توقف التجريف داخل (محمية فيفا) لأهميتها البيئية والتنموية

توقف التجريف داخل (محمية فيفا) لأهميتها البيئية والتنموية
الوقائع الاخبارية :احتلت محمية فيفا الطبيعية الأسبوع الماضي حيزا واسعا في التغطيات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت قضيتها بعد تجريف أراض تقع داخل حدودها، إلى قضية رأي عام ومحور للسجالات الإعلامية.

ويبدو أن ملف القضية طوي تماما بعد إعلان قائد المنطقة العسكرية الجنوبية العميد ركن صبحي النعيمات،بأن كافة الأعمال قد توقفت داخل المحمية بعد استيضاح أهمية المحمية وأبعادها البيئية والتنموية.

ورغم أن الحديث دار حول شركة البوتاس التي خاطبت في وقت سابق سلطة وادي الأردن بهدف توسيع منطقة الامتياز لتشمل أراضي داخل المحمية، وأن تلك الأراضي هي ذاتها التي تم تجريفها، إلا أن العميد النعيمات أكد بان شركة البوتاس ليس لها علاقة بعمليات تجريف وقلع الأشجار في محمية فيفا، وان ما جرى كان «لغايات أمنية»، فيما اكتفت الشركة ببيان توضيحي تنفي صلتها بالقضية لتلزم الصمت بعدها.

وبعيدا عن ذات القضية التي أشبعت تحليلا واستنتاجاً، فإن لمحمية فيفا أهمية خاصة تجعل منها محمية ذات اعتبارات تتعدى فقط حماية الطبيعة، خاصة وأنها تحتوي على تنوع حيوي فريد، وتقع في أخفض نقطة في العالم، ولهذا كان لها التقدير العالمي بأنها أخفض منطقة رطبة ذات أهمية عالمية على الأرض، وتم إدراجها بامتياز على القائمة العالمية لاتفاقية «رامسار» للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية، وهي اتفاقية دولية لحماية التنوع الحيوي في المناطق الرطبة وقعت عليها الحكومة الأردنية كأول دولة عربية عام 1977، وبقيت ملتزمة بعدم الإخلال ?ها لهذا الوقت.

وتعتبر المحمية بحسب ما قال مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، يحيى خالد، بأنها المكان الأخير لأسماك الأفانيس العربية التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم إلا في حوض البحر الميت، وهي تعاني من التهديد الشديد بسبب الأنواع الغازية وتغير الموائل، ولا تجد للآن مكانا آمنا من المناطق الرطبة ذات المياه الدائمة أو الموسمية في المحمية.

وأضاف خالد بأن المحمية هي المكان الوحيد في المنطقة كلها بل في الإقليم الذي يضم طائر السبد النوبي ذي الأهمية العالمية كونه مهددا جدا على الصعيد المحلي بسبب تدمير موائله، وإن المحمية تضم التعداد الأكبر في كافة مناطق انتشاره المحدودة عالميا، كما أنها البقعة الأخيرة التي تحتضن التجمعات الشجرية الأصيلة لشجرة الآراك «المسواك» وبتجمعات صحية وأعمار مناسبة.

وتعتبر الواحات الدائمة والموسمية في المحمية من أهم مناطق استراحة الطيور المهاجرة على طريق الهجرة الرئيس في كل القارة الآسيوية والتي تجد فيه الطيور المهاجرة ملاذا آمنا للتغذية والاستراحة في فترة الشتاء، والتعشيش والتكاثر في فترة الصيف.

وتحتوي المحمية على التعداد الأكبر وطنيا وإقليميا لطائر عصفور البحر الميت، الذي يستخدم الموائل الطبيعية في المحمية لإدامة مجتمعاته الحيوية والذي انحصر امتداده على طول حفرة الانهدام بسبب تغير الموائل والتعديات الإنسانية.

ومن هذا المنطلق فإن محمية فيفا وبتميزها بالتنوع الحيوي تعتبر إرثاً وطنياً لا يمكن التفريط به، وبالإضافة لدورها التنموي في المنطقة فهي أيضا صورة مشرقة عن الأردن تظهر اهتمامه بالحياة الطبيعية وتقديره للتنوع الحيوي الفريد الذي حبى الله به هذه البقعة الجغرافية الصغيرة.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير