العجارمة يحاضر في جامعة جرش حول التحديات التي تواجه التربية والتعليم في الأردن والمنطقة العربية
الوقائع الإخباري: برعاية رئيس جامعة جرش الدكتور محمد الخلايلة، نظّمت كلية العلوم التربوية في الجامعة ندوة علمية متخصصة بعنوان «التحديات التي تواجه التربية والتعليم في الأردن والمنطقة العربية»، بحضور عدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، وجمع من طلبة الجامعة.
وفي كلمته، رحّب نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد الحوامدة بالحضور، مؤكدًا أن هذه الندوة تعكس حرص الجامعة على مناقشة القضايا التربوية المعاصرة، وفتح حوار علمي بنّاء بين الأكاديميين وصنّاع القرار، لما للتعليم من دور محوري في تحقيق التنمية وبناء الإنسان القادر على مواكبة متغيرات العصر، مشددًا على أن تطوير التعليم مسؤولية وطنية تشاركية تتطلب تضافر الجهود.
بدوره، أكد عميد كلية العلوم التربوية الدكتور منصور الزبون أن تنظيم الندوة يأتي انسجامًا مع الخطة الاستراتيجية للكلية، وسعيها للإسهام في تطوير المنظومة التربوية، مشيرًا إلى أن التحدي الأبرز يتمثل في تقديم تعليم نوعي يواكب التحديات التربوية والاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية، مع ضرورة الاستثمار في تحديث المناهج، وتطوير البيئة التعليمية، وتحسين برامج إعداد المعلمين، والتوسع في التعليم المهني والتقني لسد الفجوة مع سوق العمل.
من جانبه، عرض الأمين العام للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم الدكتور نواف العجارمة في حديثه موضوع الندوة " إشكاليات إصلاح التعليم في الوطن العربي ومتطلبات النهوض التربوي"، واقع التعليم في المنطقة العربية، وجهود الإصلاح التربوي المبذولة، ومؤشرات قياس جودة التعليم، والسمات الفنية لبرامج الإصلاح.
وأشار الدكتور العجارمة إلى أن التوسع في فرص التعليم خلال العقود الماضية لم يواكبه تحسن مماثل في نوعية التعليم، لافتًا إلى تدني نتائج الطلبة في الاختبارات الدولية، وتراجع مستوى اكتساب المهارات الأساسية، خصوصًا في مجالات القراءة والرياضيات.
وبيّن أن العديد من برامج إصلاح التعليم في المنطقة العربية اتسمت بالطابع الجزئي، واعتمدت نماذج جاهزة من تجارب دولية دون مواءمتها مع الخصوصية الوطنية، كما نُفذت في كثير من الأحيان دون مشاركة مجتمعية فاعلة، وبكلفة مالية مرتفعة، ما أدى إلى نتائج محدودة وغير مستدامة.
وأكد العجارمة أن المدخل السليم لإصلاح التعليم يتمثل في تبنّي نهج تحولي شامل يضع المدرسة في قلب عملية التطوير، ويركّز على بناء القدرات المؤسسية، وتعزيز رأس المال البشري، وتحسين جودة التدريس، وربط التقييم والاعتماد بنماذج تطوير مستدامة، مشددًا على أن المعايير والممارسات العالمية ليست حلولًا جاهزة، بل أدوات تُوظف بما يتناسب مع السياق الوطني.
وفي ختام الندوة التي أدارها الدكتور حسين عتوم من كلية العلوم التربوية دار نقاش موسّع بين الحضور حول أبرز التحديات التي تواجه منظومة التربية والتعليم وسبل تطويرها، مؤكدين أهمية استمرار الحوار العلمي وتبادل الخبرات بما يخدم مستقبل التعليم في الأردن والمنطقة العربية.
بعدها سلّم رئيس الجامعة درع جامعة جرش للمحاضر الدكتور نواف العجارمة، تقديرًا لجهوده وإسهاماته العلمية.