نهاية عصر الندرة.. أستراليا تعلن عن احتياطي حديد يفوق الخيال
الوقائع الإخباري: في اكتشاف جيولوجي واقتصادي يُوصف بأنه «اكتشاف القرن»، أعلن باحثون من جامعتي كولورادو وغرب أستراليا تحديد أكبر رواسب خام حديد معروفة على الإطلاق في مقاطعة هاميرسلي بمنطقة بيلبارا غرب أستراليا.
ويُقدر حجم الاحتياطي الجديد بنحو 55 مليار طن متري من خام الحديد عالي الجودة بنسبة تركيز تصل إلى أكثر من 60% في بعض العينات، بقيمة سوقية تقديرية تتجاوز 5.6 تريليون يورو أو ما يعادل نحو 5.7–5.8 تريليون دولار أمريكي بناءً على أسعار السوق الحالية التي تتراوح حول 105 دولارات للطن المتري.
هذا الاكتشاف يعزز بشكل كبير موقع أستراليا كأكبر منتج ومصدر لخام الحديد في العالم، والتي تنتج حالياً نحو 960–1000 مليون طن سنوياً، ويُتوقع أن يُغذي صناعة الصلب العالمية لعقود طويلة قادمة، خصوصا مع الطلب المتزايد من الصين والهند ومشاريع البنية التحتية العالمية.
ما الذي يجعله «اكتشاف القرن» علمياً؟
الأهم من الحجم الاقتصادي هو الاكتشاف العلمي الذي رافقه، حيث استخدم الباحثون تقنيات تأريخ اليورانيوم-الرصاص وتحليل نظائر الأوزميوم ليثبتوا أن هذه التكوينات الحديدية تشكلت قبل نحو 1.4–1.1 مليار سنة فقط، وليس قبل 2.2 مليار سنة كما كان يُعتقد لعقود طويلة.
هذا التحديث في الجدول الزمني يغير بشكل كامل طريقة فهم العلماء للعمليات التكتونية التي شكلت بعض أكبر رواسب الحديد في العالم، مما يجعل هذه المعلومات حاسمة لفهم تطور التكوينات الجيولوجية وتحويل تركيز الحديد من 30% إلى أكثر من 60% في شكله الحالي.
وأوضحت الدكتورة ليام كورتني ديفيس، المشاركة في الدراسة، أن هذا الاكتشاف قد يكون مفتاحًا لتحسين قدرات التنبؤ في الاستكشافات الجيولوجية المستقبلية، مشيرة إلى أن ربط هذه الرواسب الضخمة بالتغيرات في دورات القارات العملاقة يعزز الفهم للعمليات الجيولوجية القديمة، ويوفر أدوات لتحديد أماكن وجود رواسب جديدة في المستقبل.