الأزمة الأقتصادية مسؤوليتنا جميعاً
بلال حسن التل
وفي جانب المفاهيم والقناعات أيضاً لابد من الاعتراف بأن من أسباب تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تواجهه بلدنا غياب الشفافية، مما أدى إلى ربط الوضع الاقتصادي في أذهان الأردنيين بالفساد والرشوة والمحسوبية من جهة، وبسوء الإدارة وفشل التخطيط من جهة ثانية، وبفقدان الثقة ببرامج وخطط ووعود الحكومات وبجديتها في التصدي لمعالجة الأوضاع الاقتصادية من جهة ثالثة، خاصة في ظل ما يتحدث عنه الناس من التضارب بين أقوال الحكومة وأفعالها، من ذلك على سبيل المثال أنه في الوقت الذي تشكو فيه الحكومة من تضخم الجهاز الوظيفي، فإنها لا تتوانى عن الإسراف بالتوظيف عن طريق العقود الشاملة وعقود شراء الخدمة، وهي عقود تمكن اصحابها من إشغال أكثر من وظيفة في نفس الوقت، ومن ثم تؤمن لهم دخولاً عالية في ظل نسب بطالة مرتفعة يعاني منها أبناء الوطن، كذلك يكثر الحديث عن بذخ الحكومات كالإنفاق على الديكورات والأثاث واستبدال السيارات الحكومية. وسوء استعمال السيارات، كذلك السفر وبدلاته إلى غير ذلك مما يتحدث عنه الناس من مظاهر البذخ غير المبرر لدولة محدودة الموارد تدعو حكومته مواطنيه إلى شد الأحزمة. لذلك فإنه من المهم أن تقدم الحكومة نموذجاً يقتدى به في سلوكها الاقتصادي، لبناء ثقة المواطنين ببرامجها وخططها للإصلاح الاقتصادي.
خلاصة القول في هذه القضية: أننا جميعاً شركاء وإن كنا بنسب متفاوتة في صناعة أزمتنا الاقتصادية، لذلك فإن الخروج منها يقع على عاتق كل واحد منا مهما كان موقعه.