أبو رمان : مشكلة البطالة مرتبطة بإشكالية الإدماج الاقتصادي للشباب في سوق العمل

أبو رمان : مشكلة البطالة مرتبطة بإشكالية الإدماج الاقتصادي للشباب في سوق العمل
الوقائع الإخبارية: خلص وزير الثقافة وزير الشباب الدكتور محمد أبو رمان في محاضرة بعنوان "الدولة والشباب: من الأزمة إلى الحل"، القاها مساء امس في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بعمان، إلى أنّ مشكلة البطالة مرتبطة بإشكالية الإدماج الاقتصادي للشباب في سوق العمل. وتابع الدكتور أبو رمان في المحاضرة التي أدارتها الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، أن تلك المشكلة في جزء منها مرتبطة بإشكالية العلاقة بين الدولة والمواطن أو مفهوم المواطنة نفسه، والحقوق والواجبات والتوقعات، وماذا يتوقع المواطن/ الشاب من الحكومة والعكس صحيح. وقال في المحاضرة التي تأتي ضمن أيام مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية في جبل عمان، إن "حالة عدم اليقين المشتبكة بالإحباط وانتشار مشاعر الغضب من الأوضاع القائمة وعدم نجاعة السياسات الاقتصادية والتنموية العربية هي أخطر ما يواجه الشباب العربي اليوم". وتابع أبو رمان إن ذلك "يدفع بهم إما إلى الهجرة،أو التطرف، أو الوقوع في فخّ المخدرات وغيرها؛ من آفات محيطة بهم تمثل البيئة الحاضنة، بدلاً من أن تكون تلك البيئة مشتبكة مع مناخات الإبداع والإدماج والاندماج في العمل العام". واضاف : يجب أن نشتبك معاً في تحديد وتعريف الوضع الراهن وإشكالياته وتشابكاته وتعقيداته، لأنّ التوصيف الصحيح والتعريف الدقيق للعلّة والمشكلة يساعد تماماً على إدراك الحل ومضامينه المطلوبة، مؤكدا أن "العلاج الخاطئ" يفاقم المشكلة ويزيد من صعوبة الحل المطلوب. ولاحظ أبو رمان أنّ خطاب الدولة شهد تحوّلاً كبيراً تجاه الشباب، وانتقل من مرحلة يرتبط فيها الشباب فقط بالرياضة ووقت الفراغ، إلى مرحلة يرتبط فيها الملف بالأخطار التي تواجه الشباب؛ كالتطرف والإرهاب والمخدرات ودعوى انخفاض منسوب الشعور بالهوية الوطنية لصالح الهويات الفرعية. وبين أن موضوع الشباب لم يعد هامشياً أو مهمشاً، وهنالك قناعة راسخة لدى صانع القرار اليوم بأهمية ملف الشباب وضرورة التعامل معه بجدية وكأولوية، وهو ما قد يساعد على تحرير مساحة واسعة من التشريعات والسياسات لخدمة الشباب. وبشأن الأخطار المتعلقة بالتدافع الراهن بين الدولة والشباب، اعتبر أبو رمان أن حجم التداخل والتقاطع الكبير بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، الدولية والوطنية، يجعل البرامج والأجندات متزاحمة ومتضاربة في أحيان، ما يمنع من إقامة جدول أعمال وطني استراتيجي مرحلي لملف الشباب. واعتبر أننا في حال تعريف حجر الزاوية في النظر إلى ملف الشباب في خطاب الدولة الإعلامي، وبما يعكس منظور الدولة لملف الشباب سنجد أنّ كلمة "البطالة" هي المفتاح الرئيس، لافتا إلى أن هنالك قلقا شديدا مشروع وصحّي من المعدل غير المسبوق للبطالة في الأردن، وتحديداً لمئات الآلاف من الشابات والشباب ممن ينتظرون فرص عمل، مع وجود فجوة حقيقية بين حالة السوق وخريجي الجامعات. وأكد أبو رمان أن القوى السياسية والأحزاب لم يطوّرا خطابهما تجاه الشباب، لأسباب موضوعية وذاتية، لا تدخل في نطاق البحث هنا، معتبراً أن الأحزاب التي نجحت في إدماج الشباب في أطرها التنظيمية، وصعّدت قيادات منهم إلى الصفوف العليا وإلى عملية صنع القرار، لم تستطع إدماجهم بصورة سلسة في العمل السياسي العام. وأوصى أبو رمان بالإنصات لجيل الشباب، وتدشين قنوات من الحوار في مختلف المجالات، وإبراز صوت الشباب في المجتمع، وإيجاد منصات لهم للتعبير عن أنفسهم، وتوفير المساحات الصديقة لهم والخدمات المطلوبة لتحقيق هذه الغاية، ثم العمل معهم على تنفيذ أحلامهم ضمن مسار توافقي ينسجم مع إمكانيات الدولة وقدراتها المالية والاقتصادية. كما أوصى ببناء الأطر والإمكانيات والديناميكيات لتصعيد قيادات شبابية تمثل جيل الشباب وتندمج في عمليات صنع القرار السياسي والاقتصادي. من جهتها، قالت قسيسية "على الدوام يؤكد جلالة الملك، عبدالله الثاني، ومنذ توليه سلطاته الدستورية وجه جميع المؤسسات للعمل مع الشباب، معتبراً إياهم المستقبل الذي نريده مشرقاً لهذا البلد، وكذلك التواصل مع الأجيال الشابة في سبيل صياغة مستقبل الأردن".
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير