غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها
بدأت الوفيات الناجمة عن سوء التغذية في غزة بالإرتفاع، حيث أعلنت وزارة الصحة عن 18 حالة وفاة خلال 24 ساعة فقط. ويشير الأطباء إلى أن الناس "ينهارون" في الشوارع، بينما يحذر الصحفي الغزي ناهد حجاج العالم من أن يفاجأ إذا صمت الصحفيون المتبقون في القطاع قريبًا بسبب الجوع.
ما لم يحدث تغيير جذري، فمن المتوقع أن تتفاقم الأمور بسرعة كبيرة.
وفي الوقت نفسه، يحطم الجيش الإسرائيلي أرقامًا قياسية جديدة في مجازره بحق المدنيين الجائعين الذين يبحثون عن المساعدات، حيث قُتل 85 شخصًا في يوم واحد يوم الأحد.
إذا لم يكن هذا شرًا، فلا يوجد شيء شرير في العالم. إذا لم تكن إسرائيل شريرة، فلا شيء شرير.
إذن ما هي الخطة هنا؟ هل نجلس ونشاهد إسرائيل تجوّع غزة حتى الموت بدعم من حكوماتنا؟
ثم ماذا بعد؟ هل نستمر في حياتنا وكأن شيئًا لم يحدث؟ هل هذا هو ما نحن عليه كمجتمع؟ هل حضارتنا مرتاحة للسماح بحدوث شيء كهذا؟ وهل يمكن لحكامنا أن يفعلوا الشيء نفسه بأي شعب آخر يصبح عائقًا في أي وقت؟
هل من المفترض أن نكون راضين بذلك؟ ونعيش كما لو كان الأمر طبيعيًا؟
أنا فضولية حقًا. كيف بالضبط يخطط الجميع لمواصلة حياتهم بعد هذه النقطة؟ كيف يعمل هذا بالضبط؟
أطرح هذا السؤال لأنني لا أعرف الإجابة. أعرف ما يجب على حكومتي وحلفائها فعله، لكنني لا أعرف ما الذي يجب علينا نحن أفراد الشعب العاديون القيام به.
سترى الخبراء والسياسيين الغربيين يسألون: "كيف نحقق وقف إطلاق النار في غزة؟" أو "كيف ننهي الجوع في غزة؟" وكأن الأمر لغز غامض، وهذا يشبه رجلاً يخنق طفلاً حتى الموت وهو يقول: "الطفل يُخنق، لكن كيف نوقف عملية الخنق؟"
ليس وقف إطلاق النار في غزة لغزًا؛ الإمبراطورية هي النار. عليها ببساطة أن تتوقف عن إطلاق النار. إن الهولوكوست الذي ترتكبه إسرائيل في غزة لا يكون ممكنًا إلا بدعم حلفائها الغربيين، خاصة الولايات المتحدة. وقد إعترف العديد من العسكريين الإسرائيليين بأن كل هذا لن يكون ممكنًا بدون الدعم الأمريكي. إذا توقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عن دعم الهجوم الإسرائيلي في غزة، فسيتحقق وقف إطلاق النار حتمًا.
وبالمثل، ليس إدخال الطعام إلى غزة لغزًا. كل ما عليك فعله هو نقل الطعام وإعطاؤه للناس. هناك طرق وبوابات متاحة. السبب الوحيد لجوع الناس في غزة هو أن الحكومات الغربية (بما فيها أستراليا، بلدي) تواطأت للتظاهر بالإعتقاد بأن وكالة الأونروا منظمة إرهابية لتبرير قطع المساعدات الحيوية، بينما لم تفعل شيئًا للضغط على إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات بحرية.
والآن تحتكر إسرائيل والإمبراطورية الأمريكية تقديم "المساعدات" من خلال ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تشهد مرافقها مجازر يومية بحق المدنيين الذين يحاولون الحصول على الطعام.
المنظمات والتمويل وأنظمة التوصيل اللازمة لإطعام غزة متاحة بنسبة 100٪ (بدون أي تكلفة على إسرائيل، بالمناسبة). لكنها غير مسموح لها بتقديم المساعدات لأن الهدف هو إخلاء غزة من جميع الفلسطينيين إما بالموت أو النزوح. أهل غزة يجوعون لأن الغرب يساعد إسرائيل في تجويعهم. الأمر بهذه البساطة.
هذه ليست مجرد مجاعة مؤسفة ناتجة عن الجفاف أو الكوارث الطبيعية. إنها حملة تجويع مُصنّعة عمدًا، تنفذ بنية الإبادة الجماعية.
كما قال يوتا فيليبس: "غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها". والأشخاص الذين يجوعونها لديهم أسماء وعناوين.
ما لم يحدث تغيير جذري، فمن المتوقع أن تتفاقم الأمور بسرعة كبيرة.
وفي الوقت نفسه، يحطم الجيش الإسرائيلي أرقامًا قياسية جديدة في مجازره بحق المدنيين الجائعين الذين يبحثون عن المساعدات، حيث قُتل 85 شخصًا في يوم واحد يوم الأحد.
إذا لم يكن هذا شرًا، فلا يوجد شيء شرير في العالم. إذا لم تكن إسرائيل شريرة، فلا شيء شرير.
إذن ما هي الخطة هنا؟ هل نجلس ونشاهد إسرائيل تجوّع غزة حتى الموت بدعم من حكوماتنا؟
ثم ماذا بعد؟ هل نستمر في حياتنا وكأن شيئًا لم يحدث؟ هل هذا هو ما نحن عليه كمجتمع؟ هل حضارتنا مرتاحة للسماح بحدوث شيء كهذا؟ وهل يمكن لحكامنا أن يفعلوا الشيء نفسه بأي شعب آخر يصبح عائقًا في أي وقت؟
هل من المفترض أن نكون راضين بذلك؟ ونعيش كما لو كان الأمر طبيعيًا؟
أنا فضولية حقًا. كيف بالضبط يخطط الجميع لمواصلة حياتهم بعد هذه النقطة؟ كيف يعمل هذا بالضبط؟
أطرح هذا السؤال لأنني لا أعرف الإجابة. أعرف ما يجب على حكومتي وحلفائها فعله، لكنني لا أعرف ما الذي يجب علينا نحن أفراد الشعب العاديون القيام به.
سترى الخبراء والسياسيين الغربيين يسألون: "كيف نحقق وقف إطلاق النار في غزة؟" أو "كيف ننهي الجوع في غزة؟" وكأن الأمر لغز غامض، وهذا يشبه رجلاً يخنق طفلاً حتى الموت وهو يقول: "الطفل يُخنق، لكن كيف نوقف عملية الخنق؟"
ليس وقف إطلاق النار في غزة لغزًا؛ الإمبراطورية هي النار. عليها ببساطة أن تتوقف عن إطلاق النار. إن الهولوكوست الذي ترتكبه إسرائيل في غزة لا يكون ممكنًا إلا بدعم حلفائها الغربيين، خاصة الولايات المتحدة. وقد إعترف العديد من العسكريين الإسرائيليين بأن كل هذا لن يكون ممكنًا بدون الدعم الأمريكي. إذا توقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عن دعم الهجوم الإسرائيلي في غزة، فسيتحقق وقف إطلاق النار حتمًا.
وبالمثل، ليس إدخال الطعام إلى غزة لغزًا. كل ما عليك فعله هو نقل الطعام وإعطاؤه للناس. هناك طرق وبوابات متاحة. السبب الوحيد لجوع الناس في غزة هو أن الحكومات الغربية (بما فيها أستراليا، بلدي) تواطأت للتظاهر بالإعتقاد بأن وكالة الأونروا منظمة إرهابية لتبرير قطع المساعدات الحيوية، بينما لم تفعل شيئًا للضغط على إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات بحرية.
والآن تحتكر إسرائيل والإمبراطورية الأمريكية تقديم "المساعدات" من خلال ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تشهد مرافقها مجازر يومية بحق المدنيين الذين يحاولون الحصول على الطعام.
المنظمات والتمويل وأنظمة التوصيل اللازمة لإطعام غزة متاحة بنسبة 100٪ (بدون أي تكلفة على إسرائيل، بالمناسبة). لكنها غير مسموح لها بتقديم المساعدات لأن الهدف هو إخلاء غزة من جميع الفلسطينيين إما بالموت أو النزوح. أهل غزة يجوعون لأن الغرب يساعد إسرائيل في تجويعهم. الأمر بهذه البساطة.
هذه ليست مجرد مجاعة مؤسفة ناتجة عن الجفاف أو الكوارث الطبيعية. إنها حملة تجويع مُصنّعة عمدًا، تنفذ بنية الإبادة الجماعية.
كما قال يوتا فيليبس: "غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها". والأشخاص الذين يجوعونها لديهم أسماء وعناوين.
«بتصرف عن الكاتبة الصحفية والناشطة السياسية الاسترالية
كيتلين جونستون»
كيتلين جونستون»