{clean_title}

هدنة غزة المتوقعة، بعد تحييد التأثير الإيراني

تزداد المؤشرات على قرب التوصل إلى هدنة جديدة في غزة،في ظل عوامل إقليمية ودولية ومحلية متشابكة ومعقدة ،لا سيما بعد تقارب المواقف بين الرئيس ترامب ونتنياهو، وما يروج له بأن نتائج الضربات التي وجهت لايران أضعفت طهران عسكريا وسياسيا، خاصة لجهة ضغوطها على حركة حماس والتأثير على مواقفها بإظهار مزيد من التشدد في مفاوضات الهدنة.

وبالاضافة لمرجعية التقييم "الامريكي- الاسرائيلي" بخروج إيران خاسرة من المواجهة الاخيرة، فمن الواضح ان الهدنة المرتقبة مرتبطة بسياقات خاصة بالرئيس ترامب ونتنياهو، فمن جانبه يريد ترامب بعد ان أوصل الرسالة للعالم بأنه "الحاكم بأمر الله" عبر القاذفات الجبارة، التي حسمت ملف التخصيب النووي الايراني، ومنحه لنتنياهو جزءا من صورة النصر، دون الوصول لمرحلة تقاسم هذا النصر معه، أما نتنياهو الذي يواجه ازمات داخلية مركبة" قضايا الفساد، وضغوطات أهالي الرهائن" فيعتقد أنه بعد "هزيمة" طهران ووكلائها في المنطقة، ووصوله إلى رأس الاخطبوط، واستعادته شعبية ،لم تتحقق له منذ السابع من اكتوبر، انه اصبح في وضع يسمح له بالموافقة على هدنة توقف اطلاق النار في غزة، دون ان تنهي الحرب، وهو ما يفسر تصريحات جديدة له حول أولوية الافراج عن الرهائن، بعد ان كان هذا الافراج هدفا ثانويا، فيما قدم له ترامب مكافأة الضغط على القضاء الاسرائيلي لإصدار عفو عنه، في ظل انجازاته على الجبهات السبع،ومن المرجح لحين الوصول الى هذا العفو سيواصل نتنياهو معاركه، حتى لو فتح جبهة ثامنة وتاسعة.

ورغم ان الهدنة الجديدة التي يجري الحديث عنها، ما هي "فعليا" الا قرار اميركي -اسرائيلي، و تتموضع في عنوان "التكييش السياسي" بعد اضعاف ايران وهزيمتها،الا ان المرجح "وفقا للتسريبات" فان الوسطاء يسابقون الزمن بممارسة ضغوطات على حماس، لا سيما من قبل قطر ومصر" في ملف تفاصيل تبادل إطلاق سراح الرهائن والسجناء، ودخول المساعدات والمفاوضات اللاحقة"، بالاضافة الى تركيا، التي تمارس دورا فاعلا في ملف مستقبل حماس السياسي والعسكري، فيما يعرف باليوم التالي لوقف الحرب، ويبدو ان القيادة التركية حصلت على موافقات من حماس تتجاوز الوعود بخصوص خروجها من غزة سياسيا وعسكريا، وبمرجعية ثلاثة اشتراطات" عدم التعرض بالاغتيال لقيادات حماس، عدم فرض عقوبات على أموال حماس بأسماء قادتها، والخروج الآمن لقيادات قسامية من غزة للخارج".

المؤكد ان ليس هناك هدنة جديدة لجهة التفاصيل والشروط، فالمطروح فقط هو مقترح المبعوث الأمريكي "ويتكوف" وتعديلاته، وجوهرها: وقف إطلاق النار لمدة شهرين يتم خلالها إطلاق سراح ما تبقى من الرهائن"الجثث والأحياء"، مقابل السماح بدخول المساعدات وتوزيعها باشراف الامم المتحدة، وإعادة انتشار القوات الاسرائيلية" وليس انسحابها من القطاع" كما تطالب حماس.

وفي الخلاصة فان الهدنة الجديدة، لا شك ان نجاحها سيبقى مرتبطا بنتائج مفاوضات وضغوط الوسطاء على حركة حماس، ويبدو ان قطر معنية ، بعد توثيق العلاقة مع الرئيس ترامب" اثر مواقفها بالحرب على إيران" معنية باستكمال صورة انجازاتها، وهو ما يتوافق مع استجابات جديدة لنتياهو، ولا يستبعد ان يتم الاعلان عن الهدنة،خلال زيارة نتنياهو لواشنطن الأسبوع القادم وفي لقائه مع الرئيس ترامب، وبصورة درامية واستعراضية، يظهر فيها الرئيس ترامب بصورة البطل المخلص منقذ الرهائن وصانع السلام، ووفقا لمقارباته التي تركز على الهدن، والتفاوض لاحقا على الملفات العالقة.