عزيزتي هالة زواتي !! تصريحاتك مجانية ..وأحلامك بشمس استوائية لاتخضع للمحاسبة والمساءلة!!

عزيزتي هالة زواتي !! تصريحاتك مجانية ..وأحلامك بشمس استوائية لاتخضع للمحاسبة والمساءلة!!
الوقائع الإخبارية : جمال حداد
هل نحن ساسة نلعب سياسة ام حواة نلعب بالحجر والبيضة ؟.هذا الكلام ينطبق بحذافيره على وزيرة الطاقة والثروة المعدنية في حكومة النهضة العتيدة معالي هالة زواتي... تحت هذه اليافطة،لا غرابة ان تكون وزيراً في حكومة أردنية. ..فالأمر لا يعتمد على الكاريزما الشخصية او الكفاءة بل يعتمد بالدرجة الأولى و الأخيرة على الصداقة بشخص الرئيس،المعرفة،التزكية من هنا و التزريق من هناك،كذلك يمكن ان يكون التوزير جائزة ترضية او للتوازن الجغرافي او الثقل العشائري. لهذا لم يكذب من قال :ـ معالي الشعب الأردني.... فالجميع يقف على الدور بانتظار الإشارة وكل واحدٍ يرى في نفسه الأحقية وله الأولوية في ان يحمل الرتبة الوزارية التي اصبحت مفتوحة على مصراعيها ، وهالة زواتي سارت على ذات القاعدة و لم تشذ عن هذه الظاهرة التي يتفرد الشعب الأردني عن دون شعوب الكرة الأرضية.
من يتابع مسيرة الوزيرة الزواتي يدرك المأساة التي يعيشها الشعب الأردني نتيجة السياسات الخاطئة والقرارات المرتجلة التي أدت إلى الفوضى الاجتماعية العارمة والى مزيد من التدهور السياسي،الاقتصادي حيث عصفت بالسلم الأهلي احد أهم ركائز الأمن و الآمان في مجتمع . كل ماجرى ويجري كان نتيجة التجاوزات و الخروقات حتى وصلنا إلى دوامة العنف المجتمعي جراء غياب وانعدام العدالة الاجتماعية وبروز التباين الطبقي خاصة ذوبان الطبقة الوسطى التي كانت تشكل حجر الأساس وزاوية الإسناد للدولة.فتلاشي هذه الطبقة / العامود الفقري ما تسبب في قطيعة بين القاعدة والقمة وباتت الأمور " شوربة ".
المشتقات النفطية التي لها تماس مباشر بحياة المواطن كالنقل والتدفئة والصناعة هي في الأردن من أعلى الأسعار مع أننا جغرافياً من دول الجوار لمصدري النفط.من هنا طالب المواطن الأردني ولا زال يطالب وزارة الطاقة والثروة المعدنية، منذ فترة طويلة بكيفية احتساب تسعيرة النفط لكن دون جدوى.فالتسعيرة تثير جدلاً غير مسبوق في الشارع الأردني لما يكتنفها من غموض،وضرائب مخفية التي تفرض على مشتقات النفط وبالتالي يدفع ثمنها المواطن كلها ضرائب غير مفهومة وكأننا نحلل كتابة سريالية مما يعطي الانطباع بان لا شفافية في وزارة الطاقة ولا وضوح في التسعيرة.
من جهة أخرى فالتناقض واضح في مقابلات معالي الوزيرة فقد اعترفت ان من أهم هروب المستثمرين ان البيئة الأردنية غير مشجعة للاستثمار ولعل أهم الأسباب وعلى رأسها ارتفاع الضرائب وغلاء الطاقة بشكل لافت.ونعود للحلقة المفرغة ان هذه الأسباب المعلنة والمخفية تشكل حالة طاردة للاستثمار. ثم تعود زواتي للقول :ـ ان العبء الضريبي على المواطن الاردني غير عالٍ قياساً بالسويد والنرويج.ففي الأردن يبلغ 15 % بينما هناك 40 % . وهذه مقارنة غير عادلة بل ظالمة بين دولة السويد التي تقدم لمواطنها كل أنواع الرفاهية من ضمان معيشي ورعاية صحية وتعليمية ووسائل نقل شبه مجانية، وبين دولة فقيرة مديونية تحلب مواطنها حتى اخر قطرة.
المفارقة الفارقة ان زواتي فتحت لطميه على مديونية شركة الكهرباء الوطنية جراء خسائرها البالغة خمسة مليارات دينار،ولم تجد غير المواطن الأردني المهدود وسيلة لسداد هذه المديونية الضخمة.ولو رجعنا لأصل المشكلة لوجدنا ان سياسة الحكومات الأردنية الفاشلة هي التي دمرت شركة الكهرباء الوطنية حسب تحليل منطقي وموضوعي للمهندس عامر الشوبكي الخبير في مجال الطاقة الذي كشف المستور في ان سبب خسارة شركة الكهرباء المليارية، يعود الى السياسات الفاشلة التي انتهجتها الحكومات والتي نتجت عن تقسم سلطة الكهرباء الاردنية التي كانت تدر دخلاً وفيراً على خزينة الدولة،وكان سعر الكهرباء مقبولا ومناسباً لدخل المواطن الاردني،لكن تم تفتيت الشركة إلى شركات متعددة " شركات توليد وشركات توزيع " تم بيعها باسعار رخيصة اثناء الانجراف وراء سياسة الخصخصة بينما تحملت الشركة الوطنية تلك الخسائر والمديونية الباهظة.
في السياق ذاته استهجن رئيس نقابة العاملين في الكهرباء علي الحديد تجاهل وزيرة الطاقة هالة زواتي لطلب النقابة لعقد لقاء معها من اجل بحث مصير 200 عامل سيتم تسريحهم من شركة توليد الكهرباء المركزية في العقبة والمفرق وعمان.،مضيفاً ان هالة زواتي، تتصرف مع الموضوع وكأنها ليست وزيرة مسؤولة ولا يعنيها أمر العامل الأردني مع ان الحكومة تملك 49 % من أسهم الشركة.
التناقضات العجائبية الغرائبية لوزيرة الطاقة زواتي لا حدود لها في صرف تصريحات مجانية ذات اليمين وذات اليسار،اذ انها تملك طاقة لا حدود لها على الحلم بشمس استوائية وهي نائمة في العتمة.فأعلنت ان الأردن سيصدر الكهرباء لكل من فلسطين والعراق والاتصالات جارية على قدم وساق مع السعودية وهناك نية لتزويد سوريا والبقية تأتي من حيث ندري و لا ندري مع ان محولاتنا تنفجر من الاحمال الثقيلة والخطوط السريعة الخارجية بلا اضاءة،وانقطاع التيار قائم وخاصة ايام الصيف الحارة والشتاء القارس.
هذه النغمة اللا معهودة من وزيرة اردنية ، دفعت النشطاء السياسيين للسخرية منها على منصات التواصل الاجتماعي اذ وجدوا فيها مادة دسمة للتسلية،خاصة عندما فجرت القنبلة الانشطارية المعروفة بقنبلة هالة،بالتبشير ان يصبح الاردن دولة نفطية رغم معرفتها اليقينية ان حقل حمزة اليتيم تراجع انتاجة من 400 برميل يومياً الى عشرة براميل. احلام يقظة الوزيرة وخيلتها النشطة، تذكرنا باختراع جهاز الكفتة المصري للمرحوم اللواء عبد المعطي الذي وعد الرئيس السيسي بان جهازه الكفتوي سيحرر البشرية من الايدز والسرطانات بانواعها وامراض الكبد المنتشر في مصر الشقيقة ويحرر مصر من مديونيتها ويحقق لها الرفاهية اكثر من سويسرا،لكن اللواء المرحوم باغته الموت قبل تشغيل الجهاز المعجزة، وقد فسر علماء النفس ان السبب وراء حلمه انه عاش في بيئة فقيرة وكان دائم الحلم بسيخ كفته لكن عزرائيل لم يمهله وقبض روحه. فضاع حلم مصر في سداد المديونية وضاعت احلام المواطنيين بالرفاهية و احبط المرضى بامراض غير قابلة للشفاء.
ولو رجعنا القهقرى لوجدنا اقدم واهم سوق عند العرب سوق عكاظ وسلعته الوحيدة بيع الكلام،ولان الكلام نوعان حسب تعبير الكاتب الساخر احمد رجب كلام فارغ وكلام محشو بكلام فارغ.الاخطر ان الكلام بكل انواعه لا يخضع للمحاسبة وليس عليه جمارك فقل ما شئت لانك خارج المُساءلة والتغطية.

 
تابعوا الوقائع على