ناجيات وصاحبات همّة يضئن دروبا "وردية" في الكشف المبكر لسرطان الثدي

ناجيات وصاحبات همّة يضئن دروبا وردية في الكشف المبكر لسرطان الثدي
الوقائع الإخبارية : أمطرت سحابة مثقلة بالتساؤلات فوق رأس الأربعينية هدى لحظة رؤيتها سيدة تبدو يدها ضعف ما هي عليه بالحجم الطبيعي، مفادها "ما إصابتها؟، كيف تضحك وتمازج الأخريات؟، هل تتناسى آلامها بتبادل الأحاديث؟..”، في الوقت الذي كانت ترافق فيه والدتها لتلقي العلاج في أحد المراكز الطبية. بدأت هدى باستراق السمع لكلمات هذه السيدة، إلا أن مساعيها لم تنجح، فلم تتردد في تبديل مكانها والاقتراب منها أكثر، والتركيز في القصص والعبارات التي تصيغها بأسلوب عفوي محبب حول ضرورة إجراء الكشف المبكر لسرطان الثدي. شعرت "هدى” بكل كلمة تقولها السيدة، وعلمت بأنها مصابة بسرطان الثدي، لكنها لم تنتبه للمرض في مراحله الأولى، إلا أنها استطاعت مواجهته بروحها المتفائلة. غاب عن بال هدى معرفة أسباب "انتفاخ الذراع”، إلى أن ذكرت المصابة من تلقاء نفسها تعرضها لكدمة من شقيقتها بالخطأ بعد أيام قليلة من خضوعها لعمليات استئصال الثدي والغدد اللمفاوية لانتشار المرض في جسدها. الحديث مع المصابة لمدة لم تتعد الـ5 دقائق كان (شرارة) حفزت هدى على ضرورة إجراء الكشف المبكر عن السرطان، الذي تعترف بأنها تحاول دائما الهروب من الحديث عنه، أو مجرد التفكير في زيارة العيادات الطبية أو الخضوع لفحص "الماموغرام”، رغم معرفتها بضرورته في سن الأربعين. لم تكتف هدى بإجراء الفحص، بل شعرت بمسؤوليتها في تشجيع زميلاتها في العمل على اتباع الخطوة ذاتها، إذ بدأت تصف حالة السيدة وقوتها، وكيف استطاعت التغلب على مخاوفها بإجراء الفحص، ونقل تفاصيل مشاعرها في اللحظة التي أخبرتها فيها الطبيبة بأنها تنعم بصحة جيدة وغير مصابة. اللقاء الذي جمع هدى مع المصابة صدفة، كان أشبه بـ”سلسلة وردية” للتذكير والتوعية بضرورة إجراء الفحص المبكر للنجاة من المرض. المصابة إحدى حلقات هذه السلسلة شجعت هدى على الفحص المبكر، وانتقلت الحلقة منها لزميلاتها.. وهكذا. عدم الخجل في الحديث عن الإصابة بمرض سرطان الثدي، ونقل التجارب للأخريات، وإقبال السيدات على الفحص المبكر، هي عوامل تمثل جميعها "ثقافة إيجابية” بات الجميع يلاحظ انتشارها في المجتمع. "لا تستني الأعراض.. افحصي”.. رسالة "وردية” للسيدات تؤدي سلسلة التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتوعية حديثات الإصابة بأهمية الإقبال على العلاج دورا كبيرا في تراجع المرض، وهو ما يتطلع البرنامج الوطني لسرطان الثدي لتحقيقه، عبر تنظيم حملات توعية تتضمن فعاليات متنوعة. ويؤكده مدير عام مركز الحسين للسرطان ورئيس مجلس إدارة البرنامج الأردني لسرطان الثدي، الدكتور عاصم منصور، بالكشف عن دراسة حديثة أعدها مركز الحسين للسرطان بينت خفض نسبة الوفاة بهذا المرض في الأردن بنسبة 25 % خلال السنين العشر الماضية، وهي عمر البرنامج الأردني لسرطان الثدي، ما يدلل على النتائج المميزة لهذه الحملات التوعوية، وتوفير البنية التحتية اللازمة لضمان إجراء الصور التشخيصية بجودة عالية. وبرسالة "وردية” وجه البرنامج الوطني نداءه للسيدات بضرورة إجراء الفحص المبكر لهذا العام، تحت شعار "لا تستني الأعراض.. افحصي”، الذي نقرأه في الطرقات العامة، واللوحات الإعلانية، والمعارض، وفي أهم المراكز التجارية والأسواق الكبيرة، إلى جانب العديد من الفعاليات المتنوعة، لما له الاثر البالغ على المجتمع المحلي. وتقول مديرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي في مركز الحسين للسرطان د. يسار قتيبة: "نشعر بالتفاؤل جراء إقبال السيدات على إجراء الفحص المبكر (الماموغرام)، وهو مؤشر إيجابي يدل على ثقافة المرأة ووعيها لخطورة المرض”. وتضيف قتيبة: "زاد عدد المراجعات لإجراء الفحوصات الدورية في عيادات المركز عن الأعوام السابقة، وعدد كبير منهن (ليس لديهن أعراض)، ما يعني وصول ثقافة الكشف المبكر لهن وانتشارها في المجتمع”.
وتوضح الدكتورة قتيبة قائلة إن السيدات اللواتي كن يراجعن المركز في السابق لإجراء الفحص المبكر (من 18 – 20 حالة) واحدة منهن ليست لديها أعراض، أما الآن فزاد عدد المراجعات اللواتي ليست لديهن أعراض إلى الثلث، وغالبيتهن في سن الثلاثين أو الأربعين. وتؤكد قتيبة ضرورة إجراء الفحص في عمر الأربعين، معللة بأنه يصعب الشعور بوجود كتلة عميقة بحجم (سنتمتر أو نصف سنتمتر)، ويصعب ظهورها في الفحص الذاتي أو السريري، وعند إجراء فحص "الماموغرام” يكشفها، وهي مرحلة مبكرة في اكتشاف المرض تتراوح بين الصفر والأولى. وتلفت قتيبة إلى أن 80 % من مشكلات وأورام الثدي ليست لها علاقة بالسرطان، فقد تكون أورام حميدة، وتبين قائلة: "نطلب من المراجعة إجراء فحص سريري كل 6 أشهر، وإذا تبين بأن حجم الكتلة زاد على (2 سنتيمر) أو عددها، يتم أخذ خزعة من الثدي للتأكد من الورم”. وتذكر قتيبة بطرق الوقاية من المرض، التي تشمل: تجنب زيادة الوزن، واتباع نظام غذائي صحي، واتباع نمط حياة رياضي، والمشي لمدة 30 دقيقة يومياً، والامتناع عن التدخين، والفحص الدوري للثدي، والرضاعة الطبيعية مدة عام على الأقل. "انتبه.. لا تلمس ذراعي” إسوارة تحذيرية تحمي المصابات قررت الكوافيرة رويدة الحلواني ألا تبقى مكتوفة الأيدي، متفرجة على سيدات يقعن في براثن "سرطان الثدي”، فاتجهت لإطلاق مبادرتي "إهداء باروكة الشعر الطبيعي” و”لا تلمس ذراعي” للمصابات بسرطان الثدي. لم تستطع الحلواني نسيان تفاصيل 7 أيام متتالية، عندما انتظرت نتيجة والدتها بعد إجراء الفحوصات اللازمة لمرض السرطان، وفي تلك الفترة الزمنية بدأت التفكير والبحث عن وسائل تساهم في تخفيف آلام المصابات بسرطان الثدي. أشرقت الحياة من جديد في عيني الحلواني عندما علمت بأن والدتها "غير مصابة”، وانطلقت بهمة عالية لتنفيذ "إهداء باروكة” المعتمدة من وزارة الصحة، مشيرة إلى أنها اختارت هذه المبادرة بالذات كونها تدرك قيمة الشعر لدى المرأة. وتقول صاحبة الهمة الحلواني: "قمت بزيارة مركز الحسين للسرطان، وطلبت من مدير المركز التواصل مع المريضات لمساندتهن والتخفيف من آلامهن بإضفاء أجواء ترفيهية، إلى جانب العناية بجمالهن، بحكم عملي (كوافيرة)، وحظيت بالدعم الذي شجعني على الاستمرار فيما مضيت”. وبهدف التقرب للمصاب أكثر، التحقت الحلواني بدورات متخصصة في علم النفس وتطوير الذات، ما عزز من ثقتها بذاتها وبأنها قادرة على العطاء. وتدعو الحلواني لضرورة تعميم ثقافة "حلق الشعر بالكامل” بعد أخذ جرعات الكيماوي، سواء من الناحية الصحية أو النفسية، لافتة إلى أن المريضة لا تستطيع تنظيف شعرها بسبب المرض، ما يسبب إصابة جلدة الرأس بالفطريات، ومن الناحية النفسية، فإنه مؤلم جدا أن ترى السيدة شعرها يتساقط أمام عينها. وتقدم الحلواني "الباروكة” للمصابات بحسب طلبهن، وتشعر بسعادة غامرة عندما ترى الفرح في عيونهن لحظة ارتدائهن "شعرا مستعارا طبيعيا”. وقد استجابت الحلواني لمطلب صديقاتها المصابات في إطلاق مبادرة "انتبه.. لا تلمس ذراعي”، التي تتضمن عمل إسوارة وردية تكتب عليها عبارة تحذيرية من لمس يد المصابة. انتشرت فكرة "الإسوارة” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومفادها، "إذا رأيت إحداهن ترتدي سوارا ورديا مكتوبا عليه (لا تلمس ذراعي) فحاول ألا تلمسها، وابلغ من حولك بذلك؛ لأن صاحبة هذا السوار مصابة بسرطان الثدي، وقد يتم استئصال الغدة اللمفاوية في الإبط، وإذا حدث أي خدش في ذراعها فإنه لا يشفى، وممنوع أن يتم حقنها أو يقاس ضغطها، فالسوار صنع أيضا لمساعدة الأطباء والممرضين على معرفة وضعها الصحي في حال نقلها للمشفى”. بدأت الحلواني بالبحث عن خامة مناسبة لتشكيل الإسوارة، واختيار حبر للكتابة لا يختفي بزيادة مدة الاستخدام، وقامت بتوزيعها في مستشفى البشير، ومدينة الحسين الطبية، وشاركت أيضا بتقديمها في فعالية اليوم الوردي في الجمعية الشركسية. سرطان الثدي قصص نجاح الناجيات تتسلل بأمان لقلوب حديثات الإصابة وتقول الباحثة الاجتماعية والمشرفة على مجموعة "سند”، رجاء الصالحي: "توجد الناجيات في عيادات العلاج بالكيماوي، ويقمن بمساعدة حديثات الإصابة بسرطان الثدي على استعادة الصورة الإيجابية لأجسادهن وأسلوب الحياة الصحي”. وتضيف الصالحي: "تؤدي الناجية دورا كبيرا في التخفيف من الآلام الجسدية والنفسية لدى المصابة أثناء العلاج؛ لتساعدها على التعافي، وتخطي أصعب مراحل المرض بتفاؤل”، مشيرة إلى أن "كلمات الناجية تتسلل بأمان إلى قلب المصابة”.
ومن هؤلاء الناجيات الناجية ختام أبو هنطش (67 عاما) التي قررت الانتساب لمجموعة "سند” بعد تماثلها للشفاء؛ لإيمانها بدورها الكبير في مساندة حديثات الإصابة بسرطان الثدي في تخطي آلام المرض. وتروي أبو هنطش لـ”الغد” قصة نجاحها بتغلبها على سرطان الثدي، التي بدأت باكتشافه عن طريق الصدفة العام 2006، عندما سرقت حقيبتها، وتعرضت للوقوع على الأرض، ونجم عن هذه الحادثة تمزق في يدها. وتقول أبو هنطش بأن الطبيب وصف لها مجموعة من الأدوية، بينها مرهم يوضع "تحت الإبط”، وحينها شعرت بكتلة تجاور مكان الإصابة، وبحكم معرفتها بالمرض، انتابها الشك، واتجهت مرة أخرى لزيارة طبيبتها الخاصة، وبعد إجراء الفحص السريري تم تحويلها لأخذ صورة أشعة الماموغرام، وحينها تبينت إصابتها بالمرض في مراحله الأولى. وبدأت أبو هنطش بتلقي العلاج اللازم، وأخبرها الأطباء بضرورة إزالة جزء من الثدي المصاب، لكنها تحلت بالقوة وطلبت استئصال الثدي كاملا، مشيرة إلى أنها خضعت لـ4 جلسات بالعلاج الكيماوي فقط، بسبب اكتشافها المرض مبكرا. لم تدم فترة تشتت الأفكار واختلاط المشاعر لدى أبي هنطش، التي تسلحت بالإيمان والإرادة، وقررت أن يكون هذا الطارئ المفاجئ في حياتها "بداية جديدة”. والتحقت أبو هنطش بفريق "سند”، وتلقت دورات لمساندة المريضات في مراحل تلقي العلاج اللازم، وتقديم الشرح الوافي عنه، إذ يشهد تطورا ملحوظا في تحسن حالة المريضات وشفائهن. ولا يقتصر دور أبو هنطش هنا، إذ تعمد للمشاركة في حملات التشجيع على الكشف المبكر التي ينظمها البرنامج الأردني لسرطان الثدي، من خلال تقديم أمثلة حية على قوة الإرادة والانتصار على المرض، والتأكيد بأن الفحص المبكر يعني "طوق نجاة” للمرأة. وتكشف أرقام مؤسسة الحسين للسرطان أن نسب تشخيص الحالات عند الفحص المبكر تراجعت من المرحلتين الثالثة والرابعة من انتشار المرض، إلى المراحل الأولى والصفرية خلال السنوات الأخيرة. وتقول أبو هنطش: "نذهب بالتنسيق مع البرنامج الأردني لزيارة السيدات في القرى النائية في مدينة المفرق والأغوار، حيث تقوم الطبيبة بالشرح والتوعية حول المرض، ونشارك نحن الناجيات قصص تحدياتنا مع المرض والتغلب عليه”. وتذكر أبو هنطش بأهمية بطاقة برنامج "رعاية” من خلال الاشتراك السنوي في مركز الحسين للسرطان، وتنصح الجميع بالحصول عليها، إذ تخفف العبء المادي على المشترك من خلال تغطية تكاليف العلاج، فمرض السرطان قد يصيب أي شخص وفي أي وقت. وتعد ناجيات سرطان الثدي جزءا من الطاقم أو الفريق الطبي في مركز الحسين للسرطان، وفق الدكتورة قتيبة، إذ يقمن بتقديم المساندة للمريضات إلى جانب توعية الأخريات بضرورة إجراء الكشف المبكر وأهميته، وتتقبل منهن المريضات الكلمات والدعم بروح رياضية؛ كون الناجية صاحبة تجربة. وينوه الدكتور منصور، إلى توجه مركز الحسين للسرطان لافتتاح مقر للناجيات من السرطان بهدف نشر الأمل والوعي عند المريضات من خلال الاتصال المباشر فيما بينهن. التطوع بعد انتهاء رحلة علاج المرض يحتاج الشخص المساعدة، للتمكن من تخطي تشخيص السرطان، ففي كل مرة يكون فيها قادرا على الاعتماد على شخص ويتلقى الدعم منه خلال رحلته السرطانية، يكون قد حصل على هدية، وبعد انتهاء رحلته في محاربة السرطان، بإمكانه رد هذه الهدية عبر مساعدة الآخرين، بحسب ما نشر موقع "compass oncology”. وأكثر ما يميز مساعدة الآخرين هو أنها ربح متبادل بينه وبينهم، فالمتطوعون يستفيدون كما يستفيد من يتم التطوع لهم، فعندما كان يتعالج من السرطان، لا بد وأنه توقف عن العمل، واعتمد على الأصدقاء وأفراد العائلة للتمكن من إنجاز الأمور التي كان يقوم بها بنفسه، ونتيجة لذلك، قد يكون بدأ الشك في نفسه وقيمته وقدراته، غير أن مساعدة الآخرين ساهمت في استعادة ثقته في نفسه ومعرفة بأنه يملك الكثير لمنحه للآخرين. وحول التطوع وتحويله لـ”سلسلة توعية متتالية” في مواجهة سرطان الثدي، تقول الاختصاصية النفسية يارا الشيخ محمد، بأن تأثير الناجيات ومريضات السرطان أكبر على السيدات اللاتي يتلقين العلاج في المشفى؛ وذلك لأنهن مثال حي للشفاء تجسد أمامهن، ما يعطيهن قوة في كفة ميزان الأمل التي ترجح في أنفسهن، لتعطيهن دفعة لتلقي العلاج ليعبرن لقوارب النجاة. وتضيف الشيخ محمد أن الإنسان الإيجابي والمتفائل لا يتغلب على المحن فحسب، بل بإمكانه أيضا العيش بسعادة، ومشاركة الآخرين تجربته في مواجهة المرض والانتصار عليه. وتنصح الاختصاصية الشيخ محمد الفتيات والسيدات جميعهن بإجراء الكشف المبكر، ومتابعة التغييرات التي تطرأ عليهن كلها، للاطمئنان على صحتهن، لافتة إلى ضرورة الابتعاد عن المحبطين والسلبيين الذين يقللون من عزيمة المرأة في إجراء الفحص. سونيا حجاوي تتصدى للمرض بمبادرات إنسانية لم تصب الثلاثينية سونيا حجاوي من مدينة إربد بخيبة أمل عندما علمت بإصابتها بسرطان الثدي، بل كانت مثالا يحتذى به في الصبر والثبات، واليوم هي "مؤثرة” في المجتمع، أسست جمعية "وعي” لتقديم التثقيف الصحي والدعم النفسي لمرضى السرطان. وتقول حجاوي: "تم تشخيص إصابتي بالمرض في العام 2015، وعندما بدأت رحلة العلاج كنت مؤمنة بقدر الله وابتلائه، لكن كنت متفائلة بأن الله سيختار لي الأفضل، وأني سأشفى من المرض، وحاولت الاستمتاع بهذه التجربة”. سعت حجاوي لمساندة الآخرين أثناء تلقيها العلاجات اللازمة في المستشفى، ليقينها بأن هناك حياة أجمل تنتظرها، خصوصا أنها اكتشفت المرض في بداياته، لذلك كانت نسبة الأمل بالشفاء عالية. تماثلت حجاوي للشفاء، وقررت تأسيس جمعية "وعي”، وحصلت على ترخيص من سجلات الجمعية ووزارة الصحة، واستعدت لإطلاق أولى مبادراتها "معا أقوى”، تلتها "فحصك الآن.. يعني الأمان”، وأخرى "قاتلي بابتسامتك.. قاتلي من أجلي”، والرابعة "صحتك.. بتهمنا”، والخامسة "وعيك…بهمتك”. وتم تنفيذ هذه المبادرات الإنسانية بالتعاون مع جمعيات خيرية، ومؤسسات مجتمع محلي، وبالتعاون مع ضباط الارتباط للبرنامج الوطني لسرطان الثدي في إربد، وبالتعاون مع كادر طبي متخصص، وفق حجاوي. وتدعو حجاوي السيدات للتحلي بالشجاعة والصبر والإيمان والعمل دائماً على إجراء الفحوص الذاتية والدورية، من أجل الكشف المبكر عن المرض، فهذه العوامل من شأنها رفع نسب الشفاء والنجاة من المرض، مشيرة إلى أن الجمعية تعقد ندوات تثقيف صحية بأهمية الكشف المبكر، وذكر أسبابه، وطرق اكتشافه، وعلاجه. التوعية بضرورة الفحص المبكر.. مسؤولية مجتمعية يشير الدكتور منصور إلى أن سرطان الثدي يعد مسؤولا عن 40 % من حالات السرطان عند السيدات الأردنيات، وهذا ما يجعله السرطان الأكثر شيوعا في الأردن، لافتا إلى أن الكشف المبكر قد أدى إلى خفض نسبة الوفاة في الدول التي اعتمدت برامج وطنية للكشف عنه. وبحسب مدير السجل الوطني للسرطان، الدكتور عمر النمري، فإن عدد حالات سرطان الثدي لعام 2016 بلغ 1278 بين الأردنيين، بينها 1262 حالة بين الإناث و16 حالة بين الذكور، مقابل 1135 حالة بين الإناث، و15 حالة بين الذكور في العام 2015. وحول ذلك يقول اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي: "بحسب دراسات مركز الحسين للسرطان، والإحصائيات، فإن النتائج تبشر بالخير، وحتما ذلك بفضل الجهود التي يبذلها المركز والبرنامج الوطني لسرطان الثدي، التي زادت الوعي لدى المجتمع بأهمية الفحص المبكر”. ويضيف الخزاعي: "نشهد في الوقت الحاضر سلسلة من المبادرات المجتمعية التي تتماشى مع ما تسعى له منظمة الصحة العالمية من تعزيز لمكافحة سرطان الثدي”. ويؤكد خزاعي الدور المهم التي تقوم به العديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة والجمعيات الداعمة لمريضات سرطان الثدي، من خلال إطلاق العديد من مبادرات الرعاية والتوعية بالمرض طوال العام. ويشدد خزاعي على أن التوعية بمخاطر سرطان الثدي وضرورة الفحص المبكر يجب ألا تتوقف، مشيرا إلى أنها مسؤولية مجتمعية وإنسانية.
تابعوا الوقائع على