مخاوف اقتصادية من توجه كوريا الجنوبية لتطبيق إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي
الوقائع الإخباري : تتجه كوريا الجنوبية إلى تطبيق إطار تنظيمي جديد وشامل للذكاء الاصطناعي اعتبارا من الشهر المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز السلامة والشفافية في هذا القطاع سريع النمو، غير أنها تثير في الوقت ذاته مخاوف واسعة لدى الشركات الناشئة ودوائر الصناعة من أن تؤدي القواعد الصارمة إلى إبطاء وتيرة الابتكار وزيادة الأعباء التنظيمية على الشركات الصغيرة.
وذكرت مصادر صناعية في كوريا اليوم أنه من المقرر أن يدخل قانون إطار عمل الذكاء الاصطناعي حيز التنفيذ في 22 يناير المقبل، والذي يدعو إلى إنشاء لجنة وطنية للذكاء الاصطناعي، ووضع خطة أساسية للذكاء الاصطناعي مدتها 3 سنوات، وفرض متطلبات السلامة والشفافية، بما في ذلك التزامات الإفصاح عن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي، وفقا للمصادر.
وذكرت وكالة "يونهاب” الكورية أنه إذا تم تنفيذ القانون كما هو مخطط له، فستصبح كوريا الجنوبية أول دولة في العالم تطبق إطارا تنظيميا شاملا للذكاء الاصطناعي.
وكان الاتحاد الأوروبي أول من أقر تشريعات متعلقة بالذكاء الاصطناعي، لكنه يخطط لتطبيق معظم قواعده اعتبارا من أغسطس، مع توقع تأجيل بعض البنود حتى عام 2027؛ وسط الضغوط المتزايدة من الشركات واحتدام المنافسة العالمية.
وقال مسؤول من جمعية شركات الإنترنت الكورية: "قد لا يكون لدى الشركات الوقت الكافي للاستعداد للقواعد الجديدة، حيث من المتوقع أن يتم الانتهاء من مرسوم التنفيذ قبل وقت قصير من دخول القانون حيز التنفيذ بسبب المتطلبات الإجرائية”، مضيف أنه سيكون هذا أمرا صعبا للغاية بالنسبة للشركات الناشئة”.
وأظهر استطلاع أجراه مؤخرا موقع تحالف الشركات الناشئة في كوريا أن 98% من 101 شركة ناشئة محلية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي قالت إنها لم تنشئ بعد نظاما للاستجابة للامتثال للقانون الجديد.
ومن بين المشاركين في الاستطلاع، قال 48.5% إنهم ليسوا على دراية بالقانون وغير مستعدين، بينما قال 48.5% آخرون إنهم على دراية به ولكنهم غير مستعدين.
وقال مسؤول آخر في الصناعة: "إذا تم الحفاظ على الجدول الزمني الحالي للتنفيذ، فقد تضطر بعض الشركات إلى تغيير خدماتها أو تعليقها فجأة بعد 22 يناير”
وأضاف: إذا كانت اللوائح صارمة للغاية، فستكون لدى الشركات حوافز أقوى لإطلاق خدماتها في الخارج بدلا من الداخل.
وأشار مراقبو الصناعة في كوريا الجنوبية إلى أن مثل هذا الضغط التنظيمي يعتبر أحد الأسباب التي تدفع عددا متزايدا من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في كوريا الجنوبية إلى التفكير في اليابان، التي تبنت نهجا في الحوكمة أكثر لينا وطوعية.
وقالوا إن القواعد الإلزامية لوضع العلامات المائية، التي تتطلب وضع علامات على المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، تثير القلق بوجه خاص؛ على الرغم من الحاجة إلى الحد من التزييف العميق والأشكال الأخرى من سوء الاستخدام.
وقال مسؤول في إحدى شركات محتوى الذكاء الاصطناعي: حتى المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي غالبا ما يتطلب مئات الأشخاص للعمل على تحسين الجودة، ولكن المستهلكين قد يبتعدون بمجرد وضع علامة "تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي” عليه.
وأضاف: هناك أيضا غموض في متطلبات وضع العلامات، ولا أعتقد أن آراء أولئك الذين يفهمون تماما صناعة إنشاء المحتوى وغيرهم من الخبراء المعنيين قد روعيت بالكامل.