زاخاروفا تعلق على استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة
الوقائع الإخباري: علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بشكل مفصل على استراتيجية الأمن القومي الأمريكية المحدثة، مشيرة إلى مزيج من الإشارات الإيجابية المحتملة وأحكام مقلقة وغامضة.
وأشارت زاخاروفا إلى أنه رغم الدفاع الصارم عن مصالح الولايات المتحدة في الاستراتيجية، فإن الوثيقة تسمح بالبحث عن نقاط مشتركة مع روسيا في قضايا الاستقرار الاستراتيجي، كما أن بعض أحكامها المتعلقة بالأزمة الأوكرانية تُرسي الأساس لمواصلة الجهود البناءة المشتركة بين البلدين للبحث عن سبل التسوية السلمية.
من جانب آخر، لفتت الدبلوماسية الروسية إلى عددا من النقاط المتناقضة والغامضة في الوثيقة الأمريكية، فبخصوص نظام الاستقرار الاستراتيجي، ذكرت أن الاستراتيجية لم توضح الرؤية الأمريكية للمرحلة ما بعد انتهاء معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت)، خاصة فيما يتعلق بتحديد الحدود الكمية الأساسية للأسلحة النووية.
كما اعتبرت أن الأحكام المتعلقة بالنظام العالمي للدفاع الصاروخي الأمريكي "القبة الذهبية" تظل غامضة، وأن موسكو لا تزال تنتظر من الجانب الأمريكي تقديم تفاصيل محددة حول كيفية أخذ الاعتماد المتبادل بين إمكانات الهجوم الاستراتيجي والدفاع الاستراتيجي في الاعتبار.
وفيما يتعلق بالمنطقة الآسيوية، أعربت زاخاروفا عن قلق روسيا من وجود "لغة صراع" تجاه جمهورية الصين الشعبية في فقرات الوثيقة الخاصة بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وكذلك من الدعوات الموجهة للشركاء الإقليميين لضمان وصول أوسع للبنتاغون إلى منشآتهم.
وفي الوقت ذاته، رحبت بأن تسجل الوثيقة للمرة الأولى على الأقل شك واشنطن الرسمي في "الديناميكية العدوانية التوسعية الأبدية لحلف الناتو".
كما علقت المتحدثة على الإشارات الواردة في الاستراتيجية حول مراجعة الوجود العسكري الأمريكي في المناطق التي تراجعت أهميتها النسبية، وربطتها بمفهوم "أمريكا أولا"، لكنها استدركت بأنه لا يرجَح تفسير ذلك على أنه تخلي واشنطن عن الحفاظ على وجودها العسكري في الخارج، بل إنه يتماشى مع فكرة "السلام من خلال القوة".
وأبدت قلقا خاصا إزاء الفقرات المتعلقة بأمريكا اللاتينية في ظل التوتر الحالي حول فنزويلا، معربة عن أملها في ألا "تنساق" واشنطن نحو صراع كامل النطاق قد تكون له عواقب غير متوقعة على نصف الكرة الغربي بأكمله.
وفي ختام تعليقها، أعربت زاخاروفا عن أمل موسكو في أن يكون للاستراتيجية الأمريكية الجديدة تأثير مخفف على ما وصفته بـ "حزب الحرب" الأوروبي، مشيرة إلى وجود تطابق موضوعي بين التقييمات الروسية التقليدية وبعض التقديرات "السليمة" للقيادة الأمريكية الجديدة للأحداث العالمية المقلقة. كما ذكّرت بأن احتمالية تغيير المسار في الاستراتيجية الوطنية الأمريكية تحت الإدارات القادمة تظل قائمة.
ونشر البيت الأبيض في 5 ديسمبر استراتيجية الأمن القومي الأمريكية المحدثة، التي تعلن انحراف واشنطن عن فلسفة المسؤولية الفردية عن النظام العالمي، وتشير إلى السعي لتحقيق الاستقرار الاستراتيجي في العلاقات مع روسيا، وتسجل الخلافات المستمرة مع أوروبا.