أسرى أردنيون تحت أحكام قاهرة تغتالهم بمؤبدات شاقة في الزنازين والمعتقلات الإسرائيلية

أسرى أردنيون تحت أحكام قاهرة تغتالهم بمؤبدات شاقة في الزنازين والمعتقلات الإسرائيلية
الوقائع الإخبارية: بالسجن يستطيع الاحتلال ممارسة الاستبداد الزمني، أو التعذيب بالزمن، والسادية الاعتقالية لا تنحصر بوسائل تعذيبية جسدية، بل تتقمص طرائق من خلالها يتقلص الزمن فيصبح وسيلة للاغتيال. واحد وعشرون أسيرا أردنيا يجابهون هذا الاغتيال الزمني، فالأسير الأردني في النسق يتصير من أسير إلى حالة غامضة، فيصبح تعبيرا عن اضطراب أخلاقي لدى الاحتلال، ويكون شخصا منفصلا عن كيانه الذاتي، فتحيق به الهواجس التي لا تتبدد إلّا بزيارة الأهل والأسرة والأطفال. بالتذويب الزمني، يستخدم الاحتلال "المؤبدات”، حيث تصل محكومية الأسير عبدالله البرغوثي إلى 5200 عاما، ناهيك عن 67 مؤبّدا، والأسير مرعي أبو سعيدة، الذي حكم عليه 11 مؤبدا، والأسير منير مرعي (5 مؤبّدات)، والأسير هشام الكعبي (4 مؤبّدات)، كما أنّ هنالك ثلاثة أسرى حُكم عليهم بالمؤبّد. أمّا المحكوميات الأخرى، فتضاهت أعوامهن، فالأسير ناصر الدراغمة حُكم 36 عاما، والأسير أنس حثناوي 27 عاما، وأربعة أسرى بالسجن 20 عاما، وثلاثة بالسجن ما بين 6 و15 عاما. الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين في سجون الاحتلال فادي فرح، يوضح أن "عدد الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يصل إلى 25 أسيرا، فأهالي هؤلاء تواصلوا مع اللجنة وأكدوا الرقم”، مضيفا ان "وزارة الخارجية وشؤون المغتربين "لا تملك معلومات حول العدد الحقيقي للأسرى”. ويؤكد فرح أن الأردن يملك أوراق ضغط، منها: الإسرائيلي الموقوف لدى القضاء والمتهم بـ”التسلل إلى الأراضي الأردنية بطريقة غير مشروعة، وحيازة مادة مخدرة (ماريجوانا)”، مشيرا إلى "أن الأردن يستطيع أن يبرم صفقة يتم من خلالها إجراء عملية تبادل أسرى”، مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. وفيما يخص زيارة الأهالي لأبنائهم الأسرى، يقول فرح "إن الأهالي لم يتمكّنوا من زيارة أبنائهم داخل السجون الإسرائيلية، خصوصا أن الزيارات، وهي قلّما تُمنح، تكون فردية وليست جماعية”، مضيفا "أنه ومنذ العام 2008 لم ترتب وزارة الخارجية زيارة جماعية لأهالي الأسرى”. وفيما يؤكد "أن أسيرا أضرب خمسة أيام كي يتمكّن من رؤية أسرته”، كشف "عن تعذيب مرعي على يد قوات الاحتلال، حيث تم ضربه من قبل السجان الإسرائيلي”. "أمي بتبكي كلما تذكرت الطبخة الي بحبها عبدالله”.. عبارة تسترعي الاذعان العاطفي، يتحدّث رائف البرغوثي، شقيق الأسير عبدالله البرغوثي، قائلا "لم أر عبدالله منذ العام 1998″، مؤكدا أنه "تقدم بطلب زيارة لوزارة الخارجية منذ شهر أيار (مايو) الماضي، لكنه وحتى الآن لم يصل رد على طلبه”. "والدي على الكرسي المتحرّك، وعمره 80 عاما، أصيب بجلطة أثناء وقوفه في الاعتصامات من أجل المطالبة بزيارة عبدالله،
ووالدتي تبلغ من العمر 75 عاما”، يضيف رائف الذي يؤكد "بأنّ والديه لم يتمكّنا منذ العام 2003 من زيارة عبدالله ، كما أن أبناء الأخير لم يتمكنوا من زيارة والدهم، رغم أنهم يقيمون في الضفة الغربية”. وفيما يؤكد رائف أن شقيقه "يُعاني من تضرّر بالكبد بُعيد إضرابه عن الطعام قبل عامين”، يتساءل "لماذا لا يتم تبادل الموقوف الإسرائيلي، بالأسرى الأردنيين لدى سجون الاحتلال؟”، ولماذا لا يتم السماح للأسرى الأردنيين بقضاء محكومياتهم داخل السجون الأردنية”. بدوره، يقول أبو رأفت، والد الأسير رأفت العسعوس، الذي يقضي عقوبة بالسجن مدتها 20 عاما في السجون الإسرائيلية، "إن لدى الأردن أوراق ضغط، تستطيع من خلالها إجراء عملية تبادل للأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال”، في إشارة إلى المحتجز الإسرائيلي في الأردن. ويضيف "نحن نزور رأفت، الذي قضى من مدة محكوميته 17 عاما”.


تابعوا الوقائع على