خبراء: مصادقة نتنياهو على قانون بضم الأغوار الشمالية...محاولة لفرض قوته السياسية الواهية
الوقائع الإخبارية: يحاول رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، بمصادقته على تقديم مشروع قانون للكنسيت، من شأنه أن يطبق سيادة إسرائيل على الأغوار الشمالية، ان يثبت مرة أخرى، بأنه السياسي الوحيد القادر على فرض السيادة السياسية والقانونية على ما يسميها "أرض إسرائيل الكاملة”.
ويرى خبراء ان قرار نتنياهو، يأتي مباشرة بعد اعلان وزارة الخارجية الأميركية تغيير موقفها حول عدم قانونية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وحرصه على استغلال وجود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض حاليا، لإعادة رسم حدود إسرائيل، ما سيجبر المجتمع الدولي على التساؤل؛ عما إذا كان هناك أي احتمال لوجود حل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتحقيق فرص السلام الشامل في المنطقة.
المحلل السياسي الدكتور خالد شنيكات، قال ان تنفيذ نتنياهو وعده بضم غور الأردن، يطرح إعادة النظر بكيفية السياسة التي ينتهجها تجاه عملية السلام والحلول المطروحة، وقرارات الشرعية الدولية.
ويضيف "يبدو التحليل النفسي والاجتماعي والثقافي لشخصية نتنياهو واضح، فخطه الأيديولوجي يشير إلى أن لا دولة فلسطينية غربي النهر، وتبلور هذا، في البرنامج السياسي لحزب الليكود والأحزاب الدينية المتحالفة معه، ويرافق هذه الأيديولوجيا لليكود وزعيمه، الرغبة العارمة في الفوز بأصوات المستوطنين والمتطرفين”.
وأضاف "هذه المرة أيضا، يساعد نتنياهو التغيرات الكبيرة في موقف الولايات المتحدة الأميركية، والتي كان هو سببا بإحداث التغيير فيها، الى جانب السفير ديفيد فريدمان في اسرائيل وكبير مستشاري البيت الابيض كوشنير، بالإضافة لمعتقدات ترامب ورؤاه أيضاً، وتتمثل أهم هذه التغيرات، باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل، والاعتراف بضم اسرائيل لهضبة الجولان، وأخيراً الاعتراف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية”.
ولفت الى أن هذا العصف وعلى نحو نهائي بفكرة الدولة الوطنية الفلسطينية المراد إنشاؤها، شجع نتنياهو للشروع بخطوات فعلية لضم غور الأردن، الذي يشكل ثلث الضفة الغربية، وبجانب ذلك، الضعف العربي الشديد، والتراجع في شتى المجالات، بل إن بعضها دخل في حروب طاحنة، وبعضها تفكك.
وعلى صعيد الجبهة الداخلية، يقول شنيكات، ان نتنياهو يسعى بقوة لان يفوز بولاية جديدة برغم فشله بتشكيل الحكومة، وسيعمل بجد في حال الفشل بهذه المهمة من حزب غانتس، للفوز بالانتخابات المقبلة، والتي قد تكون الثالثة اذ ما فشل بتشكيل الحكومة، وبوصفه الزعيم الأقوى والأحرص على أحلام الإسرائيليين، لهذا يخوض حروبا في غزة وسورية والعراق، ومناطق ربما أبعد من ذلك”.
وقال "لذلك؛ من المؤكد أن إسرائيل ذاهبة باتجاه إكمال مشروعها، بعدما أفشلت خيار حل الدولتين، والتهرب من استحقاقات السلام، لتعيد تشكيل المعادلة ككل، وتغيير قواعد اللعبة، مع عدم خسارة العالم، وحتى ممن لهم مصالح في عملية السلام”.
وصادق نتنياهو اول من أمس، على تقديم مشروع قانون للكنسيت، من شأنه أن يطبق سيادة إسرائيل على الأغوار الشمالية، في وقت قالت فيه عضو الكنيست عن حزب الليكود شارين هاسكل التي اقترحت مشروع قانون ضم الاغوار قبل أسابيع، انه مشروع يحظى بدعم رئيس الوزراء الاسرائيلي الكامل.
وقدمت هاسكل طلباً لإعفاء مشروع قانونها بضم غور الأردن من فترة الانتظار الإلزامية ومدتها 6 أسابيع، وعرضه للتصويت في الجلسة المكتملة بالكنيست الأسبوع المقبل.
وزير الخارجية الأسبق كامل ابو جابر، قال إن مصادقة نتنياهو على تقديم المشروع للكنسيت من شأنه أن يطبق سيادة إسرائيل على الأغوار الشمالية، ويأتي بعيد قرار واشنطن حول عدم قانونية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وما سبقه من قرارات قدمتها الادارة الاميركية، والتي لن تتوانى عن تقديم الهدايا لإسرائيل، لتقوية نفوذ نتنياهو وضمان حظوظ نجاحه سياسياً.
وقال ابوجابر ان الولايات المتحدة، كشفت عن وجهها الحقيقي في الانحياز الصارخ لإسرائيل ولليمين المتطرف بالسيطرة على المناطق الفلسطينية والتعدي على الحقوق، وهي بذلك قتلت أي حلول عادلة لعملية سلام مقبلة في المنطقة، ضمن مخططها السياسي الذي يعرف بـ”صفقة القرن”.
وتوقع بان تتخذ الادارة الاميركية الحالية، خطوات أكثر حساسية تمس القضية الفلسطينية، بالتزامن مع الاجراءات الاحادية الجانب من اسرائيل، بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، كذلك وضع معظم أراضي الأغوار تحت سيادة الاحتلال، معتبراً ذلك خطرا كبيرا يهدد القضية الفلسطينية، ويجب مواجهته فلسطينياً وعربياً ودولياً.
السفير السابق احمد مبيضين، أكد ان نتنياهو تجرأ قبل أشهر وأعلن بشكل صريح، نيته تطبيق سيادة إسرائيل على الأغوار الشمالية، وهذه الشجاعة لا تتأتى الا بحصوله على ضوء اخضر اميركي، في وقت تشهد العلاقات الاميركية الاسرائيلية عصراً ذهبياً في عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي يقدم لاسرائيل كل شيء.
وبين ان قرار المصادقة على مشروع قانون للكنيست الذي سيطبق سيادة إسرائيل على الأغوار الشمالية ، يهدد فرص التوصل لحل قائم على اساس الدولتين، مضيفاً انه يعد بمنزلة رأس جبل الجليد من مخطط ضم أوسع، يشمل الكتل الاستيطانية والمستوطنات بما فيها البؤر الاستيطانية في الاغوار والضفة الغربية.
وكان نتنياهو أعلن قبيل الانتخابات الإسرائيلية في أيلول (سبتمبر) الماضي، أنه "في حال إعادة انتخابه، سيضم غور الأردن”، وصوتت حكومته على تحويل المستوطنة العشوائية "ميفوت يريحو” في الاغوار إلى مستوطنة رسمية.