هل يمكن للشاي الأخضر أن يساهم في حماية صحة قلبك؟
الوقائع الاخبارية:أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة تشونغتشينغ الطبية في الصين أن بعض المركبات الموجودة في الشاي الأخضر قد تساهم في الوقاية من الاضطرابات القلبية والأوعية الدموية الشائعة بين كبار السن. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "الجينات والأمراض” في 12 ديسمبر 2024، وأكدت أن المركبات الموجودة في الشاي الأخضر قد تلعب دوراً مهماً في تحسين صحة القلب لدى هذه الفئة العمرية.
مفهوم الخلل الوظيفي الانبساطي في القلب
يُعد الخلل الوظيفي الانبساطي أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى أمراض القلب بين كبار السن. يتسبب هذا الخلل في عدم قدرة حجرات القلب السفلية، أو "البطينين”، على الاسترخاء بشكل مناسب بين النبضات، مما يؤدي إلى تصلبها وفقدان قدرتها على امتصاص الدم بشكل فعال. مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى ما يُعرف بقصور القلب الانبساطي، وهو حالة تتسم بعدم قدرة البطينين على الامتلاء بالدم بشكل كافٍ، مما يؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم إلى باقي أنحاء الجسم.
العلاقة بين الشيخوخة وأمراض القلب
تُعتبر الشيخوخة أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يعاني العديد من كبار السن من الخلل الوظيفي الانبساطي، مما يزيد من احتمالية تطور قصور القلب. وعلى الرغم من تقدم العلاجات الطبية في هذا المجال، إلا أن الاستراتيجيات الوقائية لم تحقق بعد النتائج المرجوة في الوقاية من هذا النوع من الأمراض.
دور الشاي الأخضر في العلاج المستقبلي
توصلت دراسات سابقة إلى أن مركبات الكاتيكين، التي توجد في الشاي الأخضر، قد تكون فعالة في تحسين الاضطرابات القلبية المرتبطة بالشيخوخة. الكاتيكينات هي مركبات طبيعية تعمل كمضادات للأكسدة، وهي موجودة أيضاً في التوت والكاكاو. ورغم أن الأبحاث على الحيوانات والمرضى أظهرت تأثيرات إيجابية للكاتيكينات في تقليل تأثيرات الشيخوخة على القلب، إلا أن السؤال ما زال مطروحاً حول ما إذا كان تناول "إبيغالوكيتشين غالات”، وهو أحد المكونات الحيوية الرئيسية في الشاي الأخضر، على المدى الطويل قد يساعد في الوقاية أو تقليل تطور الخلل الانبساطي للقلب.
نتائج الدراسة الجديدة
في الدراسة الأخيرة، قام الباحثون بتغذية فئران مريضة بالقلب جرعات متفاوتة من إبيغالوكيتشين غالات الممزوجة بمياه الشرب على مدى 6 أشهر. وأظهرت النتائج أن الجرعات التي تتراوح بين 100 و200 مليغرام يومياً قد نجحت في منع الخلل الوظيفي الانبساطي للقلب المرتبط بالشيخوخة، كما ساعدت في تحسين القدرة على ممارسة الرياضة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة انخفاضاً في موت الخلايا العضلية القلبية، وكذلك تحسن في صحة الميتوكوندريا، التي تعد ضرورية للحفاظ على صحة القلب.
التطبيقات المستقبلية
مع أن نتائج هذه الدراسة مثيرة، إلا أن الباحثين يؤكدون أن الشاي الأخضر ليس بديلاً للعلاج الطبي القائم حالياً. لا يعني هذا أن شرب كميات كبيرة من الشاي الأخضر سيعالج أمراض القلب، بل يشير إلى أنه قد يكون جزءاً من العلاج المستقبلي في الوقاية من بعض أمراض القلب. علاوة على ذلك، تختلف كمية الكاتيكين في الشاي الأخضر حسب العلامة التجارية، حيث تتراوح كميات إبيغالوكيتشين غالات في كوب الشاي بين 20 إلى 50 مليغراماً.
نصيحة مهمة
إذا كنت تعاني من أمراض القلب وترغب في معرفة ما إذا كان الشاي الأخضر قد يكون مفيداً لك، يُنصح بالتشاور مع طبيبك أولاً قبل تناول كميات كبيرة من الشاي الأخضر أو أي مكملات تحتوي على مركبات الكاتيكين.
تفتح هذه الدراسة باباً جديداً في البحث حول الوقاية والعلاج من أمراض القلب، وتعد مركبات الشاي الأخضر وخاصة الكاتيكين جزءاً مهماً في المستقبل المحتمل للعلاج. ومع أن النتائج الأولية واعدة، فإن الحاجة إلى المزيد من الدراسات ضرورية لضمان فعالية هذا العلاج بشكل كامل.