فوضى التنبؤات الجوية...تقصير مختصين أم إثارة وراءها وسائل إعلام ومنصات تواصل؟

فوضى التنبؤات الجوية...تقصير مختصين أم إثارة وراءها وسائل إعلام ومنصات تواصل؟
الوقائع الإخبارية : في الوقت الذي أكد فيه خبيران في الإعلام، وجود تقصير من قبل المؤسسات الرسمية في منح المعلومة الدقيقة والموثوقة الخاصة بالطقس، اعتبر مدير عام دائرة الأرصاد الجوية، حسين المومني، أن الدائرة تقدم نشراتها بشكل دقيق كي لا يتم خداع المواطن. ولفت هذان الخبيران في تصريحات صحفية، إلى أن حالة المبالغة في المعلومة التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام، من مواقع إلكترونية أو مواقع تواصل اجتماعي، إضافة إلى البطء بمنح المعلومة من قبل الجهات الرسمية، هي التي تضع المواطن في حيرة وتجعله متخبطا وغير واثق بالمعلومة الصحيحة وينجر نحو الإشاعات. وقال عميد كلية الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، خلف الطاهات، "إنه على بعض الأحداث التي يعيشها الأردنيون، أن تسير ضمن سياق طبيعي، إلا أن التضخيم والمبالغة في تناول هذه الأحداث إعلاميا هو الذي ينقل بالمواطنين من الطور العادي إلى الاستثنائي”. ولفت الطاهات، إلى أن أسباب هذه الظاهرة، "هو أن المواطنين لا يثقون بالبيانات التي تصدر من الجهات الرسمية، وهذا مرده إلى اتساع فجوة الثقة بين الحكومة وبين المواطنين وانهيارها بشكل متسارع”. وأكد أن هذه الفجوة، تنسحب على مختلف المؤسسات الحكومية، بما فيها المؤسسات المعنية بالأرصاد الجوية. وأشار الطاهات، إلى أن المبادرة من بعض الجهات المتخصصة بالأرصاد الجوية، حيث إن المعلومات الخاصة بالطقس وخاصة في موجات الحر أو البرد، لا تظهر بشكل سريع حتى ولو كانت دقيقة، لافتا كذلك إلى أن مبدأ التدرج بإيصال المعلومة للمواطنين غائب عن الجهات الحكومية. وفي هذا السياق، أكد "أن هذا الغياب، يضع المواطن في حالة فراغ، وهذا الفراغ يجب أن يُملأ، لأن المنافسة في اهتمامات الناس بالطقس، كثيرة جدا، خاصة من القطاع الخاص أو من الدول المجاورة أو وكالات الأنباء العالمية”.
ولفت الطاهات، إلى أن غياب المبادرة من قبل الجهات الحكومية المتخصصة بالحالة الجوية، تترك الفراغ أحيانا لأطراف يمكن أن تكون غير مؤهلة للحديث أو التفصيل بالحالة الجوية، حيث تكون المعلومة مخصصة لدولة ما ويتم تشويشها لتصبح خاصة بالمملكة ومن هنا يقع الخطأ.
وأوضح أن الفضول المبالغ فيه من قبل المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، أصبح منافسا للإعلام التقليدي في إيصال المعلومة، إلا أن هذه المواقع تغيب عنها المصداقية والتوثيق والدقة في نقل المعلومة. بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين، الزميل نضال منصور، أن هذه الظاهرة ليست جديدة في وسائل الإعلام، حيث كانت موجودة منذ عشرات الأعوام وما زالت. وبين منصور أنه في كثير من الأحيان، تتهم وسائل الإعلام دائما بالمبالغات وعدم تحري الدقة والحقيقة وغيرها من المعايير المهنية، مضيفا "في الاتجاه الآخر كان هذا دافعا لمزيد التدقيق على وسائل الإعلام ووجوب التزامها واحترامها للحقيقة والمعايير المهنية في هذا المجال وأن تكون منصفة”. وقال إن "هذا السياق يتم تحقيقه من خلال هيئات رقابية من المجتمع المدني تلعب دورا في فضح وسائل الإعلام التي تمارس هذا الدور ومعاقبته”. وتساءل منصور عما إذا كان المجتمع لديه وعي في هذا المجال، على اعتبار أن أكثر وسائل الإعلام تضليلا، هي الحاضرة على المشهد أكثر من غيرها التي تتميز بالمهنية. ونوه إلى أنه ما زاد المشهد تعقيدا، هو بروز عهد مواقع التواصل الاجتماعي، ونقل الأخبار منها دون تدقيق، الأمر الذي فاقم من أزمة المبالغة والتشويش. وحول دور دائرة الأرصاد الجوية، قال منصور، "إن هناك خللا بنيويا في مؤسسات الدولة، وهو حق الحصول على المعلومة من تلك المؤسسات”، لافتا إلى أن جزءا من حل المشكلة، يكمن في أن تكون المؤسسات العامة قادرة على ضخ المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب، وأن تعرف أولويات واحتياجات الإعلام، وإخراج المعلومة التي تساهم بالمعرفة”. من جانبه، أكد مدير عام دائرة الأرصاد الجوية، حسين المومني، أن المؤسسة تقوم بإصدار نشرات دورية لحالة الطقس في المملكة، وتتحرى الدقة قبل نشرها. ولفت المومني، إلى أن انتشار عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية إخبارية أخرى، تتداول معلومات جوية مغلوطة، أثرت على قدرة المواطنين في استقاء المعلومة الدقيقة. وبين أن دائرة الأرصاد الجوية، تشغل نحو 30 متنبئا جويا، داعيا المواطنين للاهتمام بنشراتها الخاصة والرسمية، منعا للتضليل والتشويش على المعلومة الصحيحة. وأكد المومني، أن ما تعتبره دائرة الأرصاد الجوية "منخفضا اعتياديا”، لا يجب أن يكون "عاصفة” على مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع إلكترونية، لافتا إلى أن الفرق كبير بين الاثنين.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير