هل تم ترك الفلسطينيين وحدهم؟
توقفت الحرب في لبنان، بعد مواجهات استمرت لأسابيع، ليأتي السؤال حول الذي سيجري خلال الفترة المقبلة، وإذا ما كنا أمام وقف حرب في غزة أيضا، وهل ستكون المنطقة أمام حرب جديدة، خصوصا، على صعيد جبهة إيران التي يهددها رئيس الوزراء الإسرائيلي.
لا بد أن يقال أولا إن وقف الحرب في لبنان له أسبابه، التي من بينها أن إسرائيل أوقعت خسائر كبيرة داخل لبنان، مثلما أن اللبنانيين تسببوا بخسائر غير متوقعة في شمال فلسطين المحتلة، وهي خسائر لا يمكن احتمالها إسرائيليا، على صعيد الأمن والاستقرار وأضرار المستوطنات، ومقتل الإسرائيليين، إضافة إلى دخول فصل الشتاء بما يعنيه من مشاكل لوجستية للجيش الإسرائيلي، ووجود ضغط اقليمي ودولي لوقف الحرب، باعتبار ان إسرائيل حققت اهدافها داخل لبنان، ومع هذا الرغبة بفصل المسارين الفلسطيني واللبناني عن بعضهما، بهدف عزل غزة وحيدة دون مساندة لبنانية، بما يعني انتهاء معركة الإسناد التي خاضها لبنان.
لكن التحليل الأعمق يتحدث عن أمر آخر هنا، لأن جبهة لبنان مرتبطة فعليا بإيران وليس غزة فقط، وهذا يعني أن احتمال نشوب الحرب في لبنان مجددا، يبقى واردا، خصوصا، مع تهديدات إسرائيل بتوسعة الحرب نحو العراق وإيران، وهذا يعني اننا امام هدنة هشة قابلة للسقوط في اي لحظة، حتى لا نتورط في السردية الإسرائيلية التي تروج لفصل المسارين الفلسطيني واللبناني.
كل القوى اللبنانية المناوئة لحزب الله، والقوى الإقليمية والدولية سوف تستغل هذه الهدنة من اجل تحجيم حزب الله، فيما القوى الاقليمية والدولية تراها فرصة لتحجيم جماعات تابعة لإيران في سورية والعراق واليمن ايضا، وحسابات الداخل اللبناني المعقدة تعتبر أن هذه فرصة فريدة من نوعها، لإعادة تموضع الدولة اللبنانية، وهو أمر مشكوك فيه، خصوصا، ان خسائر حزب الله وان كبرت، لكنها لم تنه الحزب تماما لا سياسيا ولا عسكريا بشكل كامل.
بالمقابل فإن غزة تبدو وحيدة، وكأنه تم ترك الفلسطينيين لوحدهم فرادى، لكن الواقع مختلف تماما عن هذا الاستنتاج، لان الوضع في غزة بات مختلفا حتى خلال معركة الإسناد من لبنان، لان التغييرات الميدانية التي يقوم بها الاحتلال شطرت غزة الى نصفين، وهي تغييرات لم تتوقف، فيما تم شطب كل بنى الحياة الانسانية والصحية والتعليمية والاقتصادية.
هذا يعني ان هياكل حماس القائمة، تدور حول قدرات عسكرية ما تزال متبقية، وسطوة إدارية داخل القطاع، وهذا وضع يقول إن ما جرى في القطاع من ناحية سلبية لم تخفف من حدته معركة الاسناد من لبنان، بل تواصل التراجع في القطاع بشكل يومي، بما يجعل الكلام اليوم عن احتمال وقف النار في غزة، واسترداد الأسرى، مجرد هدف سياسي لواشنطن، لن يلغي بقية المخطط الإسرائيلي، حتى لو توقفت الحرب في قطاع غزة، وما يمكن قوله هنا بكل صراحة إن الفلسطينيين في غزة كانوا اصلا متروكين وحدهم خلال اكثر من عام، وتوقف الحرب في لبنان، سيؤدي الى البدء في تنفيذ مستهدفات اليوم التالي في الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
هذه جبهات تعرضت الى حرق إسرائيلي في فلسطين ولبنان، ولان منطق القوة هو الغالب، فإن إسرائيل تعتبر أنها نجحت في تقطيع اذرع إيران في غزة ولبنان، وستتفرغ الآن لإيران، لكن قبل ان تصل الى إيران لا بد ان تمر بثلاث جبهات هي سورية، العراق، واليمن، وسيناريو الاستفراد هو الاخطر هنا، حيث ان إسرائيل استفردت سابقا بغزة ولبنان، ولم يوقفها أحد عن أفعالها.
بالمقابل فإن المعسكر المقابل الذي تكمن قيادته في طهران تعيد تقييم الموقف هنا، ولن تقبل مواصلة تقطيع أطرافها حتى يتم الوصول اليها، بما يعني ان جبهات العراق، سورية، اليمن، ما تزال جبهات حماية لإيران، وفي ظل إدارة أميركية جديدة، ستكون طهران أمام خيارين إما تجنب الحرب كليا، عبر تسوية سلمية، أو إعادة إشعال المنطقة لإبعاد النار عنها، من خلال جبهات بديلة، وهذا أمر بحاجة الى وقت حتى يتم اختباره، خلال الشهور المقبلة.
القصة ليست قصة من فاز على الآخر، أو من تعرض الى هزيمة، فما زلنا في بداية مشهد اقليمي مفتوح على مفاجآت، ونهايات غير محسومة، وقد تلد هذه الحرب حربا أكبر.
لكن التحليل الأعمق يتحدث عن أمر آخر هنا، لأن جبهة لبنان مرتبطة فعليا بإيران وليس غزة فقط، وهذا يعني أن احتمال نشوب الحرب في لبنان مجددا، يبقى واردا، خصوصا، مع تهديدات إسرائيل بتوسعة الحرب نحو العراق وإيران، وهذا يعني اننا امام هدنة هشة قابلة للسقوط في اي لحظة، حتى لا نتورط في السردية الإسرائيلية التي تروج لفصل المسارين الفلسطيني واللبناني.
كل القوى اللبنانية المناوئة لحزب الله، والقوى الإقليمية والدولية سوف تستغل هذه الهدنة من اجل تحجيم حزب الله، فيما القوى الاقليمية والدولية تراها فرصة لتحجيم جماعات تابعة لإيران في سورية والعراق واليمن ايضا، وحسابات الداخل اللبناني المعقدة تعتبر أن هذه فرصة فريدة من نوعها، لإعادة تموضع الدولة اللبنانية، وهو أمر مشكوك فيه، خصوصا، ان خسائر حزب الله وان كبرت، لكنها لم تنه الحزب تماما لا سياسيا ولا عسكريا بشكل كامل.
بالمقابل فإن غزة تبدو وحيدة، وكأنه تم ترك الفلسطينيين لوحدهم فرادى، لكن الواقع مختلف تماما عن هذا الاستنتاج، لان الوضع في غزة بات مختلفا حتى خلال معركة الإسناد من لبنان، لان التغييرات الميدانية التي يقوم بها الاحتلال شطرت غزة الى نصفين، وهي تغييرات لم تتوقف، فيما تم شطب كل بنى الحياة الانسانية والصحية والتعليمية والاقتصادية.
هذا يعني ان هياكل حماس القائمة، تدور حول قدرات عسكرية ما تزال متبقية، وسطوة إدارية داخل القطاع، وهذا وضع يقول إن ما جرى في القطاع من ناحية سلبية لم تخفف من حدته معركة الاسناد من لبنان، بل تواصل التراجع في القطاع بشكل يومي، بما يجعل الكلام اليوم عن احتمال وقف النار في غزة، واسترداد الأسرى، مجرد هدف سياسي لواشنطن، لن يلغي بقية المخطط الإسرائيلي، حتى لو توقفت الحرب في قطاع غزة، وما يمكن قوله هنا بكل صراحة إن الفلسطينيين في غزة كانوا اصلا متروكين وحدهم خلال اكثر من عام، وتوقف الحرب في لبنان، سيؤدي الى البدء في تنفيذ مستهدفات اليوم التالي في الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
هذه جبهات تعرضت الى حرق إسرائيلي في فلسطين ولبنان، ولان منطق القوة هو الغالب، فإن إسرائيل تعتبر أنها نجحت في تقطيع اذرع إيران في غزة ولبنان، وستتفرغ الآن لإيران، لكن قبل ان تصل الى إيران لا بد ان تمر بثلاث جبهات هي سورية، العراق، واليمن، وسيناريو الاستفراد هو الاخطر هنا، حيث ان إسرائيل استفردت سابقا بغزة ولبنان، ولم يوقفها أحد عن أفعالها.
بالمقابل فإن المعسكر المقابل الذي تكمن قيادته في طهران تعيد تقييم الموقف هنا، ولن تقبل مواصلة تقطيع أطرافها حتى يتم الوصول اليها، بما يعني ان جبهات العراق، سورية، اليمن، ما تزال جبهات حماية لإيران، وفي ظل إدارة أميركية جديدة، ستكون طهران أمام خيارين إما تجنب الحرب كليا، عبر تسوية سلمية، أو إعادة إشعال المنطقة لإبعاد النار عنها، من خلال جبهات بديلة، وهذا أمر بحاجة الى وقت حتى يتم اختباره، خلال الشهور المقبلة.
القصة ليست قصة من فاز على الآخر، أو من تعرض الى هزيمة، فما زلنا في بداية مشهد اقليمي مفتوح على مفاجآت، ونهايات غير محسومة، وقد تلد هذه الحرب حربا أكبر.