مستحضرات التجميل...هل تجعل الفتيات مزيفات؟

مستحضرات التجميل...هل تجعل الفتيات مزيفات؟
الوقائع الإخبارية : أصبح وضع مستحضرات التجميل أمرا روتينيا بالنسبة للكثيرات، سواء خلال أوقات العمل أو المناسبات الخاصة. كما باتت مستحضرات التجميل جزءًا من حياة النساء حتى أنها أصبحت تقف عائقا أمام ادّخار كمية من المال.

تقول الكاتبة هيذر ويدووز في تقريرها الذي نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية إنه فيما مضى لم تعتد النساء المحترمات وضع مستحضرات التجميل، حيث كانت بائعات الهوى فقط من يفعلن ذلك للإعلان عن تجارتهن. وتدريجيا، أصبحت مستحضرات التجميل مقبولة نوعا ما، لدرجة أنه في الحرب العالمية الثانية كان يُعتقد أن أحمر الشفاه يعدُّ أمرا حيويا لرفع الروح المعنوية، على حد تعبيرها.

29 دقيقة يوميا لماكياج "مظهر طبيعي"
"وضع مستحضرات التجميل" أمر تقوم به الكثير من النساء بشكل يومي. وتقضي النساء معدل 29 دقيقة يوميا في وضع الماكياج للحصول على "مظهر طبيعي". خلال حياتهنّ، تقضي النساء في المتوسط 136 يوما أي ما يقارب 3264 ساعة، وهن يُحضرن أنفسهن استعدادا لقضاء ليلة خارج المنزل.

يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لمستحضرات التجميل إلى نتائج عكسية. إذ وجدت دراسة نشرت عام 2018 أنه "بغض النظر عن جنس المشارك أو عرقه، كان لمستحضرات التجميل المستخدمة ليلا في المناسبات الاجتماعية تأثير سلبي على تصورات قدرة المرأة على القيادة".

27 خطوة روتينية لوضع مساحيق التجميل
تشير بعض الدراسات الاستقصائية إلى أن روتين وضع مساحيق التجميل العادي للمرأة في عام 2016 يتكون من 27 خطوة، مقارنة بثمانية خطوات فقط في عام 2006.

مستحضرات تجميل لكل مهنة
لا يوجد مقدار محدد لكميات مستحضرات التجميل التي ينبغي استخدامها. قد تكون هناك قواعد لوضع مستحضرات التجميل بالنسبة لكل مهنة بمختلف أصنافها على غرار مضيفة الطيران، التي قد تضع مساحيق أكثر من المدرسة وفقا لمختلف المناسبات؛ والتي قد تكون أكثر ملاءمة لحضور حفل زفاف من التجول الصباحي.

وفي بعض المهن، يجعلنا عدم وضع بعض مستحضرات التجميل، نبدو وكأننا لا ينبغي التعامل معنا بجدية. ورغم أن بعض المهن تتطلب وضع كميات أقل من مستحضرات التجميل، إلا أن معظمنا يضع مقدارا أكثر من المساحيق التجميلية بغض النظر عما تتطلبه الوظيفة. بحسب الكاتبة.

تصنيفات الكفاءة في حالة وضع مساحيق التجميل
تربط الاستطلاعات والدراسات بين مساحيق التجميل والكفاءة والحرفية في العمل. وخلال دراسة أُجريت على مجموعة من الإناث تتراوح أعمارهن بين 25 و50 عاما فيما يتعلق بتصورّهن لوجوههن في حالة وضع مستحضرات التجميل ودونها، زادت "تصنيفات الكفاءة بشكل كبير في حالة وضع مساحيق التجميل".

في السياق ذاته، تعتقد 58% من الفتيات اللواتي تفوق أعمارهن 13 عاما أن "مستحضرات التجميل من شأنها أن تجعلهن يشعرن بالثقة"، بينما تشعر 27% ممن تزيد أعمارهن عن 13 عاما بأنها أُطلقت عليهن أحكام"، وذلك وفق الدرسات التي أجريت في المجتمع الأميركي تحديدا. وهو أمر قد لا يتفق بالضرورة مع مجتمعات أخرى كما في أوروبا أو في المجتمعات العربية.

واستطرادا للدراسات الأميركية، فإن 75% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 13 عاما يوافقون على أن "بعض النساء من الممكن أن يظهرن بمظهر أفضل إذا كُنّ يضعن قدرا أقل من مساحيق التجميل. لكن 45% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما يتفقون على أن "النساء غير الجذابات بحاجة لبذل المزيد من الجهود للظهور بمظهر أجمل".

وترى الدراسة أن 63% من الرجال في الولايات المتحدة يُجمعون على أن "النساء يضعن مساحيق التجميل بشكل أساسي لجعل الناس يعتقدون أنهن أكثر جاذبية". إلى جانب ذلك، أصبحت مستحضرات التجميل شبه الدائمة هي الأكثر شيوعا؛ على غرار الرموش المصبوغة والحواجب عالية الدقة والشفاه الموشومة.

العالم الحقيقي والافتراضي أيضا
أصبحت معايير الجمال غير ثابتة لأننا لم نعد نتجمل فقط للعالم الحقيقي، بل أيضا للعالم الافتراضي، حيث تقضي النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 و25 سنة، معدل خمس ساعات ونصف في الأسبوع في التقاط الصور الذاتية أو صور السيلفي.

إضافة لذلك، تُعيد 33% من النساء إصلاح مظهرهن قبل التقاط الصور. إذا كان يتعين علينا أن نكون مستعدات للكاميرا في جميع الأوقات لنشر حياتنا بصورة مثالية، فينبغي أن نكون قد وضعنا مساحيق التجميل بشكل مثالي أيضا.

ختاما، إذا كنا نؤمن بالإسقاطات الذهنية، فإن الوقت الذي نقضيه والمال الذي نهدره على مستحضرات التجميل بصدد الارتفاع، حيث بلغت قيمة سوق مستحضرات التجميل العالمية المُعدة للوجه فقط 31.3 مليار دولار في عام 2018، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 36.5 مليار بحلول عام 2024.

تابعوا الوقائع على