دولة عمر !! فك الله ضائقتك .. وعجل عودتك.. وبدد غربتك

دولة عمر !!  فك الله ضائقتك .. وعجل عودتك.. وبدد غربتك
الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد
أين ذاب عمر الرزاز، مالئ الدنيا وشاغل الناس ؟! . تقول العرب في الأزمات حين يحلولك الظلام وتدلهم الخطوب ، ولا يكون بمقدور المواطن الغلبان أن يرى إصبعه ولا التمييز بين الخيط الأبيض و الأسود :ـ { وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر} ،حتى يتلمس الجميع مواقع أقدامهم ولكي لا تزل أرجلهم في حفرة سحيقة وتتكسر عظامهم. لكن بدر الرزاز ، لم يظهر في سماء الدوار الرابع من اجل ان يبدد شكوننا ويُهدأ من روعنا،ونطمئن على أن رئيسنا صاحب الولاية،وماسك الدفة،وحامل الراية بألف خير، قلقنا يزداد يوماً بعد يوم، فك الله ضائقته وعجل عودته،وبدد غربته، لنحتفل بعودته من اجل أن ننحر الابل ونذبح الخراف لإطعام الجائع والبائس وابن السبيل صدقة وتصدقا بأوبته المباركة....ـ فالرئيس غالي علينا ورجعته تثلج قلوبنا وتسعد نفوسنا ـ.
أين الرئيس ؟!. هل ذاب كقطعة سكر في كأس ماء عذبة ؟!. هل كبا حصانه وانكسر سيفه أم سقط بعيره على وجهه ؟!. خالد بن الوليد انتصر في كل معاركه ولم ينطعج رمحه ولم يتثلم سيفه وظل محارباً ابهر العالم بفروسيته وصلابة شخصيته ،كان رجل مواجهة من الطراز الأول ولم يفت في عضده يوم عزله عمر وهو يتربع على القمة ونزل إلى الصف الأول وقاتل كجندي وهو يرد على نظرات الجند واستغراب القادة :ـ أنا لا أحارب في سبيل عمر بل في سبيل رب عمر....هذه هي التضحية وهذه أخلاقية الفرسان ـ صمد ولم ينسحب ـ .
عنترة العبسي عبد مملوك،عندما غزت قبيلة أخرى قبيلة سيده، حمل رمحه وقاتل إلى ان قلب موازين المعركة، ولاحق فلول الأعداء. عنترة ليس علمانياً ولا يحمل شهادة من هارفارد بل الأدهى انه لا يحمل الابتدائية ولا يفك الخط،لكنه أرسل قامته عاليا وفرد صدره ليذود عن قبيلة سيده.بهذا سجل أعظم مواقف البطولة حتى ذاع صيته وتغنى به الركبان والعربان إلى يومنا هذا. إنها المواجهة وتحدي الأزمة وتفريغها من الشحنات الضارة والقاتلة نسأل أولي الامر والحل والربط وسؤالنا مشروع وصحي أين اختفى الرئيس ؟!. إن كان مريضاً سنقدم له أحلى أطباق الحلوى وعلب الشيكولاته الا أننا لا ندري عنه شيئاً.كم كان بودنا ان يطل علينا دولة الرئيس في ظل تنامي الشائعات المغرضة ليبددها في زيارة حتى لمركز صحي او يستمع إلى شكاوي أصحاب البسطات التي جرى كنسها في قاع المدينة أو طلة تلفزيونية عابرة.
دولة الرئيس :ـ و انت صاحب الولاية الأولى اذ أن كل ما في البلد يغلي و انت غايب طوشة ـ لا حس و لا خبر ـ. المعلمون حائرون والطلبة تائهون و أولياء الطلبة على احر من الجمر ولا صوت للحكومة حتى من صقورها أو وزراء التأزيم. أين انتم ؟!. ومن هي المرجعية في غياب المرجعية الأولى ؟!. من يفاوض المعلمين ؟!. البلد مأزومة والناس تقف على رؤوس أصابعها بينما الشائعات تنخر العظام.شائعات كلها كذب وافتراء،ومقالات مغرضة وصفحات على الفيسبوك منحولة والطابور الخامس يقذف بمدفعيته الثقيلة ورمي كل مؤسسات الدولة بالقذائف الحارقة،كل الأعداء يحاولون تدمير منجزاتها وتلويث سمعة البناة و تاريخ الآباء المؤسسين،ناهيك عن الهجمات هنا وهنا.
ان هذا لا يجوز في مملكة عمرها مائة سنة وقلبها يملأه الرحمة للأشقاء العرب من الجهات الأربع،وها هي اليوم تضيق بمحاورة بناة أجيالها وعنوان رقيها وحضارتها.إنها مأساة تُقطّع نياط القلب وتشد الأعصاب المشدودة اصلاً ....يا الله احم الأردن و أهله ومليكه وخلصه من ضائقته وديونه.
دولة الرئيس :ـ نعرف ضعف الحكومة البنيوي ونعرف ان خزائنها فارغة ولكن يجب ان لا تبقى الأمور معلقة في الفضاء، الكل في صمت مطبق باستثناء تصريح قصير ـ رفع عتب ـ أدلت به معالي جمانة غنيمات الناطق الرسمي للحكومة ، أكدت فيه على لغة الحوار.السؤال الذي يطرح نفسه اين الحوار؟!.
في حين لا احد يعرف اين الرئيس. ان هذا الوضع نتائجه خطيرة على الدولة والناس وسيقود إلى الفوضى و الإضراب.في هذه الحالة من يتحمل المسؤولية وعلى من تقع ؟ ومم يتحمل الكارثة ان وقعت .خاصة ان نقابة المعلمين هددت بالتصعيد فسيبقى الحبل على غاربة و الأمور مفتوحة إلى ما لا تحمد عواقبها لكن الخاسر الأول الأخير هو الوطن والطلبة ذخيرة المستقبل وعدته. يا الله أليس من رجل رشيد ؟!. يرشد الناس إلى طريق رشيد ونخرج من هذه الأزمة التي أثرت على سمعة البلد والسياحة والاقتصاد ناهيك عن عائلات الطلبة المستفزين على أبنائهم وكذلك المعلمين المعلقين باعتصام بلا حوار منتج .بأمانة مطلقة الكل مأزوم والكل مهزوم في غياب الحلول الموضوعية التي تُرضي الجميع.
ليس من المصلحة الوطنية الدخول في صراع مع المعلمين،في الوقت التي أظهرت مرونة كبيرة عندما استجابت و تجاوبت للدعوة الملكية التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني للدخول في حوار بناء مع الحكومة دون شروط مسبقة،وبذلك تقدم النقابة تنازلاً بعد إعلان جلالته ان الحوار هو السبيل لحل قضية المعلمين.ورغم ذلك لم يصدر عن وزير التأزيم وزير التربية والتعليم وليد المعاني أي استعداد من الحكومة لجولة ثانية وهذا يدل على تطنيش الرزاز لأخطر المسائل الوطنية التي تمس أكثر من مليون ونصف طالب وذويهم ومائة ألف معلم. حمى الله الأردن وشعبه والقيادة الهاشمية الحكيمة
.

 
تابعوا الوقائع على