الوقائع الاخبارية:إنّ النظام الغذائي الصحي يلعب دوراً محورياً في التأثير على صحتنا العامة، بما في ذلك التأثير على طريقة عمل الجينات وحمايتنا من الأمراض. الألياف، التي تشكّل جزءاً أساسياً من هذا النظام، تُعتبر عنصراً غذائياً أساسياً يعزز الصحة. ومع ذلك، فإنّ أغلب الأشخاص لا يتناولون الكميات الموصى بها يومياً من الألياف.

الفاصولياء: غذاء غني بالألياف ومتاح للجميع

تُعدّ الفاصولياء واحدة من أفضل المصادر الغنية بالألياف، فضلاً عن كونها متوفرة على نطاق واسع وبأسعار معقولة. العديد من الدراسات الحديثة سلّطت الضوء على أهميتها كجزء من النظام الغذائي، وفيما يلي نعرض ثلاثاً من أبرز هذه الدراسات التي تناولت فوائدها.

1. الحماية من البكتيريا الضارة

أثبت باحثون من جامعة كامبريدج أنّ تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفاصولياء والخضراوات والحبوب الكاملة، يعزز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء ويقلّل من تكاثر البكتيريا الضارة.

تشير نتائج الدراسة، المنشورة في دورية نيتشر ميكروبيولوجي، إلى أنّ تحسين بيئة الأمعاء من خلال النظام الغذائي يمكن أن يقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض.

الدكتور ألكسندر ألميدا، المؤلف الرئيسي للدراسة، أوضح:

"تناول الألياف يمنح بكتيريا الأمعاء المواد الخام لإنتاج مركبات تحمي الجسم من البكتيريا المسببة للأمراض”.

وأضاف أنّ مقاومة المضادات الحيوية تتطلب منا التركيز على الوقاية من العدوى من خلال تعزيز البيئة الصحية للأمعاء.

2. بديل غذائي اقتصادي وصحي للحوم والألبان

وجد فريق بحثي مشترك من جامعتي لندن وأكسفورد أنّ الفاصولياء والبازلاء تُعتبران من أفضل بدائل اللحوم والألبان من حيث القيمة الغذائية والتكلفة الاقتصادية.

الدراسة، المنشورة في دورية بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس، أشارت إلى تفوق البقوليات، مثل الفاصولياء والبازلاء، على المنتجات النباتية المصنّعة مثل البرغر النباتي والألبان البديلة.

الدكتور ماركو سبرينغمان، قائد الدراسة، قال:

"البقوليات غير المعالَجة أثبتت جدارتها على جميع المستويات، بما في ذلك الصحة، البيئة، والتكلفة”.

3. الوقاية من السرطان من خلال تعديل الجينات

على الرغم من أنّ النظام الغذائي وحده لا يضمن الوقاية الكاملة من السرطان، فإنّ الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفاصولياء، تساهم في تقليل خطر الإصابة به.

دراسة نُشرت في دورية نيتشر ميتابوليزم كشفت أنّ منتجات ثانوية لهضم الألياف تؤثر على التعبير الجيني بطرق تُقلّل من تكاثر الخلايا غير الطبيعي، وتدعم التحكم في عمليات موت الخلايا المبرمج.

الدكتور مايكل سنايدر من جامعة ستانفورد، علّق قائلاً:

"وجدنا رابطاً مباشراً بين تناول الألياف وتعديل وظيفة الجينات التي تسهم في الوقاية من السرطان”.

تناول الألياف ليس مجرد خيار صحي، بل هو ضرورة لحماية الجسم من الأمراض وتعزيز الصحة العامة. والفاصولياء، كبطل غذائي غني بالألياف، تقدم خياراً مثالياً للجميع، بفضل فوائدها المتعددة وسهولة الحصول عليها.

لذا، من المهم إدراج هذا الغذاء البسيط والغني في نظامنا الغذائي اليومي لتحسين صحتنا ومستقبلنا الصحي.