منتدون يناقشون التعددية وميثاق الأمم المتحدة

الوقائع الإخبارية: نظمت الأمم المتحدة في الأردن، بالتعاون مع معهد السياسة والمجتمع والجامعة الأردنية، اليوم الخميس، منتدى بعنوان: "التعددية وميثاق الأمم المتحدة: تعزيز التعاون الدولي لخدمة الإنسانية".

وشارك في المنتدى، الذي عقد بمناسبة الذكرى 79 لتأسيس الأمم المتحدة، قادة وخبراء وأصحاب مصلحة لمناقشة دور التعددية في مواجهة التحديات العالمية.

وركزت الجلسات الحوارية على تعزيز مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتعاون الدولي، ودفع عجلة التنمية المستدامة في سياق عالمي متسارع التغيير. كما سلط المنتدى الضوء على دور الأردن في الدبلوماسية وبناء السلام والتعاون الإقليمي، مشيدًا بدور المملكة الريادي في مواجهة تحديات مثل تغير المناخ والأزمات الإنسانية والتحديات المتعلقة بالتنمية المستدامة.

وقال أمين عام وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير ماجد القطارنة، في كلمة له، إن الأردن ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة والأزمة الإنسانية الناجمة عنها، كان من أوائل الدول التي جمعت في تشرين الثاني 2023، وكالات الإغاثة الدولية لتنسيق الجهود وقيادة استجابة دولية حقيقية للوضع الكارثي في القطاع.

وأضاف، إن الأردن استضاف مؤتمرًا بعنوان: "الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة"، والذي جمع 132 دولة ووكالات ومؤسسات دولية، ما يبرز مرة أخرى التزام الأردن بالدبلوماسية متعددة الأطراف واستخدامها بشكل مدروس.

من جانبها، أكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، شيري ريتسيما أندرسون، على الدور الأساسي للتعددية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة كانت، منذ ما يقارب من 80 عامًا، منارة أمل تجمع الدول لحماية حقوق الإنسان، وتعزيز السلام، ومواجهة عدم المساواة.
وقالت، إن الأردن يعتبر شهادة حية على قوة ودور التعددية، فهو مثال يُحتذى في تبني الحوار بدلاً من النزاع، وفي تقديم الحماية والمساعدات الإنسانية بسخاء.

وأضافت: "ومع ذلك، ووسط التحديات الكبيرة، بدأ البعض يفقدون الثقة في العمل متعدد الأطراف، وفي الأمم المتحدة نفسها، إلا أن تحقيق أهداف الأمم المتحدة يعتمد على التزام الدول الأعضاء واستمرار مشاركتها الفعالة، إلى جانب دور المجتمع المدني والأفراد".

من جهته، أشار عميد كلية الأمير الحسين للدراسات الدولية الدكتور حسن المومني، إلى ضرورة الدعوة إلى التعاون الدولي الواقعي والمسؤول، مع التركيز على إصلاح الهياكل العالمية والأممية وتجاوز التحديات من خلال التفكير النقدي والمقاربات الشمولية، مؤكدًا أن الأردن لاعب عقلاني ومؤثر في السياسات الخارجية، ويسهم باستمرار في الاستقرار الإقليمي والدولي.

بدورها، أكدت المشاركة الدكتورة رشا فتيان، دور الأمم المتحدة في العمل على تقديم نموذج للتعاون متعدد الأطراف لمعالجة تحديات تتجاوز الحدود، من تغير المناخ إلى النزاعات المسلحة.

وأشارت إلى أن المنظمة تواجه تحديات متزايدة، لا سيما في ظل تصاعد النزعات الأحادية وتراجع الالتزام الدولي بالقانون الإنساني وحقوق الإنسان، الذي لم يكن يومًا ترفًا، بل أساس السلام والعدالة في العالم.

وتضمن المنتدى جلستين رئيستين، تناولت الأولى، وحملت عنوان: "ميثاق الأمم المتحدة والتعددية في القرن الحادي والعشرين"، أهمية ميثاق الأمم المتحدة في مواجهة التحديات الحالية، مثل الصراعات وعدم المساواة، حيث ناقش المتحدثون، من بينهم مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة السير تشارلز بيتر، ونائب الرئيس للدراسات في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، الدكتور مروان المعشر، استراتيجيات تعزيز التعددية العالمية والإقليمية، مع التركيز على ريادة الأردن في تعزيز بناء السلام.

واستعرضت الجلسة الثانية، التي حملت عنوان: "التعددية قيد التطبيق: أمثلة حية على جهود الأمم المتحدة السياسية والإنسانية والتنموية في المنطقة"، الواقع العملي لدور الأمم المتحدة في تعزيز الأهداف المشتركة للإنسانية من خلال عملها في الشرق الأوسط، مع التركيز على غزة واليمن.

وناقش المتحدثون، وعلى رأسهم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ونائب منسق الشؤون الإنسانية ومدير شؤون "الأونروا" في غزة، سكوت أندرسون، الدور الحيوي للتعاون متعدد الأطراف في تعزيز السلام وتقديم الإغاثة للمجتمعات الأكثر ضعفًا في المنطقة.