حجارة الشطرنج و اصابع الافرنج
بسام الياسين
الأبيض أبيض , و الأسود أسود , و المصابون بعمى الألوان يلقون القبض على زرقاء اليمامة بتهمة سلامة الرؤيا واستشراف المستقبل. فالقوانين المكتوبة بالحبر السري،تعلن بصراحة البقاء للأعمى .خاب فألهم ، الأبقى هو الانسان و الاوطان والباقي الى سلة النسيان .الجياد الأصيلة , تشم رائحة المطر قبل هطوله... تقودها خطاها إلى منابت العشب... ينابيع الماء. تركض في ساحات الغضب يوم يغضب الوطن . ـ الجياد ـ ليست قطارات تنزلق فوق قضبان حديدية مرسومة لا تحيد عنها , و لا تقوى على الخروج منها او التمرد عليها،الاوطان تعج بالفرسان ، القبضات القوية، الجباه العامرة بالإيمان ولن تظل مشلولة كما هي الآن مهما اشتد القمع وبلغ الاستبداد.فلقد شب المواطن عن الطوق وانتهى الزمان التي تحبس فيه الانظمة مفكريها،تطارد مبدعيها،تطرد علماءها دون حساب او مُساءلة. إن لم تكن حجراً على قارعة الطريق. تحرك في الاتجاه الصعب , بوصلتك حسك الوطني , و مصلحة الأمة و الا فانت لا تختلف عن الارنب في انك تدب على ساقين من خوف وهلع،كذلك الجياد داخل الرقعة الشطرنجية،جياد خشبية من أدوات اللعبة. اللعبة شطرنجية في حكم الشعوب مرفوضة و محكوم عليها باللعنة. فرسان الوطن حاضرون في حضرة الوطن و حدقات الوعي , يقفون خارج اللعبة و ضدها . و لكل فارس بوصلته و قبضته الصلبة، و سيفه القاطع دفاعاً عن اوطان، دخلت دائرة الاستباحة من الاركان الاربعة .
فلسطين مثالاً لا حصراً ,تشهق بتكبيرة اقصاها،تدافع عن عروبتها بعد ان انكرها العربان.هي مشغولة في صناعة التوابيت وتأشيرات المنافي. وعلى مدى عقود طويلة، لم تخلع ثوب حدادها.ثوب ازداد سواداً بعد اتفاقيات العار... كامب دافيد ،وادي عربة وجريمة اوسلو وما استتبعها من خيبات، يندى لها الجبين .
مخجل ما يحدث – لا أستثني أحداً – اذ أن الجميع في سلة التفريط،.فتحوا.للصهاينة الابواب ، وانشغلوا بـ "باب الحارة "وعنتريات العقيد المزعومة، في وقت ضاقت به السجون والزنازين الوطنية، وبلدان الشتات ما عادت تتسع لعربان سوريا،ليبيا،،العراق،اليمن ،لبنان ،فالمنافي صارت احلاماً للشباب يغامرون بركوب قوارب الموت اليها هرباً من جور الانظمة مع انهم يعاملون هناك كمخلوقات دونية.امتنا امة التناقضات ليس فيها قيمة لإي قيمة.ثروات فلكية تُبدد حتى حدود الكفر في التدمير و فقر يلامس الكفر و يهين الكرامة ويدفع الناس للعيش على الزبالة .
الدول العربية دول استهلاكية،لا تُصدّر ما اكتشفه الغرب في باطنها. هي تستورد قمحها و افخم السيارات وترفع ناطحات السحاب وتشيد اجمل العمارات،لكنها فشلت في عمارة الانسان وقدرته على اعمار وطنه،لان الخارطة العربية، رقعة شطرنجية ـ ما ومن ـ عليها اصابع اجنبية،ومن يعترض على قولنا فلينظر الى القواعد الاجنبية المرصوفة كالفسيفساء في بلادنا من " المحيط الهادر الى الخليج الثائر"
مشهد عربي مقيت، ذروة العقلانية فيه ، أن تلقي بعقلك في مهب الجنون، تنتعل العاصفة المتمردة. رافضاً عقلية القطيع ومنطق الراعي والرعية والعصا الطويلة.فإما ان تكون او لا تكون لا ان تعيش عمرك محروماً او ورقة محروقة......!. مدونة بسام الياسين