شهادات جديدة "صادمة" عن سلوك قائد لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي في الحرب

الوقائع الاخبارية : نشرت قناة "I24NEWS" العبرية شهادات جديدة "صادمة" عن سلوك قائد لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي الجنرال عامي بيتون، في الأيام الأولى للقتال في غزة.

وكشف المراسل العسكري لقناة "I24"، شهادات جديدة حول سلوك قائد كتيبة المظليين عامي بيتون، في الأيام الأولى وأثناء القتال في غزة، حيث تظهر ادعاءات القادة "سلوكا غير لائق من جانب الجنرال"، فيما تمت كتابة الشهادات واحدة تلو الأخرى من قبل الضباط الذين شعروا بالالتزام الأخلاقي بإبلاغ الضابط الذي كان يقود بيتون آنذاك، اللواء دان غولدفوس.

وأشارت القناة إلى أن "العقيد بيتون ضابط ممتاز، وفي الماضي، قدم له قائد فصيل في الكتيبة 101، شغل سابقا منصب قائد لواء المظليين، هو أفيف كوخافي، وسام امتياز رئيس هيئة الأركان، والعلاقة بين الاثنين استمرت لسنوات عديدة، وكوخافي اختار الجنرال بيتون لتأسيس الوحدة المتعددة الأبعاد".

وتقدم بيتون وتولى عددا من المناصب الرئيسية: قائد سرية مقاتلين في الانتفاضة الثانية، قائد المظليين وقائد الفرقة الشمالية في غزة، لكن 15 ضابطا عملوا معه بشكل وثيق، تقاعدوا في غضون ست سنوات بعد شكاوى حول سلوكه:

"أشعر بواجب أخلاقي لإبلاغكم عن سلوك الجنرال في الحرب، من وجهة نظري، هذا غير مناسب لأي شخص، ولا سيما لقائد كبير في جيش الدفاع الإسرائيلي"، هذا ما كتبه ضابط في الاحتياط، خدمت كتيبته تحت قيادة بيتون للجنرال غولدفوس، عندما كان قائدا للفرقة 98، وهي فرقة "كوماندوز" مظلية.

وأضاف: "إن سلوك قائد لواء المظليين الذي رأيته كان متطرفا للأسوأ ومخالفا للقيم القيادية والإنسانية، وأهمها الكرامة الإنسانية والقدوة الشخصية. وكان قائد لواء المظليين يتحدث مع الذين يتبعون له بطريقة غير محترمة ومهينة وجارحة".

ووفق "I24"، فإن غرفة القيادة الأمامية المقربة من بيتون تشهد أن "أغلبية التعليقات الجارحة كانت موجهة إلى قادة اللواء والضباط في غرفة القيادة الأمامية التابعة للجنرال، والأشخاص الأقرب إليه"، كما "تصف بعض الشهادات موقفا إشكاليا تجاه مقاتلي الكتيبة الذين خاضوا معارك ضارية في قطاع غزة".

ووصف أحد الضباط المكان الذي يدار منه القتال" "لقد أصبح مقر العميد بيتا للمتعة والدلال"، وشهد العديد أنه بينما كان الجنود يتناولون حصص طعام القتال في الميدان، "كان الجنرال بيتون يستمتع بالطعام اللذيذ، الذي جاء إليه خصيصا في ساحة المعركة، وهذا ليس لمرة واحدة، بل تقريبا بصورة شبه يومية".

وجاء في إحدى الشهادات: "جزء من الحياة الجيدة في مقر الجنرال كان توصيل الطعام والطعام المطبوخ الذي لم يعتبر حدثا خاصا، بل أصبح مسألة روتينية، خاصة في خان يونس، وصل الأمر إلى حد نائب قائد الكتيبة الخاص بي".

وسأل ضابط لوجستيات لوائية مباشرة، عندما رأى توصيلة أخرى تصل من إسرائيل، ما إذا كانوا لا يخجلون من تناول الطعام عندما يأكل الجنود حصص طعام المعركة"، مضيفا: "لقد نشأت مع قادة كانوا آخر من يأكل بعد الجنود، وهنا، كل يوم، يحضرون للعميد شاورما وأشياء خاصة يطلبها لخزانة الحلوى".

وتمت الإشارة إلى أن كل ذلك حدث "بينما المظليون يتواجدون في عمق قطاع غزة ولا يعودون إلى منازلهم لينعشوا أنفسهم من القتال على مدار أكثر من شهرين ونصف، منذ يوم إرسالهم الى الجبهة الجنوبية في 7 أكتوبر، حيث اشتكى العديد من الآباء من أنهم لم يتواصلوا مع أبنائهم لفترة طويلة".

وسبب الإقامة الطويلة، بحسب الضباط، هو المعارضة العنيدة للجنرال عامي بيتون رغم محاولات الإقناع التي قام بها عدد من كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي.

وأوضح أحدهم قائلا: "في النهاية، لم يقتنع عامي إلا عندما أدرك أن ذلك أضر بصورته"، إذ تم استدعاء لواء المظليين، وأداروا معارك قوية، حيث قُتل وأصيب عناصر من اللواء، وفقد اللواء 17 مقاتلا في ذلك اليوم.

وكان مقر اللواء يقع في سديروت، فيما وُصفت الساعات الأولى من القتال، كما كتب ضابط كبير في غرفة القيادة الأمامية كان هناك: "استدعينا بسرعة إلى سديروت، طوال اليوم تجنبنا المخاطرة بطريقة متطرفة. يسعى القادة من حولنا إلى المواجهة، ونحن دائما في الخلف. وفي كل مرة كنت أتجرأ على التقدم للأمام، كان يتم الرد علي بالصراخ. وكانت النهاية عند حاجز إيرز عندما كان هناك خمسة محاصرين في الداخل محاطين بحشد من الناس، وتسمع صوت الإرهابيين على الباب والعقيد يفعل كل شيء للمماطلة بالوقت".

وكتب إلى الجنرال غولدفوس: "كل هذا بينما يدفع القادة في كل مكان من أجل القتال بقوة. ليس لدي طريقة لشرح ذلك، هذا بالإضافة الى الجبن وانعدام المواجهة.. طوال أشهر الحرب الخمسة، كنا باستمرار نحافظ على الموقع في أبعد مكان ممكن بالخلفية، وكان كل انتقال بسيط وسهل يقوم به بسخط شديد وعدم ضبط نفس".

ووفق الادعاءات، فإن قائد لواء المظليين لم يقم بمواجهة، حيث أنه بعد بضعة أسابيع من القتال، قاد المظليون الهجوم على مستشفى القدس، وجاء في شهادة أحد الضباط: "لقد أدرنا القتال على مدار 24 ساعة في اليوم، 18 منها وهو (الجنرال بيتون) مقفل على نفسه في غرفة أو نائم على الواتساب مع ضباط العمليات ومناقشات التنسيب".

وشهد أحدهم: "بدء التحرك للهجوم ليلا على مستشفى القدس، وهو أمر غير معتاد نسبيا لأننا كنا نعمل في الغالب خلال النهار.. العميد يتشاور مع صديق آخر مواز له في الرتب كان معنا، حول مكان قيادة الحدث ونصحه بالخروج من المقر وقيادة الهجوم من نقطة مؤثرة وآمنة قريبة من الهدف، فيما أجاب عامي واستهزأ أنه لا يوجد سبب للمخاطرة وبقي في الخط الخلفي للواء".

وبحسب الشهادات، بعد خمس دقائق تم دهس أحد الجنود وأبلغ قائد الكتيبة عن مقتله، بالإضافة إلى ما جاء في شهادة أخرى: "أحد أصدقاء قائد اللواء يهزه ليستيقظ ويقول له دعنا نخرج إلى الميدان ونصل إلى قائد الكتيبة، يأخذ بطانية وينام ويجيب بازدراء. بالنسبة له، الجنود هباء.. لا شيء أكثر من ذلك ".