مهرجانات إربد السنوية.. نافذة لدعم المرأة الريفية وتمكينها اقتصاديًا
الوقائع الإخباري:تشكل مهرجانات المنتجات السنوية في محافظة إربد منصة مهمة تجمع بين الإبداع الحرفي والتسويق المحلي، حيث توفر للمرأة الريفية مساحة لعرض مهاراتها ومنتجاتها وسط أجواء تعكس التراث الأردني الأصيل وروح المجتمع المحلي.
وتسهم هذه الفعاليات في تعزيز ثقافة العمل والإنتاج بين السيدات، من خلال فتح قنوات تسويقية مباشرة بينهن وبين الزوار، مما يساعد في تحسين أوضاعهن المعيشية ودعم المشاريع الصغيرة القائمة على الابتكار والحرف اليدوية، وبناء مجتمع اقتصادي مستدام يكرّس دور المرأة في التنمية.
وتعد مهرجانات الرمان السنوية نموذجًا مميزًا لهذه المبادرات، إذ تنتظرها السيدات الريفيات وصاحبات المشاريع بفارغ الصبر لعرض منتجاتهن من الحلي والمطرزات والأكلات الشعبية والمستحضرات الطبيعية بأسعار تناسب الجميع.
وقالت نوال عبيدات، إحدى المشاركات في مهرجان الرمان الذي نظمته تعاونية كفرسوم الزراعية، إنها أطلقت مع بناتها مشروعًا منزليًا لتصنيع الكريمات والأعشاب الطبية من قشور الرمان والنباتات العطرية، مشيرة إلى أن هذه المهرجانات توفر لهن مصدر دخل يعينهن على مواجهة صعوبات الحياة، خصوصًا وأن منتجاتها تحظى بإقبال كبير لجودتها وطبيعتها الخالية من المواد الصناعية.
أما أم خالد عبيدات، فأوضحت أنها تدير مطبخًا إنتاجيًا في منزلها لإعداد مأكولات شعبية كالمكمورة والمعجنات ومطابق الزعتر والمخللات، مؤكدة أن منتجاتها تلقى رواجًا بين الزوار من مختلف المحافظات بفضل نكهتها الأصيلة وجودة مكوناتها.
كما تحدثت أم علي الطوالبة، مصممة الإكسسوارات والحلي، عن تجربتها في تأسيس مشروع صغير بعد التحاقها بدورة تدريبية في إحدى الجمعيات، لافتة إلى أن مشاركتها في المهرجانات والبازارات مكنتها من تحقيق أرباح جيدة ساعدتها على إعالة أسرتها وتوفير تعليم جامعي لأبنائها.
بدورها، رأت المعلمة دينا عبدالله أن هذه المهرجانات تمثل ملتقى تسويقيًا وتجاريًا حيويًا للنساء الريفيات، إذ تتيح لهن عرض مواهبهن وتحقيق مكاسب مالية مجزية، إلى جانب تشجيعهن على تطوير مشاريعهن وتعزيز قدراتهن الإنتاجية.
من جانبه، أكد رئيس تعاونية كفرسوم الزراعية لمنتجي الرمان، المهندس عاهد عبيدات، أن مهرجان الرمان يمثل منصة حقيقية للتنمية، تربط المزارع بالمستهلك وتدعم المرأة الريفية عبر تمكينها من تسويق منتجاتها مباشرة، مشيرًا إلى أن دعم المرأة ليس مجرد شعار، بل استثمار في الأسرة والمجتمع ومستقبل الأجيال القادمة.