{clean_title}

مكتب نتنياهو: وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ بعد اجتماع الحكومة

الوقائع :أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ سيتم بعد اجتماع الحكومة الإسرائيلية مساء اليوم، مشيراً إلى أن مهلة الـ72 ساعة لبدء تنفيذ بنود الاتفاق ستُحسب بعد إقراره رسمياً خلال الاجتماع المرتقب.

وجاء هذا التوضيح بعد تداول وسائل إعلام إسرائيلية وعربية، من بينها قناة القاهرة الإخبارية، أنباءً عن بدء تنفيذ اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة، الذي يشكل المرحلة الأولى من خطة السلام الأميركية، الهادفة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

وقال مصدر مطلع إن توقيع المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة متوقع عند الساعة 12 ظهراً بتوقيت عمّان (09:00 بتوقيت غرينتش)، على أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فور التوقيع. وأشار المصدر إلى أن اجتماعي مجلس الوزراء الأمني والحكومة الإسرائيلية بخصوص الاتفاق تم تأجيلهما ساعتين ليُعقدا في السابعة مساء (14:00 بتوقيت غرينتش) بدلاً من الموعد الأصلي.

وكان قد أُعلن فجر الخميس عن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب على قطاع غزة بعد أكثر من عامين من المواجهات، على أن يتم التوقيع رسمياً في مصر اليوم. وجاء هذا التطور بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت عدة أيام في شرم الشيخ بمشاركة وسطاء أميركيين ومصريين وقطريين وأتراك، سعياً لإنهاء الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول 2023، والتي خلفت أكثر من 67 ألف شهيد و169 ألف جريح في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 460 شخصاً بينهم 154 طفلاً.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته "تروث سوشال” إن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وسحب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، واصفاً الاتفاق بأنه "خطوة أولى نحو سلام دائم وأبدي". وأعرب ترامب عن امتنانه لجهود قطر ومصر وتركيا، واعتبر اليوم "يوماً عظيماً للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة”. كما توقع أن يبدأ إطلاق سراح المحتجزين الاثنين المقبل، بما في ذلك استعادة جثث القتلى.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية القطرية التوصل إلى اتفاق كامل حول المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، يشمل آليات الإفراج عن الأسرى والمحتجزين وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، فيما أعلنت حركة حماس أنها وافقت على الاتفاق بعد مفاوضات جادة ومسؤولة في شرم الشيخ، مؤكدة أنه ينص على وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال من القطاع، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية.

وفي غزة، سادت أجواء فرح حذرة عقب إعلان التوصل إلى الاتفاق، خصوصاً في منطقة المواصي جنوب القطاع، حيث عبّر النازحون عن ارتياحهم الكبير بعد عامين من القصف والمعاناة. إلا أن المكتب الحكومي في غزة دعا السكان إلى عدم التحرك ميدانياً حتى صدور إعلان رسمي من الجهات الفلسطينية، محذراً من احتمال خروقات إسرائيلية.

ومن المقرر أن يتم التوقيع الرسمي على الاتفاق في القاهرة اليوم الخميس قرابة الظهر، وفق مصدر مشارك في المفاوضات، بينما أعلن نتنياهو أنه سيعقد اجتماعاً للحكومة لإقرار الاتفاق وإعادة الرهائن.

وأوضح مصدر في حركة حماس أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء مقابل إطلاق سراح أكثر من ألفي أسير فلسطيني، من بينهم 250 محكوماً بالمؤبد و1700 معتقل بعد 7 تشرين الأول 2023، إضافة إلى انسحابات إسرائيلية مجدولة زمنياً من القطاع.

وتتضمن خطة ترامب عشرين بنداً تهدف إلى تحويل غزة إلى منطقة خالية من التطرف والإرهاب، مع وقف فوري للحرب وانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي، يلي ذلك إعادة إعمار شاملة للبنية التحتية، وإطلاق برنامج دولي لإزالة الركام وفتح الطرق. كما تنص الخطة على إدارة مؤقتة لغزة من لجنة فلسطينية تكنوقراطية بإشراف مجلس سلام دولي يرأسه ترامب، ويضم شخصيات دولية من بينها توني بلير، إلى حين استكمال إصلاحات السلطة الفلسطينية.

وتشمل الخطة أيضاً إنشاء منطقة اقتصادية خاصة لجذب الاستثمارات، وبرنامجاً لإعادة دمج المقاتلين ونزع السلاح بإشراف مراقبين مستقلين، إلى جانب نشر قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة لتأمين الحدود ومنع تهريب الأسلحة، بالتعاون مع إسرائيل ومصر.

كما نصت الخطة على أن الولايات المتحدة وشركاءها العرب والدوليين سيضمنون التزام جميع الأطراف بالاتفاق، وأنه لن يُجبر أي فلسطيني على مغادرة القطاع، بل ستُشجع العودة والمشاركة في إعادة الإعمار، على أن تكون غزة الجديدة نموذجاً للسلام والتنمية الاقتصادية، تمهيداً لمسار سياسي نحو دولة فلسطينية مستقبلية قائمة على التعايش والسلام.