القرصنة الإلكترونية.. جرائم تخترق الخصوصية وتسبب المشاكل لرواد منصات التواصل
الوقائع الإخبارية: كنت أتراسل أنا وصديقتي على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام”، وفجأة بدأت ترسل لي صورا غريبة معظمها مخلة بالأخلاق”.. بهذه الكلمات المرتبكة وصفت هديل ما حدث معها.
وتكمل "تساءلت عن سبب مراسلتها لي بشكل غريب لتنكر، وقالت لي لست أنا، لأكتشف بعد ذلك أن ما حصل سببه أن حساب صديقتي تم "قرصنته”، وهنالك من يديره ويقوم بإرسال صور وكلمات غير لائقة”.
حالة هديل ليست الوحيدة، إنما العديد من الأشخاص يتعرضون لهذا النوع من القرصنة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويكتشفون أن هنالك من يتحكم بصفحاتهم ويرسلون من خلالها طلبات صداقة، كذلك يراسلون أصدقاء الصفحة، ويستغلون ذلك بعبارات وصور خادشة.
ويوضح خبراء أن الجريمة الإلكترونية تقع ضد الأفراد وتسمى بـ”جرائم الانترنت الشخصية”؛ إذ يتمثل أكثرها بسرقة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
وينصح خبراء أن يكون الشخص أكثر وعيا وحذرا بالتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، واتباع النصائح بخصوص إجراءات الحماية للمواقع والتطبيقات المستخدمة، وعدم الاحتفاظ بما هو شخصي على الأجهزة المستخدمة، وحماية البيانات الشخصية.
مدير وحدة الجرائم الالكترونية المقدم رائد الرواشدة، يبين أن على من يتيقن بأن هناك أي تحايل أو خلل في حسابه الإلكتروني أن يقدم شكوى رسمية لإخلاء المسؤولية عما يحدث في الحساب حتى استرداده للشخص المعني.
أما عن العقوبة التي من الممكن أن توضع على الشخص القائم بفعل الجريمة فتكون مختلفة وبحسب الجرم، وعليه يجب أن يتدخل القضاء في معرفة الأحكام ونوع الجريمة، هل هي إلكترونية أو أخرى.
رنيم عماد، تملك حسابين على "انستغرام”؛ أحدهما قديم جدا لا تستخدمه منذ فترة طويلة، حتى أنها حذفته فاعتقدت أنها تخلصت منه، إلا أن إحدى صديقاتها سألتها إن كان لديها حساب آخر، فأكدت أنه قديم ولم تعره أي اهتمام.
لكن المفاجأة عندما تلقت اتصالا من صديقة أخرى بأن هناك من يستخدم حسابها لتكون النتيجة أنه مقرصن أيضا ويتم استخدامه من شخص يعمل على إضافة أصدقاء رنيم والتواصل معهم وحتى إرسال كلمات غير لائقة.
ويوضح المقدم الرواشدة أنه أحيانا كثيرة تبدأ الجريمة من خلال السرقة للحساب الالكتروني، لكن تنتهي بجرائم أخرى أكبر من ذلك، وتدخل فيها عقوبات أخرى يحكم فيها القاضي.
وينصح الرواشدة، مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، بأن يكونوا أكثر وعيا بما يستخدمونه من تطبيقات، ومدى الحماية التي يقومون بها على مواقعهم الالكترونية وتطبيقاتهم وأن يربطوها بأرقام هواتف أو ايميلات مختلفة ليتم التوصل سريعا في حال تم اختراق أحد هذه التطبيقات وتقليل نسبة الخطر من هذا الاختراق.
علي عبدالرحمن، بدوره، تقرصن حسابه على "فيسبوك”، ويبين أن هذا الأمر حدث بعد أن وصله من أخيه رابط فيديو فتحه، ولم يتوصل لشيء مهم ولم يتساءل عن ماهيته، ليتفاجأ من أصدقاء له مقربين يقولون له "لماذا ترسل مقاطع فيديو إباحية على صفحتك الرئيسية”.
ذلك الأمر أثر عليه سلبا وحاول الوصول إلى صفحته لكنه لم يتمكن، فقدم شكوى رسمية في وحدة الجرائم الالكترونية وتم الوصول للشخص واستعادة الحساب، لكنه كان خارج الأردن، وكل ما استطاع أن يقوم به هو الاعتذار من أصدقائه على صفحته وشرح ما حدث معه لهم.
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع، يؤكد أنه اليوم، ومع تسارع الحياة التكنولوجية وكثرة التطبيقات وما يحدث في عالم الانترنت، أصبح الشخص أكثر انفتاحا على ما هو حوله، ومن الممكن أن يقع في أزمة كبيرة واختراق للخصوصية.
لكن ينصح جريبيع الفرد بأن يكون أكثر ذكاء ووعيا بالعالم الافتراضي وأن يتبع نصائح الخبراء بخصوص الحماية للمواقع والتطبيقات المستخدمة، وكثيرا ما يسمع بأن على الفرد ألا يحتفظ بما هو شخصي بشكل كبير على أجهزته وتطبيقاته خوفا من فقدان الهواتف أو عمليات اختراق الحسابات الالكترونية.
ويبين الخبير في السوشال ميديا خالد الأحمد، أن هناك الكثير من الطرق التي يمكن للشخص المقرصن أن يدخل بها على حسابات الآخرين كالبريد الالكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى الحسابات البنكية، ومن أكثرها شهرة إرسال رابط يحمل صفحة "فيسبوك” أو الايميل، ما يجعل الفرد يفتحه ويكتب بياناته الشخصية، وبهذه الطريقة يتم سرقة الحسابات بسهولة ومن دون عناء.
ويؤكد أن هناك طرقا أكثر احترافية وتطورا؛ إذ قد يتم وضع تطبيقات أو أجهزة ليستطيع القراصنة الدخول إلى البيانات بسهولة، وبالتالي التحكم بالجهاز بالكامل، أو التجسس على ما يكتبه الشخص على لوحة المفاتيح.
ومن ناحيته، يؤكد جريبيع أن هذه الجرائم اليوم هي في ازدياد، حتى أنها أظهرت الكثير من التصرفات والسلوكيات الغريبة عن المجتمع الأردني والوطن العربي، وجعلت البعض يستبيح خصوصية الآخر.
وعطفا على ذلك، يؤكد مدير وحدة الجرائم المقدم رائد الرواشدة أنه في العام الماضي تم مراجعة 7500 قضية للجرائم الالكترونية في الأردن.
وينصح الأحمد بأخذ الحيطة والحذر عند استخدام السوشال ميديا ومن يتم التواصل معهم، وعند ملاحظة ما هو غريب في حسابات الشخص المعني، يجب تغيير كلمة السر سريعا وجعلها أكثر تعقيدا عما كانت عليه.
وفي حال تم التعرض للسرقة أو الاختراق، على الشخص المعني أن يفصح عن مشكلته وأن يقدم شكوى رسمية بذلك عند الجهات المعنية.