أسس الصراع الحقيقي!!
لا زالت القيادة الإسرائيلية تُصرّ على أن الحرب التي تقودها منذ عامين ليست ضد غزة فحسب، بل ضد كل المنطقة، وأنها تنطلق من منطلقات دينية ملزِمة حسب عقيدتهم التلمودية.. أمس الأول، قال نتنياهو بكل عنجهية إن كتبهم المقدسة تأمرهم بأن يقتلوا أعداءهم، وألا يعودوا عنهم حتى يبيدوهم، جاء حديثه هذا على هامش اعتداء إسرائيل على قطر، ويشير أن أعداءه ليسوا من يقاومون في غزة فقط، بل كل من يعيش في هذه المنطقة، وكل من يحاول رفع رأسه في مواجهة الصلف الصهيوني.
والحاخام الشهير حاييم ونتزا يقول أن إسرائيل ستصل إلى قادة حماس وغيرهم من الفلسطينيين الذين يريدون رؤوسهم حتى رجال السلطة الفلسطينية في قطر لبنان و أي دولة عربية وإسلامية، أو أي دولة أخرى حتى لو كانوا في إنجلترا، وهذا يعني أن الإسرائيليين يعلنون الحرب على كل من في العالم يظهر تضامنًا مع الشعب الفلسطيني..
إن هذه الإعلانات والمواقف الإسرائيلية ليست جديدة، فهم لا يترددون منذ عقود عن ادعائهم أن قتالهم للأغيار تكليف ديني من السماء، ومن هذا المفهوم ينطلقون ويتصرفون ويستبيحون الدماء دون رحمة أو تردد، معتبرين أن صراعهم الذي يخوضونه على كل الجبهات دفاع عن عقيدتهم المزعومة.
في المقابل، يتجاهل الجميع في العالم بقصد، ومن في منطقتنا هذه الحقيقة، ومصرّون على أن ما يجري اليوم وما جرى عبر العقود الماضية في الصراع معركة سياسية بين دولة تحتل أراضي الغير في حين أن الصهاينة مصرّون على أن الصراع هويته عقائدية، ولا علاقة له بالسياسة والقانون، ولهذا لم يصل أحد مع إسرائيل إلى حل مهما طال أمد الصراع، وتراكمت المحاولات السياسية، لأن الذي يخوض معركة عقائدية يكون مقتنعًا بها ولا يتراجع عن أهدافه حتى الموت.
السؤال الكبير.. لماذا لا نتجرأ أو لانستطيع نحن على أن نعلن للعالم أننا أيضًا نملك عقيدة تحتم علينا أن نحافظ على أرضنا ودمائنا؟ ولكنها تُحرِّم علينا قتل الآخرين والاعتداء عليهم، بل تُلزمنا بتأمين حياتهم..
وفي كل القرون الماضية التي عاش اليهود بها مع المسلمين كانوا جزءًا أصيلًا من المجتمع العربي والإسلامي، ولم يكن أحد يعتبرهم غرباء، لذلك كانت حقوقهم ثابتة وواجباتهم كواجب أي عربي ومسلم.
اليهود وليس كل اليهود الذين تتحكم بهم الادعاءات الصهيونية اليوم لا يستعدون العرب والمسلمين فقط، بل كل العالم، حتى لو وقف الكثير في هذا العالم معهم؛ فعقيدة الأغيار ووجوب قتلهم كما أشرت بالنسبة لهم تكليف سماوي ، وحتى المسيحيون لم يسلموا من أذاهم، وفي كتبهم يلعنونهم، وقد رأينا كيف يمارس اليهود الصهاينة ضد المسيحيين الفلسطينيين أفعالًا تنم عن عداء كبير، وبأساليب هي الأقذر والأبشع في الإيذاء ، وهذا أيضًا، كما يقولون، جزء من معتقداتهم، أو بالأحرى واجباتهم نحو تلموديتهم.
والمقدسات المسيحية في فلسطين لم تسلم من أذاهم، كما هو واقع المقدسات الإسلامية هناك، ولو استطاع الصهاينة أن يطردوا المسيحيين من فلسطين لفعلوا ذلك منذ زمن بعيد، لكنهم يلعبون لعبة سياسية مقتضاها عدم إغضاب الدول الغربية الداعمة لهم، لكن الخطة جاهزة في هذا المجال عندهم، سيشرعون في تطبيقها حالما تلوح الفرصة.
ومع كل هذا الاستعداء الكبير للمسيحيين في منطقتنا من قبل الصهاينة، لا تزال مساحة واسعة عند المسيحيين الغربيين "المسيحية الإنجليكانية" تعتبر أن دعم إسرائيل نابع من عقيدة، ومسؤولون غربيون كثر لا يزالون يرددون أن دعم هذه الدولة المارقة بالنسبة لهم عبادة وواجب ديني وهذا هو المناخ الذي أفرز وعد بلفور الذي كان نتاج مدرسة ومنهج عميق، وحصيلة تراث طويل، وهناك دلائل على أن هذا المناخ الذي أفرز مؤامرة الوعد لا يزال قائماً إلى حد كبير بسبب الضغط والدعاية الصهيونية، وقد انتقل إلى الولايات المتحدة مبكراً، وهذه قصة لا يجرؤ أحد على التحدث عنها أو لا يريد.
يقول بلفور نفسه إن الدافع لموقفه من الصهيونية ديني وليس إمبراطورياً، وتقول إبنة أخيه ومؤرخة حياته "دوجديل" إن عمها قد تأثر منذ نعومة أظفاره بدراسة التوراة في الكنائس، وكلما اشتد عوده كان يتعمق إعجابه بالفلسفة اليهودية، وكان دائماً يتحدث باهتمام عن ذلك، والحديث لا زال لها أذكر أنني في طفولتي اقتبست منه الفكرة بأن الدين المسيحي والحضارة المسيحية مدينة بالكثير لليهودية...
ترى لو قام أحد السياسيين في العالم العربي والإسلامي أو أي رمز ديني بالقول إن صراعنا مع إسرائيل صراع عقائدي يلزمنا محاربتهم حتى تتحرر فلسطين منهم ماذا سيكون رد الفعل في العالم؟!!
مهما حاول الجميع أن يخفي وجه حقيقة الصراع إلا أن التصرفات الإسرائيلية تظل شاهدا واضحا على أن صراع عقائدي وصدام بين روايتين إحداهما تقوم على القتل وإراقة الدماء ،والأخرى لا يتجرأ أصحابها التعامل من خلالها مع الطرف الأخر بل يحاول الكثير منهم إسقاطها..
والحاخام الشهير حاييم ونتزا يقول أن إسرائيل ستصل إلى قادة حماس وغيرهم من الفلسطينيين الذين يريدون رؤوسهم حتى رجال السلطة الفلسطينية في قطر لبنان و أي دولة عربية وإسلامية، أو أي دولة أخرى حتى لو كانوا في إنجلترا، وهذا يعني أن الإسرائيليين يعلنون الحرب على كل من في العالم يظهر تضامنًا مع الشعب الفلسطيني..
إن هذه الإعلانات والمواقف الإسرائيلية ليست جديدة، فهم لا يترددون منذ عقود عن ادعائهم أن قتالهم للأغيار تكليف ديني من السماء، ومن هذا المفهوم ينطلقون ويتصرفون ويستبيحون الدماء دون رحمة أو تردد، معتبرين أن صراعهم الذي يخوضونه على كل الجبهات دفاع عن عقيدتهم المزعومة.
في المقابل، يتجاهل الجميع في العالم بقصد، ومن في منطقتنا هذه الحقيقة، ومصرّون على أن ما يجري اليوم وما جرى عبر العقود الماضية في الصراع معركة سياسية بين دولة تحتل أراضي الغير في حين أن الصهاينة مصرّون على أن الصراع هويته عقائدية، ولا علاقة له بالسياسة والقانون، ولهذا لم يصل أحد مع إسرائيل إلى حل مهما طال أمد الصراع، وتراكمت المحاولات السياسية، لأن الذي يخوض معركة عقائدية يكون مقتنعًا بها ولا يتراجع عن أهدافه حتى الموت.
السؤال الكبير.. لماذا لا نتجرأ أو لانستطيع نحن على أن نعلن للعالم أننا أيضًا نملك عقيدة تحتم علينا أن نحافظ على أرضنا ودمائنا؟ ولكنها تُحرِّم علينا قتل الآخرين والاعتداء عليهم، بل تُلزمنا بتأمين حياتهم..
وفي كل القرون الماضية التي عاش اليهود بها مع المسلمين كانوا جزءًا أصيلًا من المجتمع العربي والإسلامي، ولم يكن أحد يعتبرهم غرباء، لذلك كانت حقوقهم ثابتة وواجباتهم كواجب أي عربي ومسلم.
اليهود وليس كل اليهود الذين تتحكم بهم الادعاءات الصهيونية اليوم لا يستعدون العرب والمسلمين فقط، بل كل العالم، حتى لو وقف الكثير في هذا العالم معهم؛ فعقيدة الأغيار ووجوب قتلهم كما أشرت بالنسبة لهم تكليف سماوي ، وحتى المسيحيون لم يسلموا من أذاهم، وفي كتبهم يلعنونهم، وقد رأينا كيف يمارس اليهود الصهاينة ضد المسيحيين الفلسطينيين أفعالًا تنم عن عداء كبير، وبأساليب هي الأقذر والأبشع في الإيذاء ، وهذا أيضًا، كما يقولون، جزء من معتقداتهم، أو بالأحرى واجباتهم نحو تلموديتهم.
والمقدسات المسيحية في فلسطين لم تسلم من أذاهم، كما هو واقع المقدسات الإسلامية هناك، ولو استطاع الصهاينة أن يطردوا المسيحيين من فلسطين لفعلوا ذلك منذ زمن بعيد، لكنهم يلعبون لعبة سياسية مقتضاها عدم إغضاب الدول الغربية الداعمة لهم، لكن الخطة جاهزة في هذا المجال عندهم، سيشرعون في تطبيقها حالما تلوح الفرصة.
ومع كل هذا الاستعداء الكبير للمسيحيين في منطقتنا من قبل الصهاينة، لا تزال مساحة واسعة عند المسيحيين الغربيين "المسيحية الإنجليكانية" تعتبر أن دعم إسرائيل نابع من عقيدة، ومسؤولون غربيون كثر لا يزالون يرددون أن دعم هذه الدولة المارقة بالنسبة لهم عبادة وواجب ديني وهذا هو المناخ الذي أفرز وعد بلفور الذي كان نتاج مدرسة ومنهج عميق، وحصيلة تراث طويل، وهناك دلائل على أن هذا المناخ الذي أفرز مؤامرة الوعد لا يزال قائماً إلى حد كبير بسبب الضغط والدعاية الصهيونية، وقد انتقل إلى الولايات المتحدة مبكراً، وهذه قصة لا يجرؤ أحد على التحدث عنها أو لا يريد.
يقول بلفور نفسه إن الدافع لموقفه من الصهيونية ديني وليس إمبراطورياً، وتقول إبنة أخيه ومؤرخة حياته "دوجديل" إن عمها قد تأثر منذ نعومة أظفاره بدراسة التوراة في الكنائس، وكلما اشتد عوده كان يتعمق إعجابه بالفلسفة اليهودية، وكان دائماً يتحدث باهتمام عن ذلك، والحديث لا زال لها أذكر أنني في طفولتي اقتبست منه الفكرة بأن الدين المسيحي والحضارة المسيحية مدينة بالكثير لليهودية...
ترى لو قام أحد السياسيين في العالم العربي والإسلامي أو أي رمز ديني بالقول إن صراعنا مع إسرائيل صراع عقائدي يلزمنا محاربتهم حتى تتحرر فلسطين منهم ماذا سيكون رد الفعل في العالم؟!!
مهما حاول الجميع أن يخفي وجه حقيقة الصراع إلا أن التصرفات الإسرائيلية تظل شاهدا واضحا على أن صراع عقائدي وصدام بين روايتين إحداهما تقوم على القتل وإراقة الدماء ،والأخرى لا يتجرأ أصحابها التعامل من خلالها مع الطرف الأخر بل يحاول الكثير منهم إسقاطها..