{clean_title}

جماعة عمان لحوارات المستقبل تناقش الواقع المائي في الأردن وتبحث حلول التحديات

الوقائع :نظمت جماعة عمان لحوارات المستقبل، الثلاثاء، ندوة حوارية بعنوان: "الواقع المائي في الأردن.. المشاكل والحلول"، في مقرها بالعاصمة، بحضور وزير المياه والري الأسبق المهندس حازم الناصر، ورئيس الجماعة بلال حسن التل، وعدد من أعضاء الجماعة والمهتمين بالشأن المائي.

وأوضح الناصر أن الأردن، باعتباره بلداً محدود الموارد المائية والطبيعية، يواجه تحديات مائية متصاعدة نتيجة قلة الهطول المطري ومناخه شبه الجاف، بالإضافة إلى الضغوط الجيوسياسية وموجات اللجوء المتتالية منذ عام 1992، بدءاً من الأشقاء العراقيين وصولاً إلى اللاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم مليون ونصف، ما أدى إلى انخفاض حصة الفرد السنوية من المياه إلى نحو 60 متراً مكعباً، في حين يبلغ حد الفقر المائي عالمياً 500 متر مكعب للفرد.

وأشار إلى أن المياه الجوفية تشكل المصدر الرئيسي للمياه في المملكة، وخاصة في محافظات الشمال، حيث تمثل نحو 74% من إجمالي المياه المستخدمة، وهي مياه عذبة ونقية يُفضل الحفاظ عليها للشرب فقط لضمان استدامتها.

ولفت الناصر إلى أن التغيرات المناخية والممارسات الخاطئة، مثل حفر الآبار غير المرخصة وانكشاف الغطاء النباتي، ساهمت في تفاقم أزمة المياه، مشيراً إلى أن كميات الهطول المطري خلال العام الماضي لم تتجاوز 50% من المعدل الطبيعي. وأضاف أن شح المياه ازداد خلال الـ15 عاماً الماضية، ليصبح تهديداً مباشراً للتنمية الاقتصادية والصحة العامة، نظراً لدور المياه في دعم المشاريع الاستثمارية.

وأكد الناصر أن الأردن نجح، رغم هذه التحديات، في رفع كفاءة استخدام المياه في القطاع الزراعي بنسبة كبيرة، حيث انخفضت كميات المياه المستخدمة نحو 40% عام 2020 مقارنة بالتسعينيات، بينما ارتفع الإنتاج الزراعي بفضل اعتماد التكنولوجيا الذكية وإعادة تدوير المياه العادمة بنسبة 100%، إلى جانب ارتفاع وعي المواطنين بترشيد الاستهلاك.

وأشاد الناصر بجهود شركة مياه العقبة، التي حصلت على عدة جوائز تميز لاستخدامها التكنولوجيا الذكية في إدارة الموارد المائية، مما ساهم في خفض الفاقد وتحسين كفاءة التوزيع.

وشملت الندوة نقاشات موسعة حول سبل مواجهة التحديات المائية، من خلال تعزيز الرقابة على الآبار المخالفة، الحد من الاعتداءات على الشبكات، وتشجيع ثقافة ترشيد الاستهلاك بين المواطنين.