعوامل البيولوجية التي تعيق استدامة فقدان الوزن.