قصائد حيدر محمود... كحبات لؤلؤ انقطع عقدها وتناثرت على الجمهور

قصائد حيدر محمود... كحبات لؤلؤ انقطع عقدها وتناثرت على الجمهور
الوقائع الإخبارية: كحبات لؤلؤ انقطع عقدها، فتناثرت على الجمهور، سالت أبيات الشعر التي صدح بها شاعر الأردن الأول وشاعر الضفتين حيدر محمود، فدغدغت المشاعر، ولامست الأنفس، وألهبت الحماسة، وما كان بها إلا أن أرست بمعانيها موانىء الصدور وثنايا الأضلع. شدت الانتباه في اللحظة التي ارتفع بها صوت شاعرنا الكبير، محلقا بأبياته الشعرية التي تغنت بالوطن وحبه وكبريائه وتغزلت بإنجازاته وإشراقاته، في سماء كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية التي احتضنته بحب وحفاوة في ندوة شعرية نظمها منتدى الجامعة الأردنية الثقافي، وحضرها رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة. استضافة محمود جاءت بطلب من رئيس المنتدى الثقافي الدكتور صلاح جرار الذي قدمه في الندوة، وحمل على عاتقه نقل رسالة (طلب) طلبة الجامعة، ورغبتهم في الاستماع لعدد من قصائده، وما كان بشاعرنا إلا أن يلبي الدعوة، للعلاقة الحميمة التي تربطه بالجامعة الأردنية، فهي على حد قوله (هي جارته وهو جار لها)، وما يكنه من حب لرئيسها وأساتذتها وطلبتها من مختلف كلياتها من فنون وآداب وسياسة وأيضا اقتصاد. وبالرغم من إشادة محمود بكلية الطب وما تشكله من نموذج يحتذى به من حيث أساتذتها وخريجوها وإنجازاتها، إلا أنه لم يخف انحيازه لكلية الفنون، الحاضنة الأمينة للثقافة والموروث العربي والفني الغني الذي امتزج بخبرات وتجارب أساتذتها، وانعكست على مختلف أنشطتها الفنية التي تواظب على تنظيمها. استهل محمود أول إبداعاته الشعرية بأبيات من قصيدة المئوية التي جسدت تاريخ الأردن.. (هنا رغدان)، ولحنها مغناة؛ عضو هيئة التدريس في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الدكتور والفنان محمد واصف، والتي جاء مطلعها بـ: (أقام بناءها الملك الشهيد/فباركت العقود به العقود/وقد كانت لكل العرب دارا/ وليس لغيرهم فيها وجود)، تبعها بقصيدة تغنت بالقيادة الهاشمية ولمعرب الجيش، جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله قائلا: (يا قائد الجيش يا رمحا يعانقه رمح/ ويا سيدا من سادة نجب/ إليك تنتسب الرايات خافقة/ يا خير منتسب يرجى لمنتسب). وفي قصيدة أخرى، قالها في المغفور له الملك الحسين صاحب الوصاية الهاشمية، وأعاد قولها لجلالة الملك عبد الله الثاني، حيث إنه امتداد للملك الراحل، أنشد محمود أبياتا شعرية مطلعها)يا سيدي السيف/ لا كانت سيوف بني أمي/ ولا ضحكت يوما بواكيها). وعندما عادت الباقورة والغمر، بعث محمود بطاقة حب إلى شيخ الحمى؛ جلالة الملك عبد الله الثاني، مباركا له وللوطن ولأهله عودتها وقال (أعدت فينا الحمى/ يا شيخ خير حمى/ أرضا مباركة نزهو بها وسما/ لقد صبرنا على نصف الرغيف معا/ وسوف نرضى بما الرحمن قد قسما.....). جرار، وخلال إدارته للندوة التي حضرها جمع كبير من أسرة الجامعة من أساتذة وإداريين وطلبة، أشار إلى أن الندوة الشعرية التي اجتمعوا فيها للاستماع إلى قلائد مما أبدعه محمود في تعزيز حب الوطن والكبرياء الوطني، جاء انعقادها تزامنا مع إنجاز وطني أردني كبير، وهو استعادة منطقتي الباقورة والغمر من الاحتلال الصهيوني. وقال إن محمود؛ شاعر الأردن بلا منازع، ولم يزل منذ أن نطق الشعر يتغنى بالأردن وترابه وشيحه، وقيصومه، ودفلاه، كما يتغنى بقيادته، وبرجالاته، وجيشه الباسل، وكل إنجازاته، ويعبر عن أحلام شعبه، وآماله وتطلعاته، بلغة شعرية أخاذة وعذوبة فائقة، مؤكدا أن محمود لم يتغير عن حب الوطن، ونظم القلائد البديعة فيه، رغم كثرة الأشياء التي تغيرت، ومعربا عن فخر الأردن بشاعرها الكبير حامل مشعل الأمل، بالنصر والكرامة. الندوة الشعرية لم تتوقف عند هذا الحد، فطلبة الجامعة الأردنية، قدروا الحب الذي فاض به محمود لهم ولأساتذتهم خلال الندوة الشعرية، ليبادلوه الحب بمفاجأة أعدها وأشرف عليها الدكتور محمد واصف حيث تراقصت أبيات شعر محمود على ألحانه في المغناة التي لامست الوجدان (هنارغدان)، غناء الفنانين يزن الصباغ وناتالي سمعان. ومن خلفهم كورال قسم الفنون الموسيقية، معربين عن امتنانهم لمحمود الذي هو مدعاة عز وفخار للوطن ولأبنائه، ولطلبة الجامعة الأردنية، ممن يستظلون بوجدانية كلماته خلال حفلات تخرجهم سنويا خصوصا أنه هو من وضع نشيد هذه الجامعة: (المنى عندنا ثوبها أخضر..... باسم أردننا اسمها يكبر).


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير