ما أهمية تشخيص هذا "القاتل الصامت"؟

الوقائع الاخبارية : بدأ العام الجديد وحان الوقت بالنسبة إلى العديد من الأشخاص لاتخاذ قرارات تتعلق بصحتهم. ويجب أن يتمحور أحد القرارات حول معرفة ما إذا كنت تعاني من أي حالات طبية مزمنة، ومعالجتها قبل ظهور الأعراض.

لكن غالبا ما ينسى الأشخاص إجراء الفحوصات لاكتشاف حالات أخرى مثل، ارتفاع ضغط الدم والسكري لفترة طويلة من دون تلقي العلاج المناسب، وفق ما نشر على موقع "سي ان ان. عربية".

ما مدى شيوع الحالات المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري؟ وكيف يشخصها الأطباء؟ وما سبب أهمية رصد هذه الحالات وبدء العلاج، حتى في حال عدم وجود أي أعراض؟

تجيب عن هذه الأسئلة الدكتورة لينا وين، وهي خبيرة طبية لدى سي ان ان، وطبيبة طوارئ، وتبين أن الحالات المزمنة شائعة جدا ففي الولايات المتحدة، يعاني حوالي نصف عدد البالغين الأميركيين من ارتفاع ضغط الدم.

يعد السكري وارتفاع ضغط الدم من العوامل الرئيسية المساهمة في أمراض القلب والسكتة الدماغية، ويندرج كلاهما ضمن فئة أمراض القلب والأوعية الدموية، أي القاتل رقم 1 بين الأميركيين، وفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).

غالبًا ما يشار إلى ارتفاع ضغط الدم باسم "القاتل الصامت"، لأنه يستطيع التسبب بأضرار دائمة وجسيمة قبل أن يعاني الفرد من أي أعراض.

ويؤثر ارتفاع ضغط الدم على أعضاء متعددة في الجسم. ولا يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يزيد من مستوى إجهاد القلب، وأن يضر بالشرايين فحسب، بل يمكنه التسبب بالسكتات الدماغية، وأمراض الكلى، وزيادة خطر الإصابة بالخرف أيضا. ويفرض مرض السكري عبئا طويل الأمد ومشابها على الجسم. وبحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، يعد مرض السكري السبب الأول لفشل الكلى والعمى لدى البالغين، وأحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأميركيين.

ووفق الدكتورة لينا وين، يعد ارتفاع ضغط الدم والسكري من الحالات المزمنة التي أجريت الأبحاث عنها بشكل جيد، التي تتوفر لها العديد من العلاجات الفعالة.

بالنسبة لارتفاع ضغط الدم، هناك فئات من الأدوية التي تستخدم آليات مختلفة لخفض ضغط الدم.

على سبيل المثال، تعمل بعض الأدوية على تقليل عبء عمل القلب، بينما تساعد أدوية أخرى في تخليص الجسم من الصوديوم الزائد والماء، وهناك أدوية أخرى توسع الأوعية الدموية.

ويستجيب بعض الأشخاص بشكل أفضل لنوع واحد من الأدوية، بينما قد يحتاج آخرون إلى أكثر من نوع واحد للسيطرة على ضغط الدم بشكل أفضل.

بالنسبة لمرض السكري، يعتمد العلاج على نوع مرض السكري، حيث يوجد نوعان رئيسيان.

ويفتقر الأشخاص الذين لديهم إصابة بداء السكري من النوع الأول إلى الإنسولين، وهو هرمون يساعد الجسم على إدارة مستويات الجلوكوز، والمعروفة أيضا بمستويات السكر في الدم. ويجب على هؤلاء تلقي الإنسولين يوميا.

ويمكن للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الأكثر شيوعا، والمتمثل بوجود مشكلة في طريقة استخدام الجسم للإنسولين، أن يبدأوا بتناول الأدوية عن طريق الفم.

بالنسبة للأشخاص الذين شخصوا بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فمن المهم اللجوء إلى تغيير نمط الحياة أيضا، ومعالجة الحالات ذات الصلة.

وتعتبر تغييرات نمط الحياة التي يجب على المصابين بهذه الأمراض الالتزام بها من أفضل التدابير الوقائية للأشخاص الذين يودون منع هذين المرضين من التطور.

- أولا: يجب أن تحافظ على وزن صحي. وقد يرغب الأشخاص الذين يجدون صعوبة في القيام بذلك من خلال الحميات الغذائية وممارسة الرياضة، بالاستفسار من مقدمي الرعاية الصحية عن الأدوية التي يمكن أن تعالج السمنة.

- ثانيا: اجعل هدفك ممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني متوسط الشدة في الأسبوع. ويجب على أولئك الذين لا يستطيعون الاستمرار لـ150 دقيقة العمل على زيادة المدة والشدة، مع التذكر أن القليل أفضل من لا شيء.

- ثالثا: قلل من استهلاكك للأطعمة غير الصحية مثل الدهون المشبعة، الأطعمة المعالجة بشدة والمشروبات السكرية.

وقد يكون من الصعب التوقف عن تناول هذه الأطعمة تماما، ولكن حاول تناول الأطعمة الكاملة مثل الخضراوات، والفاكهة، الحبوب الكاملة والبقوليات باستمرار.