مع دخول ترامب البيت الأبيض.. هل يصمد وقف إطلاق النار في غزة؟

 الوقائع الإخبارية  : ذكرت صحيفة "South China Morning Post" الصينية أنه "بعد حوالي 15 شهرًا على هجوم حماس، قد يتوقف مستقبل السكان الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة على تصميم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الإشراف على تطبيع العلاقات بين الدولة ذات الأغلبية اليهودية والعالم العربي. ويقول المحللون إن هذا أمر بعيد المنال، ليس أقلها لأن ترامب سيضطر إلى ممارسة ضغوط شديدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير الراغب في إنهاء الحرب في غزة، في حين قال الرئيس الأميركي يوم الاثنين إنه "غير واثق" من أن اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل والذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني سيحظى بدعم إسرائيل وحماس. ومع ذلك، قال ترامب للصحفيين في نفس المؤتمر الصحفي إنه يتوقع أن تقيم إسرائيل والمملكة العربية السعودية علاقات دبلوماسية رسمية "قريبًا"، إن لم يكن بحلول نهاية هذا العام".

وبحسب الصحيفة، "في مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الأربعاء، أقر مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالتحديات المتمثلة في التفاوض على إنهاء الصراع بين إسرائيل وغزة خلال المرحلة الثانية المتوقعة من وقف إطلاق النار والتي تستمر 42 يومًا،لكنه أعرب عن تفاؤله بأن الهدنة ستعزز فرص تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية مثل قطر، التي لعبت دورًا رئيسيًا في الوساطة في الصراع. كما صدم العديد من المراقبين باقتراحه أن واشنطن قد تتعامل لأول مرة بشكل مباشر مع حماس كخطوة نحو تحقيق هدف ترامب الأوسع في الشرق الأوسط. وقال ويتكوف "أعتقد أنه يمكن إشراك الجميع في هذه المنطقة. أعتقد ذلك حقًا. أعتقد أن هناك شعورًا جديدًا بالقيادة ".

وتابعت الصحيفة، "في رده على أسئلة وجهها إليه أعضاء الكنيست الإسرائيلي يوم الأربعاء، قال وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمرإن إدارة نتنياهو لم تتعهد للولايات المتحدة بالسماح بإنشاء دولة فلسطينية لتلبية الشرط الأساسي للمملكة العربية السعودية لإقامة علاقات رسمية. وبالتوازي مع ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لنتنياهو يوم الأربعاء على "دعم واشنطن الثابت" لإسرائيل، وذلك بعد يوم من إطلاق الأخيرة عملية عسكرية شاملة ضد المسلحين الفلسطينيين في مدينة جنين في الضفة الغربية، وحظرها حركة الفلسطينيين خارج مناطق إقامتهم داخل الأراضي المحتلة. وفي حديثه يوم الأربعاء أيضاً، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إطلاق "عملية السور الحديدي" ضد المسلحين الفلسطينيين في مخيم جنين للاجئين يمثل تحولاً في نهج إسرائيل تجاه فرض الأمن في الضفة الغربية، مستفيدة من سياسة ما قبل الحرب الفاشلة في احتواء حماس في غزة من خلال شن غارات عسكرية عرضية".

وأضافت الصحيفة، "قال كاتس إن إسرائيل كانت تنفذ "عملية قوية للقضاء على الإرهابيين والبنية التحتية للإرهاب" في مخيم جنين للاجئين، "لضمان عدم عودة الإرهاب إلى المخيم بعد انتهاء العملية". وقد شنت العملية وسط هجمات على القرى والبلدات الفلسطينية في أجزاء أخرى من الضفة الغربية من قبل حشود من المستوطنين الإسرائيليين المتشددين المعارضين لوقف إطلاق النار، والذين لم يتم تقييد تحركاتهم. وفي تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب العديد من المحللين عن مخاوفهم من أن الارتفاع الحاد في العنف في الضفة الغربية كان بمثابة مقدمة لمزيد من ضم الأراضي الفلسطينية هناك، فضلاً عن كونه ذريعة لاستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة قبل نهاية المرحلة الأولى المقررة لمدة 42 يومًا من اتفاق وقف إطلاق النار".

وبحسب الصحيفة، "قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريغ إن الجهود المستمرة التي تبذلها إدارة نتنياهو لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وضم الأراضي بوتيرة غير مسبوقة، فضلاً عن الضم المحتمل لأجزاء من قطاع غزة وإنشاء مستوطنات هناك، "ليست مصلحة وطنية إسرائيلية، إنها مصلحة سياسية لنتنياهو والحكومة اليمينية المتطرفة". وأضاف أن ترامب "وضع قدمه" و"لوى ذراع نتنياهو" للحصول على إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس لأن "إعادتهم كانت مصلحة وطنية إسرائيلية". وتابع قائلاً: "لذا، هناك أيضًا فرصة لترامب لعدم الارتباط بنتنياهو"، والدفع نحو حل يحقق أمن إسرائيل من خلال الحد من توسعاتها في الضفة الغربية من أجل "السماح بحل قضية الدولة الفلسطينية". وقال كريغ: "هذه الأشياء كلها مترابطة. ومن غير المرجح أن يحرز ترامب أي تقدم في ملف التطبيع دون الضغط على نتنياهو وإسرائيل لتقديم تنازلات في ملفات أخرى مثل الدولة الفلسطينية". وأضاف: "هنا ستتدخل جماعات الضغط الخليجية وتوضح بشكل جلي" أن شروط التطبيع مع إسرائيل، وخاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يجب أن تشمل "مسارًا قابلاً للتطبيق ولا رجعة فيه نحو الدولة الفلسطينية".

وتابعت الصحيفة، "قال أحمد أبو دوح، زميل مشارك في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية للأبحاث، إن الآمال في التوصل إلى حل سياسي تعتمد على مسار الحرب في غزة. وأضاف: "نحن في وضع يتناقض فيه بقاء حكومة نتنياهو مع أجندة إدارة ترامب، والتي تدعمها توسعة اتفاقيات إبراهيم لتشمل المملكة العربية السعودية". وفي الواقع، سيخسر ائتلاف نتنياهو الحاكم أغلبيته في الكنيست إذا انسحب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من الحكومة، وهو ما هدد به إذا وافق نتنياهو على إنهاء الحرب بموجب المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي".

وأضافت الصحيفة، "قال أبو دوح: "إن هذا الأمر يتطلب قدراً هائلاً من الضغط" على نتنياهو من واشنطن لوقف كل الأعمال العدائية في الأراضي المحتلة وغزة قبل أن "تفكر السعودية حتى في الجلوس على الطاولة". وأضاف: "هذا يجعل من الوصول إلى هذا الهدف أمراً بعيد المنال". ويشتبه أبو دوح في أن الحكومة الإسرائيلية تفضل بدلاً من ذلك تأمين إطلاق سراح معظم الرهائن قبل استئناف الضربات على غزة. وقال أبو دوح: "أعتقد أن الحرب بعيدة كل البعد عن النهاية"."