عمر الرزاز... والجينات الموروثة من منيف ولمعة بسيسو
الوقائع الإخبارية : جمال حداد
الإنسان حصيلة جيناته الوراثية وابن بيئته التي يترعرع فيها ، معادلة علمية صارمة لا تقبل الجدل وترتفع فوق الشك،الجينات والوراثة طرفا معادلة بناء الشخصية ....حقيقة تؤكدها نظريات علم النفس والاجتماع التي لم يثبت بطلانها لليوم، الولد كسب أبيه ومن شابه أباه ما ظلم لأنه سهم في كنانته ونتاج تربيته،حيث أن البيئة الطيبة كالأرض الطيبة الخصبة لا تنبت الا طيبا ولا تعطي سوى الأفضل والأحسن والأجود ،عكس النكدة التي لا تعطي سوى الشوك الواخز والشجر الشحيح بثماره وظلاله. في هذا السياق يقول الله تعالى :ـ " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا". نستشف من ذلك إن ما كان متوارثاً من جِبِلة طيبة سيكون لا محالة على حسن خلق وفضيلة خير، هذا يدعونا للسؤال الكبير :ـ
عمر الرزاز من أبوه ؟ ومن أمه لنعرف سلالته ابتداءً وخؤلته من اجل رسم صورة صادقة عن ملامح شخصيته وخريطة جيناته.
الرئيس عمر الرزاز الهادئ المتواضع، المرهف الرائع هو ابن منيف الرزاز القائد القومي والعروبي الوحدوي الذي تتلمذت على يديه أجيال من شباب العرب عبر عقود طويلة. الدكتور منيف المثقف المتعلم حمل راية التنوير حينما كانت الكثرة في الوطن العربي لا تفك الخط،ونشر من المؤلفات في الفكر القومي،الحرية،التحرير ما يا يعجز عن حمله عشرين بعير.له من التاريخ النضالي ما يرفع جباه الأمة،ومن الجرأة في قول الحق ما دفع به إلى السجن أكثر من مرة ،كان آخرها إن دفع حياته حينما كتب آخر مؤلفاته " التجربة المُرة ".
منيف رجل بألف رجل،فقد مات واقفا، ما يعنيني في هذه الجزئية كأردني وان كانت بلاد العرب أوطاني،إن وصية المفكر المناضل الأخيرة كانت أن يدفن في عمان وليس في دمشق مسقط رأسه أو بغداد مكان استشهاده بل آثر الأردن،وهي ذات الوصية التي أوصى بها طارق عزيز وزير خارجية صدام حسين التي توفي إبان احتلال وطنه من الأمريكان وإذنابهم المتعاونين معهم ،وهذا يدل على مكانة عمان قلعة العروبة والأحرار،وأفضل رد على الصحفي الصهيوني التافه أيدي كوهين الذي قال الرزاز الشامي ولم يعرف ذلك العدو إن هذه البلاد كلها بلاد الشام وحدة واحدة بما فيها فلسطين التي يحتلها،وما كان له أن يطأ أرضها لولا خوازيق سايكس بيكو التي فتتتها الى دول صغيرة لا حول لها ولا قوة من أولئك الذين يدافعون عن خوازيق الفتنة والتفرقة.
هذه عجالة عن الأب فمن هي الأم حتى تكتمل الصورة وتأتي الإجابة قاطعة لا لبس فيها ؟.الأم الفاضلة هي لمعة بسيسو الأديبة شقيقة الشاعر الكبير معين بسيسو . وهي الأم الصابرة القوية المستهزئة بالألم والمرأة الصخرة كما وصفها ابنها الروائي الكبير مؤنس الرزاز شقيق عمر التي تستند إليها العائلة في الملمات الصعبة وفي ساعات الضيق والشدة بسبب غياب الأب في السجون العربية وتنقله بين المنافي بحثاً عن الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية والسعي لتشكيل نواة صلبة من المخلصين العرب لتحرير فلسطين التي خذلها العرب.
لمعة بسيسو الصابرة الصبورة كانت تعشق عمان كما يعشقها منيف وأولاده مؤنس وعمر والشقيقة زينة وتتغزل بعاصمة الحب الأخوي كما وصفها الرومان بالغالية عمان..فأي وفاء هذا ؟! وأي حب ؟! وأي ولاء وأي انتماء ؟!. أن يطلب الأب أن يلف بالتراب الأردني وألام تصف عمان بالحبيبة.
في هذه البيئة المميزة والاستثنائية،يشب عمر لأب يحمل قامة النخل العراقية وياسمين دمشق وأم فيها عبق برتقال فلسطين وطهارة القدس وشموخ جبل النار.يفتح الطفل عمر عينيه فيجد الجدران متروسة بالكتب،ويشاهد أخاه مؤنس يحيك الرواية تلو الرواية ويرى أمه تغزل الحب على نور الأمومة تعويضاً عن غياب الأب.ويلمح الطفل في المدرسة إعجاب التلاميذ والأساتذة به وهم يقرأون سفر الرجولة وتاريخ النضال لأحد عمالقة الفكر القومي. هذا الامر دفعه للتواضع لا للغرور عكس أولئك الذين يصنعون لأنفسهم امجاداً زائفة ويسبحون في شبر ماء. ـ ما شاء الله ـ،هكذا تكون البيوت العامرة بالعلم والإيمان بقضايا الأمة... بيت علم وأدب،سياسة واقتصاد،نضال وتضحية وتاريخ حافل بالأحداث المثيرة ما جعل منيف الرزاز أسطورة عربية وإيقونة يتبارى المثقفون على شراء كتبها وحمل أفكارها.
الشاب الرقيق الهاديْ يذكرنا بحديث قدوتنا رسول الله صلوات الله عليه وهو يمتدح احد أصحابة قائلاً له :ـ " فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة ". من تابع الرئيس في مجلس النواب وفي الدوار الرابع وفي الشارع والمؤتمرات يشهد للرجل بالحلم والأناة والتعفف عن النطق بأي كلمة سوء أو لفظة جارحة أو إشارة تثير حفيظة الطرف المقابل حتى لو تطاول عليه.
هذه الخصال الحميدة مزروعة في جيناته وليس فيها تكلفاً أو استعراضاً ولا حتى دبلوماسية وهي دليل صارخ على أن في داخله طاقة حب ايجابية عالية يفتقر إليها كثير من الساسة الذين يغضبون لأقل نامة ويثورون لمجرد كلمة نقد حتى أن بعضهم لا يحتمل النقد البّناء فيلجأ للقضاء لجرجرة الناقد مع أن حرية النقد مكفولة ومقدسة في كل قوانين الدول التي تحترم مواطنها.
عمر الرزاز عصامي حفر مستقبله باظافرة. لم يتكأ على ارث والده ولا سمعة خؤولته ولم يتوكأ على عصا المحسوبية أو سلم الواسطة بل تعلم وكان مثالا للشاب الملتزم اخلاقياً والمتفوق دراسياً. حصل على أعلى الشهادات من أفضل الجامعات وبدل الشهادة الواحدة حمل اثنتين :ـ دكتوراة في التخطيط الحضري من جامعة هارفارد وما بعد الدكتوراه في القانون من الجامعة إياها.وكان فوق كل ذلك ضمير مجتمعه لطهارة مسلكه وبياض صفحته واستقامة مسيرته حتى أن اعتى خصومه يعترف بنقائه وطيب سريرته.ناهيك أن شخصيته تنطوي على إنسانية عز نظيرها.تراه لا يغلق هاتفه في وجه احد ولا يسد بابه أمام مراجع. ينتصر للمظلوم ويتعاطف مع المريض الموجوع، يعمل بكل طاقاته على خدمة الناس في حدود إمكانياته، لكن يجب الاعتراف ان رئيس الوزراء رغم موقعه الا انه لا يملك عصا موسى ولا خاتم سليمان لحل كل المشكلات فإمكانيات الدولة محدودة وزمن المعجزات ولى،لذلك يجب النظر للأمور بواقعية.
إن المسؤولية قطعة من العذاب والأمانة ثقيلة رفضت حملها الجبال لكن الإنسان حملها،وهذا ما يترتب على الحامل أن يعمل على مدار الساعة،وخاصة في ظل أوضاع اقتصادية متردية وشارع ملغوم وإقليم مأزوم .المفارقة الفارقة أن هناك حملة ظالمة على الرئيس من صالونات سياسية لا تعرف الا النق دون أن تقدم نصيحة ايجابية أو عملاً يخدم الوطن هذه الصالونات الأقرب الى صالونات الحلاقة تتربص بكل رئيس أملا أن تحبطه لتتشفى فيه أو أن يتسلم الدفة احد عواجيزها.
المفارقة الأخرى هي المعركة الدونكيشوتية التي شنها النواب على الرزاز لكسب الشعبوية ورفع العتب عن كواهلهم،وما عرفوا ان لعبتهم قديمة ومكشوفة فهي لا تنطلي على سائق بك أب او حراث يقود " تراكتور زراعي ".النواب وافقوا أكثر من مرة على تعويضات أصحاب الأراضي التي تمر بها أنابيب العار / الغاز المسروق من لدن دولة الاحتلال الإسرائيلي.هذا الامر يدل دلالة واضحة وفاضحة ان المجلس بقضه وقضيضه يعلم مسبقاً يعرف تفصيلياً بوجود طبخة صفقة الغاز منذ مدة بعيدة الا أنهم لم يحركوا ساكناً لكنهم أرادوا ان يسجلوا موقفا اخيراً ويزاودوا على الحكومة والمجلس يلفظ أنفاسهم الأخيرة.ناهيك ان الرزاز ليس له في اتفاقية الغاز لا ناقة ولا جمل وسيذهب ليورثها لمن يخلفه،والدليل ان وزيرة الطاقة زواتي تنصلت منها ورمتها على من سبقها من الوزراء.ما يعني ان مرجلة النواب على الرزاز ليست في مكانها.وتلك المرجلة كانت مجرد جعجعة لإسماع الشارع.
بعد كل هذا نقول بأقصى درجات الوطنية لا حصانة لمسؤول ولا قداسة لأحد .فالوطن فوق الجميع وللجميع والرزاز كانسان يخطيء و يصيب لكنه يمتاز بإنسانيته ويتميز بطهارته الوظيفية ...." ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب " صدق الله العظيم.
الإنسان حصيلة جيناته الوراثية وابن بيئته التي يترعرع فيها ، معادلة علمية صارمة لا تقبل الجدل وترتفع فوق الشك،الجينات والوراثة طرفا معادلة بناء الشخصية ....حقيقة تؤكدها نظريات علم النفس والاجتماع التي لم يثبت بطلانها لليوم، الولد كسب أبيه ومن شابه أباه ما ظلم لأنه سهم في كنانته ونتاج تربيته،حيث أن البيئة الطيبة كالأرض الطيبة الخصبة لا تنبت الا طيبا ولا تعطي سوى الأفضل والأحسن والأجود ،عكس النكدة التي لا تعطي سوى الشوك الواخز والشجر الشحيح بثماره وظلاله. في هذا السياق يقول الله تعالى :ـ " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا". نستشف من ذلك إن ما كان متوارثاً من جِبِلة طيبة سيكون لا محالة على حسن خلق وفضيلة خير، هذا يدعونا للسؤال الكبير :ـ
عمر الرزاز من أبوه ؟ ومن أمه لنعرف سلالته ابتداءً وخؤلته من اجل رسم صورة صادقة عن ملامح شخصيته وخريطة جيناته.
الرئيس عمر الرزاز الهادئ المتواضع، المرهف الرائع هو ابن منيف الرزاز القائد القومي والعروبي الوحدوي الذي تتلمذت على يديه أجيال من شباب العرب عبر عقود طويلة. الدكتور منيف المثقف المتعلم حمل راية التنوير حينما كانت الكثرة في الوطن العربي لا تفك الخط،ونشر من المؤلفات في الفكر القومي،الحرية،التحرير ما يا يعجز عن حمله عشرين بعير.له من التاريخ النضالي ما يرفع جباه الأمة،ومن الجرأة في قول الحق ما دفع به إلى السجن أكثر من مرة ،كان آخرها إن دفع حياته حينما كتب آخر مؤلفاته " التجربة المُرة ".
منيف رجل بألف رجل،فقد مات واقفا، ما يعنيني في هذه الجزئية كأردني وان كانت بلاد العرب أوطاني،إن وصية المفكر المناضل الأخيرة كانت أن يدفن في عمان وليس في دمشق مسقط رأسه أو بغداد مكان استشهاده بل آثر الأردن،وهي ذات الوصية التي أوصى بها طارق عزيز وزير خارجية صدام حسين التي توفي إبان احتلال وطنه من الأمريكان وإذنابهم المتعاونين معهم ،وهذا يدل على مكانة عمان قلعة العروبة والأحرار،وأفضل رد على الصحفي الصهيوني التافه أيدي كوهين الذي قال الرزاز الشامي ولم يعرف ذلك العدو إن هذه البلاد كلها بلاد الشام وحدة واحدة بما فيها فلسطين التي يحتلها،وما كان له أن يطأ أرضها لولا خوازيق سايكس بيكو التي فتتتها الى دول صغيرة لا حول لها ولا قوة من أولئك الذين يدافعون عن خوازيق الفتنة والتفرقة.
هذه عجالة عن الأب فمن هي الأم حتى تكتمل الصورة وتأتي الإجابة قاطعة لا لبس فيها ؟.الأم الفاضلة هي لمعة بسيسو الأديبة شقيقة الشاعر الكبير معين بسيسو . وهي الأم الصابرة القوية المستهزئة بالألم والمرأة الصخرة كما وصفها ابنها الروائي الكبير مؤنس الرزاز شقيق عمر التي تستند إليها العائلة في الملمات الصعبة وفي ساعات الضيق والشدة بسبب غياب الأب في السجون العربية وتنقله بين المنافي بحثاً عن الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية والسعي لتشكيل نواة صلبة من المخلصين العرب لتحرير فلسطين التي خذلها العرب.
لمعة بسيسو الصابرة الصبورة كانت تعشق عمان كما يعشقها منيف وأولاده مؤنس وعمر والشقيقة زينة وتتغزل بعاصمة الحب الأخوي كما وصفها الرومان بالغالية عمان..فأي وفاء هذا ؟! وأي حب ؟! وأي ولاء وأي انتماء ؟!. أن يطلب الأب أن يلف بالتراب الأردني وألام تصف عمان بالحبيبة.
في هذه البيئة المميزة والاستثنائية،يشب عمر لأب يحمل قامة النخل العراقية وياسمين دمشق وأم فيها عبق برتقال فلسطين وطهارة القدس وشموخ جبل النار.يفتح الطفل عمر عينيه فيجد الجدران متروسة بالكتب،ويشاهد أخاه مؤنس يحيك الرواية تلو الرواية ويرى أمه تغزل الحب على نور الأمومة تعويضاً عن غياب الأب.ويلمح الطفل في المدرسة إعجاب التلاميذ والأساتذة به وهم يقرأون سفر الرجولة وتاريخ النضال لأحد عمالقة الفكر القومي. هذا الامر دفعه للتواضع لا للغرور عكس أولئك الذين يصنعون لأنفسهم امجاداً زائفة ويسبحون في شبر ماء. ـ ما شاء الله ـ،هكذا تكون البيوت العامرة بالعلم والإيمان بقضايا الأمة... بيت علم وأدب،سياسة واقتصاد،نضال وتضحية وتاريخ حافل بالأحداث المثيرة ما جعل منيف الرزاز أسطورة عربية وإيقونة يتبارى المثقفون على شراء كتبها وحمل أفكارها.
الشاب الرقيق الهاديْ يذكرنا بحديث قدوتنا رسول الله صلوات الله عليه وهو يمتدح احد أصحابة قائلاً له :ـ " فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة ". من تابع الرئيس في مجلس النواب وفي الدوار الرابع وفي الشارع والمؤتمرات يشهد للرجل بالحلم والأناة والتعفف عن النطق بأي كلمة سوء أو لفظة جارحة أو إشارة تثير حفيظة الطرف المقابل حتى لو تطاول عليه.
هذه الخصال الحميدة مزروعة في جيناته وليس فيها تكلفاً أو استعراضاً ولا حتى دبلوماسية وهي دليل صارخ على أن في داخله طاقة حب ايجابية عالية يفتقر إليها كثير من الساسة الذين يغضبون لأقل نامة ويثورون لمجرد كلمة نقد حتى أن بعضهم لا يحتمل النقد البّناء فيلجأ للقضاء لجرجرة الناقد مع أن حرية النقد مكفولة ومقدسة في كل قوانين الدول التي تحترم مواطنها.
عمر الرزاز عصامي حفر مستقبله باظافرة. لم يتكأ على ارث والده ولا سمعة خؤولته ولم يتوكأ على عصا المحسوبية أو سلم الواسطة بل تعلم وكان مثالا للشاب الملتزم اخلاقياً والمتفوق دراسياً. حصل على أعلى الشهادات من أفضل الجامعات وبدل الشهادة الواحدة حمل اثنتين :ـ دكتوراة في التخطيط الحضري من جامعة هارفارد وما بعد الدكتوراه في القانون من الجامعة إياها.وكان فوق كل ذلك ضمير مجتمعه لطهارة مسلكه وبياض صفحته واستقامة مسيرته حتى أن اعتى خصومه يعترف بنقائه وطيب سريرته.ناهيك أن شخصيته تنطوي على إنسانية عز نظيرها.تراه لا يغلق هاتفه في وجه احد ولا يسد بابه أمام مراجع. ينتصر للمظلوم ويتعاطف مع المريض الموجوع، يعمل بكل طاقاته على خدمة الناس في حدود إمكانياته، لكن يجب الاعتراف ان رئيس الوزراء رغم موقعه الا انه لا يملك عصا موسى ولا خاتم سليمان لحل كل المشكلات فإمكانيات الدولة محدودة وزمن المعجزات ولى،لذلك يجب النظر للأمور بواقعية.
إن المسؤولية قطعة من العذاب والأمانة ثقيلة رفضت حملها الجبال لكن الإنسان حملها،وهذا ما يترتب على الحامل أن يعمل على مدار الساعة،وخاصة في ظل أوضاع اقتصادية متردية وشارع ملغوم وإقليم مأزوم .المفارقة الفارقة أن هناك حملة ظالمة على الرئيس من صالونات سياسية لا تعرف الا النق دون أن تقدم نصيحة ايجابية أو عملاً يخدم الوطن هذه الصالونات الأقرب الى صالونات الحلاقة تتربص بكل رئيس أملا أن تحبطه لتتشفى فيه أو أن يتسلم الدفة احد عواجيزها.
المفارقة الأخرى هي المعركة الدونكيشوتية التي شنها النواب على الرزاز لكسب الشعبوية ورفع العتب عن كواهلهم،وما عرفوا ان لعبتهم قديمة ومكشوفة فهي لا تنطلي على سائق بك أب او حراث يقود " تراكتور زراعي ".النواب وافقوا أكثر من مرة على تعويضات أصحاب الأراضي التي تمر بها أنابيب العار / الغاز المسروق من لدن دولة الاحتلال الإسرائيلي.هذا الامر يدل دلالة واضحة وفاضحة ان المجلس بقضه وقضيضه يعلم مسبقاً يعرف تفصيلياً بوجود طبخة صفقة الغاز منذ مدة بعيدة الا أنهم لم يحركوا ساكناً لكنهم أرادوا ان يسجلوا موقفا اخيراً ويزاودوا على الحكومة والمجلس يلفظ أنفاسهم الأخيرة.ناهيك ان الرزاز ليس له في اتفاقية الغاز لا ناقة ولا جمل وسيذهب ليورثها لمن يخلفه،والدليل ان وزيرة الطاقة زواتي تنصلت منها ورمتها على من سبقها من الوزراء.ما يعني ان مرجلة النواب على الرزاز ليست في مكانها.وتلك المرجلة كانت مجرد جعجعة لإسماع الشارع.
بعد كل هذا نقول بأقصى درجات الوطنية لا حصانة لمسؤول ولا قداسة لأحد .فالوطن فوق الجميع وللجميع والرزاز كانسان يخطيء و يصيب لكنه يمتاز بإنسانيته ويتميز بطهارته الوظيفية ...." ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب " صدق الله العظيم.