"الشؤون السياسية" تنظم ملتقى الشباب والتحديث السياسي في البترا
الوقائع الإخباري : نظمت وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية اليوم السبت، ملتقى "الشباب والتحديث السياسي: مشاركة فاعلة نحو المستقبل" في لواء البتراء بمحافظة معان، بمشاركة 100 شاب وشابة.
ويأتي هذا الملتقى ضمن سلسلة من الملتقيات التي نظمتها الوزارة في أقاليم الشمال والوسط، وأخيراً في إقليم الجنوب وبما يعكس التوزيع الجغرافي للملتقيات بهدف تعزيز الشمولية والمشاركة السياسية في جميع أنحاء المملكة ضمن مسار تحديث المنظومة السياسية.
وتضمن الملتقى جلستين حواريتين، الأولى بعنوان "التحديث السياسي وفرص مشاركة الشباب: دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام والجامعات"، والثانية بعنوان "أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية والانتخابات"، تحدث خلالهما عدد من المسؤولين والأكاديميين، وسط تفاعل من الشباب عبر المداخلات والاستفسارات.
وأكد أمين عام الوزارة الدكتور علي الخوالدة، خلال افتتاحه الملتقى، إن هذا الملتقى يعد فرصة مهمة للشباب للحوار والنقاش المباشر مع أصحاب الخبرة والاختصاص من أكاديميين وإعلاميين ونشطاء في مؤسسات المجتمع المدني، للاستماع إلى آرائهم ومناقشة أهمية مشاركتهم في الحياة الحزبية والسياسية والحياة العامة.
وبين الخوالدة أن الملتقى يأتي في ظل منظومة التحديث السياسي، بهدف تعريف الشباب بالفرص الجديدة المتاحة أمامهم، سواء في قانون الأحزاب أو قانون الانتخاب، وتحفيزهم على الانخراط في العمل العام والحزبي والمشاركة في العملية الانتخابية، ليكونوا جزءاً رئيسياً من عملية صنع القرار في وطنهم.
وأشار إلى أن الملتقى استهدف فئة الشباب من طلبة الجامعات، ومؤسسات المجتمع المدني، والهيئات والمراكز الشبابية، والإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم، مؤكداً أن هناك توجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بضرورة إعطاء الشباب دوراً فاعلاً واهتماماً حقيقياً، وبما يضمن حضورهم المؤثر في الحياة العامة.
ولفت الخوالدة إلى أن الوزارة نظمت 167 جلسة وورشة عمل، منها 95 جلسة حوارية ولقاء، واستهدفت الشباب من خلال 72 جلسة حوارية وتدريبية في مختلف محافظات المملكة، شملت ورشاً وجلسات حوارية حول أهمية مشاركة الشباب بالانتخابات، مضيفاً أن الوزارة ستواصل تنظيم جلسات حوارية مع طلبة الجامعات في جميع الجامعات الأردنية خلال العام المقبل.
وفي الجلسة الأولى، أكدت مفوضة التنمية المستدامة في سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، الدكتورة فاطمة الهلالات، أن الشباب يجب أن يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة القرار، من خلال تمكينهم ورفع مستوى وعيهم وقدراتهم ومعارفهم في المجالات السياسية، مشددة على أهمية دور المؤسسات في دراسة تحديات الشباب والعمل على تأهيلهم وبناء قدراتهم ليكونوا قادة المستقبل وصنّاع القرار.
ودعت الهلالات الشباب إلى ترك بصمتهم في المجتمع، مؤكدة أن مثل هذه الحوارات تسهم في تنمية القدرات الذهنية وبناء الفكر النوعي لدى الشباب، وتعزز مشاركتهم الفاعلة في التنمية السياسية، وبما يتيح نقل تحدياتهم والعمل المشترك على معالجتها لتحقيق الرؤية المستقبلية للوطن.
وبين أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين المحادين، أن هذه الجلسة تميزت بتركيزها على الإصغاء للشباب وعدم الحديث نيابةً عنهم، ما أتاح الاستفادة من آرائهم وملاحظاتهم القيمة المنبثقة من واقعهم العملي، والتي تسهم في تطوير البرامج العملية والارتقاء بالأداء الحزبي، وبما ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية بتفعيل الحياة السياسية، واهتمام سمو ولي العهد بدور الشباب.
وشدد على أن الشباب شركاء حقيقيون وقادرون على إحداث التغيير المنشود، مؤكداً ضرورة الإيمان بقدراتهم وتمكينهم للقيام بدور فاعل في مسيرة التحديث السياسي.
وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحسين بن طلال الدكتور محمد جرار، أن للجامعات دوراً محورياً في التحديث السياسي عبر تعزيز الثقافة والتنشئة السياسية وتوفير الأدوات التي تمكن الشباب من المشاركة الفاعلة في عملية صنع القرار السياسي، لافتاً إلى أن قانوني الانتخاب والأحزاب يوفران فرصاً مهمة يجب على الشباب استثمارها للانخراط في منظومة سياسية متقدمة.
وفي الجلسة الثانية، قالت رئيسة لجنة مجلس محافظة معان عايدة آل خطاب، إن مشاركة الشباب في الحياة السياسية ما تزال دون المستوى المطلوب، ما يستدعي العمل على تحفيزهم وتعزيز حضورهم في صنع القرار، انطلاقاً من قدرتهم على تحديد أولوياتهم والتعبير عن قضاياهم واحتياجاتهم.
وشددت آل خطاب على أهمية بناء ثقة الشباب بالمشاركة السياسية ومنع عزوفهم عن الانتخابات من خلال التوعية ودعم المبادرات الشبابية، وفتح قنوات تواصل فاعلة مع المجالس المنتخبة، معتبرة أن الانتخابات تمثل بداية حقيقية لمسار التغيير وليست نهايته.
وأكدت أن تمكين الشباب وإشراكهم في العملية الديمقراطية يتماشى مع رؤية جلالة الملك وسمو ولي العهد، التي تعتبر الشباب عماد الوطن وشركاء فاعلين في التنمية.
وأشارت مقررة تجمع لجان المرأة في محافظة الطفيلة الدكتورة كوثر الشباطات الى أهمية مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية والانتخابات، مستعرضة الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبدالله الثاني المتعلقة بتمكين المرأة كركيزة أساسية للمواطنة الفاعلة وتحقيق التنمية.
ودعت الشباطات الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي، مؤكدة أن البداية قد تكون صعبة، لكن بالإرادة والإصرار يمكن تجاوز العقبات، وأن الباب مفتوح أمام كل من يدرك أهمية خوض هذا المجال والمساهمة في صنع القرار.